تناقلت وسائل إعلام جزائرية تصريحات منسوبة لوزير الدفاع المصري السابق والمرشح للرئاسة المشير عبدالفتاح السيسي يهدد فيها بغزو الجزائر خلال ثلاثة أيام ، حيث جاءت هذه التصريحات في معرض كلام للسيسي على الجيش المصري الحر. ونقلت صحيفة مصرية عن السيسي قوله: «الجيش المصري قوى، قبل ما واحد يجرى له حاجه على الناحية الغربية، يكون الجيش هناك، وده إنذار للجيش الحر، ولو حصل أي حاجة أنا ممكن أدخل الجزائر في 3 أيام». وقد نفت حملة السيسي التصريحات وأكدت في بيان لها أن «ما تردد في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، من تصريحات منسوبة للمشير، ضد الشعب الجزائري الشقيق، كاذبة وتم تأويلها على نحو خاطئ». وأوضح البيان أن «السيسي أكد خلال اللقاء مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، يوم الأربعاء الماضي، أن القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، ومواجهة المحاولات الإرهابية المتطرفة، التي تستهدف العبث بمنظومة الأمن القومي المصري». كما أكدت الحملة أن المشير السيسي ذكر خلال اللقاء، أن «الجيش المصري جاهز دائماً لمعاونة أي دولة عربية شقيقة في مواجهة الإرهاب والتطرف»، موضحاً أن «الشعب الجزائري له كل التقدير والاحترام، ولا يمكن لأحد أن ينسى موقفه المشرف أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 197». وشنت وسائل إعلام جزائرية انتقادات حادة لتصريحات السيسي، وبعضها طال الجيش المصري. وقالت صحيفة الحدث الجزائرية: «لم يجد الجنرال المصري عبدالفتاح السيسي والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، سوى الجزائر ليضرب بها المثل، خلال التحذير الذي أطلقه ضد ما بات يعرف ب(الجيش المصري الحر)، الذي يستهدف القوات النظامية، حيث أكد أنه بإمكان الجيش المصري غزو الجزائر، في ظرف ثلاثة أيام». ولفتت الصحيفة إلى أن صحيفة «صدى البلد» القاهرية، التي أوردت تصريحات السيسي، سارعت إلى حذفها من موقعها الإلكتروني، إما بسبب «تعرض الأخيرة لتوبيخ السلطات العليا للبلاد، أو تعرض مصدر الصحيفة (الدكتور إبراهيم راجح) لضغوطات أرغمت اليومية على سحب تصريحات السيسي، المستهزئة بجيش الجزائر». من جانبها قالت صحيفة «الشروق أونلاين» إن «تصريحات السيسي تثير الإستغراب بشأن مغزاها والهدف من ذكر الجزائر في سياق التحذير من استهداف الجيش المصري، فهل كان يقصد أن القوات المسلحة المصرية قادرة على هزم أي جيش آخر بما في ذلك الجيش الجزائري الذي يوصف بأنه من أقوى الجيوش العربية والافريقية، أم أن الرسالة موجهة لجارته ليبيا التي توصف بأنها قاعدة خلفية لما يسمى "الجيش المصري الحر" بحكم انها تتوسط الجزائر ومصر». وأضافت : «وتبقى هذه التصريحات من المشير المصري الذي ترشح لخلافة الرئيس محمد مرسي بعد انقلابه عليه بمثابة إساءة للجزائر مهما كانت خلفياتها كونها تحمل عبارات استهزاء بدولة شعبا وسلطة وجيشا فضلا عن أن كل التحليلات تؤكد أنه الحاكم الفعلي لمصر حاليا». وأشارت إلى أن هذا التصريح يضاف إلى سلسلة من الإساءات التي طالت الجزائر ورموزها خلال الأزمة الكروية سنتي 2009 2010، وإذا كان الجزائريون قد اعتبروا الأزمة منتهية بعد ثورة 25 يناير التي أنهت الحكم الفاسد للرئيس مبارك وحاشيته، مؤكدة أن مثل هذا التصريح للمشير السيسي، الذي يعد أحد أبرز من يطلق عليهم ب «الفلول» المنتمين لعهد مبارك والمعروف بعلاقاته وارتباطه بإسرائيل والولاياتالمتحدة، لن يمر مرور الكرام. وأردفت الصحيفة : «والمعروف عن السيسي، رغم ما يسوق له في وسائل الإعلام المصرية الموالية له من أن الولاياتالمتحدة تعارض سياسته الانقلابية، أنه ترأس جهاز المخابرات الحربية المصرية في سيناء لسنوات طويلة عمل فيها على التنسيق مع الاستخبارات الصهيونية، ولم يستطع حماية جيشه في سيناء ويقدم منذ انقلابه على الرئيس مرسي وتلوث يديه بدماء عشرات آلاف المصريين، خدمة جليلة لإسرائيل والولاياتالمتحدة بالتراجع عن مكتسبات ثورة 25 يناير وتشديد الحصار على قطاع غزة». صحيفة «الخبر» قالت إن «الجزائريون سارعوا في التعليق عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ذكّروا فيها بالمواقف السيادية للجزائر، خاصة خلال أزمة المقابلة الفاصلة أمام المنتخب المصري في أم درمان السودانية، وما تلاها من مواقف في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك». وكان السيسي قد تسبب بأزمة مع ليبيا عندما طالب الأمريكيين بالتدخل العسكري فيها ونشر قوات. ولام السيسي الأمريكيين على تركهم ليبيا سريعا مما أدخلها في فوضى, على حد وصفه. ودعا الأمريكيين لنشر قوات لفترة محدودة لإعادة الأوضاع الأمنية إلى وضعها الطبيعي ومطاردة المسلحين.