لو لم يكن السيد أوباما رئيس الولاياتالمتحدة فما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه في المونديال، بالتأكيد لن يكون مهاجما لأنه لا يريد أن يتخطى نصف ملعبه ولا مدافعا لأنه يكره الالتحامات القوية ويفضل إجراء محادثات مع المهاجم المنفرد بالمرمى!، وهو أيضا لا يصلح أن يكون حارس مرمى لأنه غير مستعد لتحمل أخطاء زملائه في الفريق!. أفضل دور يمكن أن يلعبه هو أن يكون محللا تلفزيونيا لأحداث المباراة، فهذا بالضبط ما فعله بعد أزمة العراق الأخيرة فقد حاول تحليل ما حدث وبين أخطاء السياسيين العراقيين وخطورة داعش على مصالح بلاده وكأنه مراسل السي إن إن في بغداد وليس رئيس الولاياتالمتحدة الذي عليه أن يتخذ موقفا حاسما تجاه ما يحدث في بلد احتله سلفه احتلالا ظالما ضاربا بالإرادة الدولية عرض الحائط وجاء هو لينسحب منه انسحابا بائسا ضاربا بمستقبل العراق والمنطقة عرض حائط!. ** نحن في هذه المنطقة من العالم أصبحنا مجبرين على متابعة كأس العالم في الطائفية حيث لم يعد ثمة شبر في المشرق العربي غير مهدد بالحروب المذهبية، في كل حي ثمة بازوكا شيعية تبحث عن سني يعبر الطريق وعبوة ناسفة سنية تبحث عن شيعي يذهب إلى عمله، وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمتابعة مباريات مونديال البرازيل ينغمس العرب أكثر في بحر الدماء ويذهبون بكل حماسة نحو الحرب الأهلية، ومثلما يوجد آلاف المشجعين الذين يهتفون بأعلى صوتهم طوال وقت المباراة دون أن يلمسوا الكرة يوجد ملايين المشجعين في العالم العربي الذين لديهم استعداد أن يهتفوا طوال الوقت مطالبين بهجمة طائفية مرتدة، ومثلما تصنع كرة القدم نجوما يعرفهم القاصي والداني تصنع الطائفية نجومها وراياتها وأناشيدها. ** في عوالم كرة القدم يكره أنصار الفريق المتعصبون أن تذكرهم بضربات الجزاء الظالمة التي استفاد منها فريقهم، وكذلك الحال في المباريات الطائفية حيث يكره المتعصبون أن تشير ولو من بعيد إلى حقيقة فريقهم المفضل. ** في كأس العالم لكرة القدم يحرص مدرب كل فريق على متابعة الفرق التي تشاركه في نفس المجموعة، وأهل الخليج يراقبون اليوم ما فعلته الطائفية بأشقائهم العرب في الشمال والجنوب فالطائفية أنهت فاعلية الدولة في لبنان وأحالت سوريا الخضراء إلى رماد ومزقت اليمن وها هي اليوم تقترب من حريق جديد قد يجعل من كل حرب طائفية مضت مجرد مزحة عابرة، والعاقل من اتعظ بغيره.. وعلى أبناء الخليج أن يراقبوا أحوال هذه الدول الشقيقة التي كانت دولا قوية لها مكانة وتحولت بين ليلة وضحاها إلى أراض تستبيحها المليشيات وتتلاعب في مكوناتها أجهزة الاستخبارات الدولية ويبذل الناس فيها جهدا شاقا للحصول على خيمة في معسكرات اللجوء. ** في كأس العالم لكرة القدم لا يمكنك أن تعرف من سيفوز بالكأس قبل المباراة النهائية، أما في كأس العالم للطائفية فمن المؤكد أن الكأس سوف تقسم مناصفة بين إسرائيل وإيران.