"ليس من طلب الحق فأخطأ كمن طلب الباطل فأدركه". هذا ما وصف به علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج في عصره، وهذا الوصف ينطبق تماماً على الحركة الحوثية بأفعالها الإجرامية في حق الوطن والمواطنين، فما نراه اليوم من اصرار لهذه الحركة الإرهابية على مصارعة النظام من خلال الصراع الدموي العنيف المسلح وبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين والإفساد في الأرض واستباحة المحرمات تحت مبرر ( من لم يكن معي فهو ضدي) هو في الواقع احياء لأسلوب وطريقة الجماعات الدينية المشهورة بالخروج على ولي الأمر، وإعلان العصيان المسلح كما هو الحال مع جماعة الخوارج في خلافة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. فالحركة الحوثية من حيث العنف المسلح وقتل الأبرياء نبتة شيطانية يجب اجتثاثها من على الأرض، ولنا أن نمعن في كلام المواطنين الذين ذاقوا المعاناة أشكالاً وألواناً جراء اضطهاد وعنجهية وظلم الحوثي وجماعته لهم، لندرك تماماً أن الحوثيين فعلوا بأهلهم وناسهم ما لم تفعله إسرائيل في بالفلسطينيين.. كما أثبتت النداءات والصيحات المتشحرجة لأولئك النسوة اللواتي أهدرت كرامتهن وهتكت أعراضهن بفعل فعلة يسمون أنفسهم ب"المجاهدين الحوثيين" بعد أن أجاز لهم كبيرهم ذلك. أنهم مجرمون يحاربون الله ورسوله والإنسانية جمعاء، ليس هذا فحسب، بل إن اعترافات الحوثيين الذين سقطوا أسرى أو سلّموا أنفسهم طواعية للقوات المسلحة الشجاعة وما نطقت به ألسنتهم أمام الإعلام ليؤكد أن ما يدعو إليه الحوثي وما يعمله من أعمال هي جرائم فادحة لا تغفر. أو اولئك الذين جهروا كفراً بأن حسين الحوثي ورسول الله سواء لا فرق بينهما وأصروا على العناد والمكابرة وعدم التوبة والندم على ما اقترفوه من جرائم شنيعة، إضافة إلى اساءتهم وتسفيههم للصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ووجوب القتل لمن يعارض مذهبهم. كل هذا وما سبق لدليل دامغ أن الحوثيين تشربوا بالعنف ومارسوا القتل وسفكوا الدم ولم يخالط قلوبهم الحب والتسامح أو يسيطر على عقولهم مفهوم السلام والقبول بالآخر، فتبنوا الغدر وشرعوه وأجازوه على من يعارض آراءهم، وعلى هذا كان دينهم قتلاً، غدر، فسوقاً، مجوناً أولئك هم الحوثيون.