اغتيل قائد بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برصاص مسلحين مجهولين بمنطقة تل الهوى في غزة، وفق ما أعلنته الحركة. واتهمت حماس إسرائيل بالمسؤولية عن "اغتيال" القيادي مازن فقهاء، أحد "الأسرى المحررين" في صفقة شاليط عام 2011. ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على الحادث أو اتهامات حماس. وكان فقهاء أحد قيادي حركة حماس في الضفة الغربيةالمحتلة. وتقول وسائل إعلام تابعة لحماس إن فقهاء مدبر عمليتي مفرق "جات" جنوبيالقدس في مايو/ آيار 2002 و"صفد" في أغسطس/ آب 2002، اللتين أسفرتا عن مقتل 28 إسرائيليا. وقال أيمن البطنيجي، المتحدث باسم الشرطة في غزة، إن مسلحين أطلقوا أربع رصاصات من سلاح كاتم للصوت على رأس فقهاء. وحملت حماس، في بيان، "إسرائيل وعملاءها" المسؤولية. وأضاف البيان: "إسرائيل تعلم أن دماء المجاهدين لا تذهب هباءً، وستعرف حماس كيف ترد عليها." وقال عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، في تصريحات بثتها قناة "الأقصى" الفضائية التابعة للحركة، إن "المستفيد الوحيد من اغتياله هو الاحتلال الإسرائيلي". "رسائل خطيرة" كما حمّلت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل مسؤولية "جريمة" اغتيال فقهاء. وقال داوود شهاب، المتحدث الإعلامي باسمها، إن "جريمة الاغتيال تحمل رسائل خطيرة، ومن الواجب التعامل معها بالطريقة المناسبة". ويُتوقع أن يشارك الآلاف في جنازة فقها، السبت. وقالت وسائل إعلام محلية تابعة لحماس إن فقهاء نفذ وخطط عدة عمليات مع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، من بينها عملية مفترق "جات" التي قتل فيها 19 إسرائيليا. وبين مدن فلسطين تنقل الشهيد القائد القسامي مازن محمد فقهاء، متسلحًا بفكر المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وعاملاً بكل قوته على دحر الاحتلال الصهيوني رفقة إخوانه المجاهدين، بداية من بلدة طوباس في الضفة الغربية، وانتهاءً بقطاع غزة بعد تحرره من السجون الصهيونية في صفقة وفاء الأحرار. والشهيد مازن فقهاء، أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، من مواليد مدينة طوباس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وهو أحد محرري صفقة "وفاء الأحرار"، وأُبعد إلى غزة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال التي كان يقضى فيها حكما بالسجن 9 مؤبدات. وتعرض فقها مساء أمس الجمعة لعملية اغتيال أمام منزله بغزة، من مجهولين بمسدس كاتم للصوت برأسه بمنطقة "تل الهوا" جنوب مدينة غزة، إذ أصيب بأربع رصاصات مباشرة، فيما حمّلت حركة "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسام، الاحتلال الصهيونية وعملاءه المسؤولية الكاملة عن اقتراف الجريمة، التي أكدت أنها تعرف كيف ترد عليها. الدور الفدائي للشهيد وتتهم سلطات الاحتلال الصهويني الشهيد فقها بالمسؤولية عن تنفيذ عملية صفد الاستشهادية التي خلفت 9 قتلى صهاينة وعشرات الإصابات، وجاءت ردًّا على استشهاد قائد القسام الشيخ صلاح شحادة. كما وجهت إليه تهمة المشاركة في الإعداد لعملية مطعم سبارو بالقدسالمحتلة التي نفذها الاستشهادي عز الدين المصري من بلدة عقابا، وكان زميله في الجامعه والحركة أيضا. وفي ديسمبر 2013، زعمت صحيفة "هآرتس" العبرية أن حركة "حماس" أقامت من جديد قيادة الجناح العسكري في الضفة الغربيةالمحتلة ولكنها تُدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين بصفقة "وفاء الأحرار" من بين أشخاص زعمت أن من بينهم المحرر مازن فقها، ووضعته على قائمة الاستهداف. وولد الأسير مازن محمد سليمان فقها في بلدة طوباس الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين في منطقة الشمال، وتلقى تعليمه الأساسي في طوباس، وارتاد المسجد وعمره 8 سنوات، وبدأ بحفظ القرأن الكريم منذ صغره، وأكمل تعليمه الثانوي في طوباس، ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في نابلس ودخل كلية الاقتصاد. ونشط فقهاء بصفوف الكتلة الإسلامية ومجلس الطلبة في جامعته، وأصبح أحد أفراد حركة "حماس"، والتحق بصفوف القسام وهو في السنة الأولى من دراسته الجامعية، وفي السنه الثالثة أصبح مطاردًا، وتخرج في كلية الاقتصاد بجامعته وهو مطارد من الجيش الصهيوني. مطاردة من الاحتلال والسلطة مع بداية انتفاضة الأقصى، لاحقت أجهزة السلطة الأمنية الشهيد فقها، واعتقل ثلاث مرات، واستجوبه جهاز المخابرات في المرة الأولى عام 2000، واعتقل شهرًا عام 2001. وفي شهر فبراير من عام 2002، أصبح فقها مطاردًا لقوات الاحتلال الصهيوني، تلاحقه وأسرته وتداهم بيته بشكل متكرر، بين الحين والآخر، إلى أن اعتقلته في صباح يوم الاثنين 5/8/2002 بعد حصار دام 6 ساعات في منزل تحصن فيه، ثم هدمت منزله بعد ثلاثة أيام. استخدمت سلطات الاحتلال مع الشهيد خلال اعتقاله في سجون الاحتلال أقسى أنواع التحقيق، وحكم عليه بالسجن (9 مؤبدات و50 سنة)، وتحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011 لتبدأ مسيرة جديدة من الجهاد والتضحية انتهت باستشهاده. ويُظهر تصفح صفحة الشهيد على "فيسبوك" كلمات قوية له حول التمسك بخيار المقاومة وضرب الاحتلال.