أفرزت حمى المتابعة لمباريات كاس العالم 2010 التي تجري حاليا بجنوب أفريقيا العديد من الآراء والتوقعات في أوساط الجماهير المحلية الرياضية وغير الرياضية، بين مؤيد لهذا المنتخب أو ذاك والتكهنات المتباينة كلا للفريق الذي يوده أن يكون حامل اللقب لمونديال جنوب أفريقيا للأربعة الأعوام القادمة. وقد بدأ صدى منافسات البطولة الكروية على الصعيد المحلي واضحا من خلال التجمهر الكبير أمام شاشات العرض الكبير وتفاعل كبير وملحوظ من قبل الجماهير الرياضية وغير الرياضية من المهتمين بهذا الحدث الكروي الكبير من عشاق الساحرة المستديرة ومتابعي المونديال بشكل خاص . حيث أصبح حديث الشارع، وعلى وسائل المواصلات العامة وفي أماكن العمل العامة والمقاهي يدور حول هذه المنافسات الحاسمة وبات كل واحد يختبر حدسه بفوز فريقه المفضل بالبطولة ، ويجزم آخرين بفوز فريق معين بكأس البطولة، فضلا عن التوقعات بالفرق المتوقع أن تتصدر كلا في مجموعته. “الجمهورية” أجرت لقاءات عدة مع شرائح مختلفة من الجمهور، البداية كانت مع المصور الرياضي المحترف عبدالعزيز عمر والذي شدد على أهمية هذا الحدث الكروي الرياضي بالنسبة له وانه احد عشاق كرة القدم والموثقين لمنافساتها في أكثر من محفل محلي ودولي .. كاشفا عن أن عدسته ستكون إحدى العدسات المشاركة في تغطية مجريات المونديال والحدث الكروي الهام بدءا من ال18 من الشهر الجاري. إجازة من أجل المونديال : محمد النهمي ويعمل موظفا في الكهرباء قال انه قد أخذ إجازة من عمله منذ اليوم الأول لانطلاق البطولة حتى يتسنى له متابعة كل المباريات، حيث وانه شغوف بهذه المنافسة الكروية التي تجري كل أربعة أعوام.. مشددا على انه لا يمكنه تفويت أي مباراة بين أي فريقين وان كان هو من محبي ومشجعي الفريق الأرجنتيني الذي يقوده المدرب والأسطورة مارادونا . من ناحيته يؤكد خالد الأشول انه قد أهمل الكثير من الالتزامات المفروضة عليه في عمله بالصيدلية التي يعمل فيها وحتى اللحظة يظل الهم الأول والأخير لديه فوز فريقه الاسترالي الذي يشجعه وينكر انه قد خسر الرهان ويبحث عن تعليلات لذلك.. مشيرا إلى ان إهماله لتلك الواجبات قد أثار حفيظة جميع أفراد أسرته وفي مقدمتهم والده إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لديه حتى تعلن صفارة الحكم إنهاء أخر مباراة بالفوز الحاسم لصاحب لقب البطولة وان كان فريقه المفضل قد صار خارج رهان المنافسة، إلا أن رغبة الشماتة في الفريق الخصم لم تهدأ بعد بداخله . دعم للمنتخب العربي : وبصفة المنتخب الجزائري هو الفريق العربي الوحيد المشارك في البطولة ، فإن أصواتاً تشدد وبقوة على ضرورة دعمه وتحيته وتشجيعه بل والدعاء له بالفوز بكاس العالم ويكون هو الفائز وصاحب الحظ الأوفر، وهذا ما جسده هنا جميل الريمي “ صاحب بوفية “ والذي قال:” أنا استغرب من الذين يشجعون المنتخبات الأخرى الأجنبية طالما وان فريقا عربيا مشارك وهو المنتخب الجزائري ويجب علينا كمشجعين عرب أن نحييه وان ندعمه ونتمنى له التوفيق وان يكون هو الفريق المتصدر والفائزة بكاس العالم للعام 2010، وبذلك ندخل نحن العرب التاريخ بان فريقا عربيا فاز بكأس العالم وهو ما لم يحدث حتى الآن منذ إقامة أول بطولة، حسب تعبيره . من هو بطل كأس العالم 2010: وحول سؤال هام مفاده “ من تتوقع أن يكون المنتخب الفائز بكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا؟” تباينت وتعددت وجهات النظر واختلفت جدا، إلى درجة انه لم يخلو منتخب مشارك في البطولة إلا وله مؤيديه ومحبيه ومشجعيه في الأوساط الجماهيرية الوطنية، وان اختلفت النسبة بين المشجعين. ففي حين يشجع أنور عزالدين المنتخب الايطالي وهو حامل اللقب لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا ويرى انه اخذ اللقب بجدارة حينها ويجب عليه أن يحتفظ به ، يرى شقيقه باسم أن منتخب جنوب أفريقيا يجب عليه إلا يخيب أمال جماهيره ومواطنيه وانه يحبذ له أن يفوز باللقب بصفته منتخب البلد المستضيف للبطولة ، إلا أن رفيقهما فاروق يناهضهما الطرح ويرى أن منتخب الأرجنتين هو المنتخب الذي سيثبت جدارة بقيادة مدربه الأسطورة مارا دونا ويفوز بكاس العالم . مناهضون لكأس العالم : بالمقابل ثمة من أبدى تذمره واستيائه من الاحتشاد الجماهيري الكبير أمام شاشات العرض لمتابعة مجريات مباريات المونديال.. مستغربا ذلك الاهتمام غير المعهود بمجريات هذه المنافسة على كرة القدم التي تسيطر عليها المنتخبات الأجنبية، سوى بلد عربي وحيد ممثلا في منتخب الجزائر.. احمد شرهان” عامل “ قال انه لا يلقي بالا لما يهتم به الآخرون من مشاهدة المباريات حتى الساعات المتأخرة من الليل والذهاب إلى البوافي واللوكندات التي تعرض الشاشات مقابل دفع مابين 100-150ريال لمشاهدة المباراة ... مشددا على إن لديه أعمال ومهام هي الأحرى أن تشغله وعلى رأسها البحث عن عمل يدر عليه بعض المال ليعول أولاده، والاهتمام بأموره الدينية وعلى رأسها أداء الفروض من الصلوات وليس التسمر أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الأجانب وهم يتنافسون فيما بينهم حسب تعبيره. مونديال بمذاق خاص: في الأثناء وبعيدا عن تخمينات الفوز والخسارة للفرق المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم، يرى آخرون إن بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2010م، أخذت طابعا ومذاقا خاصا كونها تقام في القارة السوداء وفي بلد أفريقي عانى لسنوات طويلة من الممارسات العنصرية. منوهين إلى ما يعتبرونه اليوم انجاز تاريخي وهم يشاهدون جنوب أفريقيا تحتضن منافسات البطولة وتجمع على أراضيها كل الأشكال والألوان والأعراق البشرية ، ولا مكان للعنصرية في الأجواء الرياضية التي تخيم على مدن جنوب أفريقيا وملاعبها التي تقام على ترابها منافسات المونديال الكروي . موسم مربح : وغير بعيد عن أجواء منافسات كأس العالم لكرة القدم، ولكن من ناحية ثانية، ثمة من ينتظر هذه المناسبة الكروية العالمية ليجني خلالها بعضا من الدخل وعوائد مهنته، ويعتبرها موسم وفرصة يجب عدم تفويتها. عبدالله الشيباني وهو مهندس يعمل في مجال تقنية الرسيفرات والأقمار اللاقطة للفضائيات ، يرى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم تمثل بالنسبة له موسم لربح وفير يأتي كل أربع سنوات ،يعمل فيه على مدار اليوم وحتى ساعات متأخرة من الليل ، يتنقل بين زبائنه في مهمة وحيدة تتمثل في تغيير وجهات الصحون اللاقطة للفضائيات على أمل اقتناص وتحديد قمر يبث المباريات مجانا ، بالإضافة إلى عمليات تقنية أخرى متعددة . ويكشف المهندس الشيباني أنه في الموسم الماضي لكأس العالم والذي احتضنته ألمانيا عام 2006م حقق خلاله دخلا جيداً وتم استغلال المناسبة أفضل استغلال ، وحقق عائدات جيدة، وانه لم يتمكن حينها من تلبية طلبات زبائنه والاتصالات التي كان أصحابها يطلبون حضوره وبالمقابل الذي يحدده ، فقد نجح في وقتها من تحديد قمر تركي يبث مباريات البطولة دون تشفير.. وبخصوص المونديال الكروي الجاري منافساته في جنوب أفريقيا وبعد انفراد قناة الجزيرة الرياضية بحق البث الحصري للمباريات ، فان مهمة البحث عن قمر تبث إحدى قنواته منافسات البطولة مجانا قد تكللت بالنجاح عقب اليوم الثاني للبطولة، وهو أمر تحقق بعد جهد جهيد من البحث في الفضاء وبين الأقمار الاصطناعية، حين تمكن من التقاط بث لقناة افريقية تبث بعضا من مباريات المونديال مجانا، معربا عن أمله أن لا تمر هذه المناسبة الكروية العالمية إلا وقد حقق منها النتائج والمبالغ المالية المرجوة حسب تعبيره . تداعيات أخرى للبطولة: من ناحية ثانية وفي موضوع ذي صلة بمباريات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، فقد تسببت حمى الشغف الجماهيرية وعشاق الساحرة المستديرة بارتفاع أسعار القات حسب ما أفاد الكثير من متعاطيه. وقال متعاملون ومتعاطون للقات أن أسواق القات شهدت منذ انطلاق منافسات كأس العالم في ال11يونيو الجاري، في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوقا في أسعار القات الذي انعدم من الأسواق بمجرد زوال الشمس عن كبد السماء عكس بقية الأيام التي يبقى فيها القات إلى آخر الليل بل ويتسبب في بعض الأحيان إلى إتلاف بعضه. وأكد هؤلاء أن أسعار القات ارتفعت إلى مستويات قياسية خلال الأيام الماضية وبنسبة وصلت إلى 100% وان الأمر يرتبط وبشكل رئيس بمتابعة منافسات المونديال.. هذا ويحظى كأس العالم هذه المرة باهتمام كبير وواسع من قبل مختلف الشرائح العمرية والجماهيرية يتصدرهم فئة الشباب، حيث أصبحت المهمة الأولى والصعبة بالنسبة لهم تتمثل في البحث عن مكان لمتابعة مباريات المونديال بسبب “ التشفير “ الذي أعطى البطولة أيضا مذاق خاص ومتميز حسب وصفهم .. وسيطرت أجواء منافسات مونديال جنوب أفريقيا 2010على عقول وقلوب عشاق الساحرة المستديرة في الشارع الرياضي وغيرهم من المهتمين مع انطلاقه مساء الجمعة الماضية ، وظهرت بشكل لافت وبصورة غير مسبوقة الاهتمام لمتابعة هذا الحدث الأشهر والأكثر استحواذا الذي يقام كل أربع سنوات.
