في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 21 فبراير المنصرم.. كان الجميع في عدن ممن بلغوا السن القانونية يستعدون لممارسة حقهم الدستوري في الذهاب إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تؤكد أننا شعب نحترم خيارنا في الانتقال السلمي للسلطة.. نعم كان الجميع في هذه المدينة التي عرفت الديمقراطية حتى إبان الاحتلال البريطاني البغيض لها قبل أكثر من أربعة عقود.. فجاء هذا الاستحقاق الديمقراطي وما إن سطعت الشمس حتى شاهدنا مجاميع مسلحة جميعهم من الشباب ينتشرون في الشوارع، وتحديداً قرب مراكز الاقتراع وبطريقة غير حضارية حاولوا منع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم مستخدمين الأعيرة النارية التي أطلقت بصورة مجنونة في الهواء وعلى بوابات مراكز الاقتراع.. وفعلاً استطاعوا في البداية تخويف المواطنين خاصة النساء.. غير أن رجال الأمن المعززين بوحدات من القوات المسلحة تمكنوا من التصدي لهؤلاء المأجورين، وتطور الأمر إلى العنف والاشتباك مع الأمن وكادت الصورة- لولا حكمة وحنكة رجال الأمن- أن تكون كارثية.. أدرك الوطن أنه في خطر التآمر عليه فتصدى لهذه المؤامرة ونجح ونجحت الانتخابات، وخرجت عدن رافعة علم الثاني والعشرين من مايو وازدانت السماء بالفرحة.. فهذه عدن الوحدة.