«1000» يوم حربا ودمارا شنتها السعودية والإمارات على اليمن وكذلك فعل الحوثيون وعلي عبدالله صالح .. كلا منهما فعل أبشع من الآخر غير أن بشاعة الرياض وأبو ظبي فاقت الانقلابيين وأورثت اليمن خرابا مابعده خراب. لن أقول هنا من أخطأ ومن أصاب فقد صحونا ذات يوم على فجيعة كبيرة اسمها 21 سبتمبر 2014 رسمها جيراننا الأشرار آل سعود وأولا زايد أعداء ربيعنا المتوقد ونفذها الحوثيون وعلي عبدالله صالح وأدواتهم الأخرى سرقوا الدولة وأسقطوا رموزها ورمزيتها على ضعفهم وضعتهم واستخفافهم بالأحداث . يوجه اللوم لمن أيدوا الشرعية اليوم على تأييدهم للتحالف العربي السعودي الإماراتي ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك خيار آخر ولم يكن بيد أي أحد حيلة منا ونحن نشاهد بلادا يسقط آخر مافيها من رمزية مفترضة لشبه دولة ونتابع أعمال الحوثيين من تفجير المساجد والمنازل وقتل واعتقال لمخالفيهم . كانت كل انتهاكات الحوثي وحليفه صالح سببا بأن نقف عاجزين مسلمين لغزاة الخارج ودون قصد. كان ذلك مؤلمًا لأننا في وقت من الأوقات فقدنا التقدير والحكمة فدخل الغازي الخارجي لينقذنا من الغازي الداخلي الذي فتك بكل الأحلام. بعد ألف يوم من هكذا حرب بدون مسار ولا هوية ماذا يمكن القول وكيف يمكن استدراك الأمر لقد وقع اليمن بين فخين كلاهما أسوأ من الآخر لكن ماندركه جيدا الآن أن الأجندة السعودية الإماراتية في اليمن فاشلة ومريبة وفاسدة. يحق لنا ان نتسائل ونحن نشاهد التمدد العسكري السعودي والإماراتي في موانئنا وسواحلنا والسجون السرية والتشكيلات الأمنية والمليشاوية لماذا قررت هاتان الدولتان المعروفتان بعدائهما التاريخي لليمن دخول اليمن عسكريا ولم تقوما بدعم جيش وطني قوي يواجه الإنقلابيين ؟ وماهي الفائدة من جلب غزاة خارجيين الى اليمن وتشكيل أجندة غير وطنية وهدم شرعية البلد وتحويله الى كنتونات طائفية وقبلية ومناطقية. لم يعد هناك مقام للمفاضلة بين شرين فكلاهما مستطير لكن الأصوب أن تقوم كل القوى الوطنية الحية وأخص قوى الشرعية بمراجعة حساباتها من جديد والانخراط في مقاومة حقيقية تعيد كل شيء لنصابه . قد يكون الثمن باهضا الآن أن تحارب جبهتين معا لكن من الواضح أن ثمن الاستلاب للخارج أصبح أكثر فداحة . بعد الف يوم يحصي اليمنييون آلاف القتلى على يد تلك الغارات الغادرة بالمدنيين اليمنيين من قبل السعودية والامارات كما يحصون آلافا آخرين سقطوا بهمجية الانقلابيين دون ذنب . وإذا لم تصح القوى الوطنية اليمنية من سباتها فسيكون علينا انتظار قرن آخر ليعود اليمن يمنا كما حلم ابناؤه لا كما يريده أعداؤه ممزقا ضعيفا مدمراوحينها ماالذي بمقدورنا جميعا ان نفعل؟. │المصدر - الخبر اليمني