أعلن وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو أن 82 إيرانيا و63 كنديا كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية التي سقطت بعيد إقلاعها من طهران فجر الأربعاء في طريقها إلى كييف. وقال الوزير إن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737-800 كانت تقل أيضا 11 أوكرانيا و10 سويديين وأربعة أفغان وثلاثة ألمان وثلاثة بريطانيين. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "كل ركاب وأفراد طاقم" الطائرة "قتلوا". وكتب على صفحته على فيسبوك: "سفارتنا تقوم بتحديد المعلومات حول ظروف هذه المأساة ولائحة القتلى". وحذر زيلينسكي من أي تكهنات بشأن تحطم الطائرة: "أطلب من الجميع عدم إطلاق تكهنات ونظريات غير مؤكدة بشأن التحطم"، فيما قطع عطلة في سلطنة عمان عائدا إلى أوكرانيا. وكتب وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، في حسابه على "تويتر" أن الطائرة كانت تنقل على متنها 82 مواطنا إيرانيا و63 كنديا و11 أوكرانياً (بمن فيهم أفراد الطاقم) وعشرة سويديين وأربعة أفغان وثلاثة ألمان وثلاثة بريطانيين. من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، خلال مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، أنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، مضيفا أنها سقطت بعد ثلاث دقائق من الإقلاع، وأن الضحايا هم 144 إيرانيا، و11 أوكرانيا، و10 أفغان، و9 كنديين، و4 سويديين، وبريطاني. وأعلنت السلطات الإيرانية أن عددا من الضحايا هم من الطلاب الإيرانيين في الجامعات الأوروبية، وأن اثنين منهم ابنا مدير الشؤون الدولية بوزارة الصحة الإيرانية، كما أن 13 آخرين متخرجون من جامعة "شريف" الصناعية الإيرانية. ويثير التضارب في المعلومات حول جنسية الضحايا بين الجانبين الإيراني والأوكراني علامات استفهام عدة، ويبدو أن عددا كبيرا منهم يحملون الجنسية الإيرانية وجنسية أخرى، خصوصا الجنسية الكندية، إذ إن الفارق في عدد الضحايا الكنديين كبير. واستبعدت السفارة الأوكرانية في طهران، في وقت سابق، فرضية العمل الإرهابي، لكنها حذفت في بيان لاحق بشأن الطائرة المنكوبة الإشارة إلى أن السبب "عطل في المحرك". وبحسب العناصر الأولى التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية فإن الطائرة تحطمت بعيد إقلاعها في مدينة شهريار غرب طهران واشتعلت فيها النيران. وتحدث مسؤولون إيرانيون عن فرضية "مشكلة فنية" واجهت الطائرة الأوكرانية بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران. وكالة "فارس" الإيرانية نقلت عن مسؤول بالمطار القول إن الطائرة ربما تعرضت "لخلل فني وراء سقوطها". وتشير بيانات موقع FlightRadar24 إلى أن رحلة الخطوط الأوكرانية PS752 أقلعت الساعة 6:12 صباحا بالتوقيت المحلي قبل أن تتوقف عن إرسال أي بيانات الساعة 6:14 ويشير الموقع إلى أنها كانت قد وصلت إلى ارتفاع نحو تسعة آلاف قدم فوق سطح الأرض. وأشار الموقع إلى أن الطائرة وقت الإقلاع لم تعاني من مشكلات تتعلق بالطقس وكانت الرؤية واضحة وسرعة الرياح جيدة. وأكد FlightRadar24 ومواقع أخرى أن الطائرة وهي من طراز 737-800 الذي يعود إلى تسعينيات القرن الماضي، قد اشترتها الخطوط الجوية الأوكرانية عام 2016 أي أن عمرها ثلاثة أعوام فقط في الخدمة. وقد الخطوط الجوية الأوكرانية أن الطائرة كانت جديدة وتم فحصها قبل يومين من الحادث. ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا) مقطع فيدو يظهر الطائرة وهي مشتعلة في الهواء، قبل أن تسقط. ورجحت صحيفة "ديلي ميل" وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن اشتعال فيها قبيل سقوطها يفسر ربما إصابتها بصاروخ. ونقلت وكالات إيرانية عن مسؤولين في الطيران المدني إن الطيار لم يتصل ببرج المراقبة ولم يرسل إشارة استغاثة قبيل سقوطها. وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن الطائرة المنكوبة ليست من طراز 737 ماكس، التي أوقفتها بوينغ عن العمل بعد حادثتين أسفرتا عن مصرع 346 شخصا. وجاء الإعلان عن سقوط الطائرة بعد ساعات من ضربات صاروخية إيرانية استهدفت قواعد عسكرية في العراق، وبعيد هذه الضربات، أعلنت الولاياتالمتحدة منع تحليق الطائرات المدنية في مناطق بالشرق الأوسط. وعلقت عدد من شركات الطيران العالمية الرحلات إلى إيران، وأصدرت موسكو توصيات لشركات الطيران الروسية بعدم التحليق فوق إيرانوالعراق والخليج العربي وخليج عمان، كما قررت الولاياتالمتحدة تعليق الرحلات إلى المنطقة أيضا. وأكد رئيس شركة الخطوط الأوكرانية، يفغيني ديخني، في مؤتمر صحافي، أن الخطوط الأوكرانية ستشارك في التحقيقات حول أسباب الحادثة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الطائرة كانت بحالة جيدة، وكان يقودها طاقم ذو خبرة". وتم الكشف عن كون الطائرة المنكوبة من إنتاج عام 2016، وخضعت للصيانة الدورية يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي. من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن تعازيه لذوي الضحايا، وقطع زيارته إلى عمان عائدا إلى كييف. وأجرى وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، بشأن حادث تحطم الطائرة، وذكرت الخارجية الإيرانية في بيان، أن الوزيرين عبرا عن أسفهما "العميق" تجاه ما حدث، وأن "أسباب وقوع الحادث قيد التحقيق". وتزامنت حادثة الطائرة الأوكرانية مع قصف إيراني على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، في ظل موجة من التصعيد الأميركي الإيراني بدأت عقب مقتل قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني. وفي مايو/أيار الماضي، خلصت لجنة تحقيق دولية إلى أن الطائرة الماليزية التي سقطت شرقي أوكرانيا عام 2014، في رحلة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى كوالالمبور، أصيبت بصاروخ أطلقته كتيبة روسية في مدينة كورسك. وقد قتل جميع ركاب الطائرة "بوينغ 777" وطاقمها، وعددهم 298 شخصا، عندما انفجرت في الجو، بينما نفت روسيا الأمر، وبينت صور بثتها الحكومة الأوكرانية ما تقول إنه نقل صاروخ روسي من نوع "بوك" عبر الحدود الروسية في يوم الحادث.