ان ما تمر به بلادنا اليوم يعد امر جلل، وخطب عظيم ،اذا لم يقف العقلاء وهم كثر امام الخطب ويتداركونه، ولا يكون ذلك التدارك الا بتشخيص المرض تشخيصا دقيقا يراعي الابعاد الاقليمية والدولية المحيطة بنا منطلقين من فقه الواقع الذي هو جزء من شريعتنا نتثبت من خلاله اين نضع اقدامنا ومن ثم يوضع العلاج الناجع للخروج مما نحن فيه وليعلم الجميع ان مشاكلنا لا تحل بالسلاح ومن يسلك هذا السبيل سيخسر في النهاية ولن يحقق مراده لان من يصر على هذا الطريق سيرغم الاخر في النهاية ان يسلك نفس الطريق، وهو الخطر الذي يدمر ولا يبني ويمزق ولا يوحد ويتعس ولا يسعد ولنا في سوريا والعراق ومصر مثلا حيا كم فد سفك من الدماء وكم افسدت من الاموال وكم يتم ورمل ودمر ولم يصلوا الى نتيجة والمستفيد الوحيد هم الاعداء وقد تاملت في كل اسس التكوينات المجتمعية فوجدت ان القبلية قد تفرقنا ،والحزبية قد تمزقنا ،والمذهبية قد تشرذمنا، والمناطقية قد تبعثرنا، ولم اجد ما يجمعنا الا شرع ربنا الذي وصفنا بقوله تعالى "انما المؤمنون اخوة" ومن خلال التجارب يتضح جليا ان الخطاب الدعوي هو من يلم شمل الامة والتعصب لاي نعرة جاهلية هو ما يزيد فرقتنا ومن هنا ادعو كل العقلاء ان نلتف حول ما يجمعنا ونحن في اليمن نحمد الله ان اغلبية اليمنيين يحبون دينهم بغض النظر عن اطرهم السياسية او القبلية او المناطقية فتعالوا الى كلمة سواء نحتكم الى شرع الله لحل نزاعاتنا، ونقول لصاحب الحق نحن ننصرك وللمخطئ نحن ننصرك بنصحك وتلجيم غيك، تعالوا نقول لبعضنا عفى الله عما سلف ، تعالوا للتراحم ،والتلاحم، تعالوا نخمد نار الفتنة ،ونخفف من خصومتنا فما يجمعنا اكثر مما يفرقنا،انا اوجه هذا الكلام لاني ارى ان كل فريق منا صار يتشوق بلهفة لاشباع رغبته ولو على حساب الوطن، فاذا ذهبنا هذا الطريق الجامع لنا جميعا سنعزل المتغطرس ونلجم الفاسدين ونكون سدا منيعا امام التدخلات التي تريد استعبادنا والهيمنة التي تريد ذهاب قوتنا، هيا بنا نثبت للعالم صدق قول رسولنا"الإيمان يمان والحكمة يمانية" ونحن لسنا فقراء فقد اعطانا الله ما نكف به ايدينا من السؤال والذلة لغيرنا اذا جمعنا كلمتنا واستغلينا ثرواتنا وكنا عادلين متراحمين فيما بيننا تعالوا نقف صفا واحدا للحفاظ على اليمن ونكسر يد من يريد تدميره او القضاء على بنيته الثقافية، والاخلاقية والاجتماعية ،إذا كنت هذه اليد لا تمتد للمصافحة والمصالحة، هي الى الصلح العام بدلا من الخصام العام الذي يعد العدو الرئيسي لنا لقوله تعالى " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" والذي اذا استمرينا فيه فسندمر البلد ولن يرحمنا احد ولن تسامحنا الاجيال القادمة اللهم وحد بالايمان قلوبنا واجمع بالاسلام صفوفنا.