إذا كانت السلطة والمعارضة لا تهتم بالمطالب الحقوقية لهذا الشعب فما عليهم إلا الرحيل.. ويتركوا الشعب يحدد مصيره بنفسه النزعة الاستهلاكية التي حلت بالمواطن شجعت البائعين على استغلال هذه الأزمات لتحقيق مكاسب كبيرة، وما أريد أن اتحدث حوله هو مشكلة انعدام المشتقات النفطية والتي أدت إلى شلل تام في الحياة اليومية، فالجميع أصبح يلهث وراء الحصول على اسطوانة غاز بعد ان اعتاد على هذا الوقود واستغنى عن الوقود الخشبي، وقد عاد إليه كثير من الناس في ظل انعدام الغاز الذي أصبح يباع في السوق السوداء رغم الحصول عليه من قبل نخبة من الناس يتم إيصاله إليهم دون معاناة مع حرمان بقية الناس والذين يمسكون طوابير من الصباح حتى المساء للحصول عليه، وقد وصل سعر الاسطوانة إلى أكثر من خمسة آلاف ريال. أما المشتقات النفطية الأخرى فهي شغلنا الشاغل هذه الأيام وحديث الساعة، حيث ان المواطن يطوبر أياماً وليالي أمام المحطات التي أصبحت تتلاعب بالأسعار والكميات، وتستغل احتياج المواطن بعد ان انتشرت في السوق السوداء وعلى مرأى ومسمع الجميع سلطة ومعارضة بأسعار خيالية، حيث وصل سعر العشرين لتراً إلى أكثر من سبعة آلاف ريال وباتفاق بين بائع السوق السوداء وبعض أصحاب المحطات، الذين يضخون لهم في براميل ومن طرمبات جانبية، في ظل هذا الاختناق وهذه الطوابير الممتدة لم يقتنع بائع السوق السوداء بألف ريال زيادة بل خمسة آلاف ريال بعد كل عشرين لتراً، والكثير منها حسب ما سمعت مغشوشة ومخلوطة بالكيروسين، وهو ما يؤدي إلى تلف في السيارات، ويوماً عن يوم تزداد الأزمة وحكومة تصريف الأعمال في غيبوبة داخل العناية المركزة، والمعنيون بحماية المستهلك من الغش والاحتكار وزيادة الأسعار كوزارة النفط والصناعة والتجارة لا يعيرون الموضوع أي اهتمام، وكأنهم معنيون بعمل تحالف شيطاني بينهم وبين هذه المحطات ليعاقبوا هذا الشعب، فالسلطة تعتبر أن المعارضة هي سبب خلق الأزمات بينما السلطة هي المعنية وهي صاحبة القرار وهي من بيدها مقاليد الأمور، وتستطيع ان تحمي خطوط الإنتاج والمصافي وخطوط التوصيل بين المحافظات، وتستطيع ان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس باحتياجات المواطن اليومية. وقد سجل السفير الأمريكي موقفاً محسوباً له ولدولته؛ عندما تدخل لحل أزمة عدم تدفق المشتقات النفطية إلى كل المحافظات من أجل التخفيف عن معاناة المواطن من هذه الأزمة، والتي تعد إحدى الأزمات التي تتوالى على بلادنا ونعرفها منذ نعومة اظفارنا.. وكم هي الأزمات الاقتصادية والاستهلاكية، حيث أننا ما نخرج من أزمة إلا ودخلنا في أخرى حتى تم تحويلنا إلى قطيع بشري فاقد الأهلية والتفكير، إذ أصبح تفكيرنا فقط في معيشتنا اليومية، كل ذلك من أجل أن يقتلوا فينا التطلعات والطموح، ليصبح تفكيرنا فقط في الكيس القمح وخزان المياه واسطوانة الغاز ودبة البترول، وهذا هو ديدن يومي لا نخلص منه!!!. وسيكونون مسؤولين عنا يوم القيامة أمام المحكمة الإلهية وسندوسهم جميعا تحت أقدمنا سلطة ومعارضة، وإذا كنا نعيش هذه الظروف وهذه الأزمات قبل الحرب فكيف سيكون الحال بنا إذا دخلت البلاد لا سمح الله في حرب أهلية؟!!. إذاً ومن هذا المنطلق فإن الشعب يعلن موقفه ليحدد مصيره من هذه الأزمة الخانقة التي تحاصره في معيشته اليومية، ليتدخل حكماء العالم بوضع حد لهذه المعاناة غير الإنسانية التي تم فرضها على هذا الشعب الصابر والصامد، والذي يرتدي لباس الجوع والخوف، لأنه قال: لا للظلم والاستبداد ونعم للعيش الكريم والحرية المطلقة، وإذا كانت السلطة والمعارضة لا تهتم بهذه المطالب الحقوقية فما عليهم الا الرحيل، ويتركوا لهذا الشعب تحديد مصيره بنفسه فاليمن ولادة بالكوادر الكفأة والخيرة والقادرة على إدارة شؤون البلاد.