طالب أبناء محافظة عمران رئيس الجمهورية بسرعة الكشف عن مصير العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 وبسط نفوذ الدولة في مدينة عمران وباقي المناطق التي سيطر عليها مسلحو الحوثي بعد قتلهم وتشريدهم لسكانها ونهبهم للمنازل والمرافق العامة والخاصة. وحملوا الرئيس هادي ووزير دفاعه خلال مؤتمر صحفي عقد الليلة بصنعاء، المسؤولية الكاملة عن حياة "القشيبي" وكافة المخطوفين والمخفيين العسكريين والمدنيين لدى من وصوفها بمليشيات الحوثي المسلحة منذ قرابة اسبوعين . ودعا أبناء عمران المعتصمين لليوم الثالث على التوالي بشارع الستين الشمالي إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث عمران وسقوط اللواء 310 وإحالة المتسببين إلى العدالة ملوحين بنقل اعتصامهم إلى أمام منزل الرئيس حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وثمنوا، في بيان صادر عن الاعتصام، للعميد حميد القشيبي، قائد اللواء 310 وكافة الشرفاء والأحرار من ضباطه وافراده دورهم البطولي في الدفاع عن الوطن والنظام الجمهوري ، مجددين المطالبة بإقالة قيادة وزارة الدفاع ومحاكمتها باعتبارها المسؤولة قانونا ودستوراً عن ما حدث للواء 310 بمدينة عمران وقائده وضباطه وأفراده . البيان الذي تلاه المنسق العام للاعتصام عبدالمجيد الغاوي، دعا الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والعالمية للنزول إلى محافظة عمران والوقوف عن كثب أمام جرائم الحرب التي ارتكبتها جماعة الحوثي وتوثيقها ونقل حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها بحق أبناء المحافظة. واعتبر البيان أن "ما حدث في عمران من عدوان حوثي فارسي ليس سوى جزء من مخطط تآمري دولي يستهدف اليمن وأمنه واستقراره ونظامه الجمهوري"، داعياً في الوقت ذاته إلى اصطفاف وطني شامل لإيقافه ودحر كل قوى التآمر والخيانة التي تعمل على تنفيذه . مستغرباً ما سماها حالة التعتيم الإعلامي المستمر والتواطؤ الرسمي المخزي والصمت الإقليمي والدولي غير المبرر على جرائم مليشيات الحوثي المسلحة بحق أبناء محافظة عمران قبل وبعد سقوطها –حد وصف البيان. إلى ذلك نبه نصر الأحمدي، أمين عام الهيئة الشبابية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، في كلمة الهيئات والمنظمات الحقوقية إلى الجانب الإنساني الحرب على أبناء عمران التي وصفها بالظالمة لافتاً إلى أن حجم المأساة والمعاناة التي خلفتها الحرب الأخيرة في مدينة عمران والمناطق المجاورة تتجاوز حدود العقل والمنطق وتفوق كل التصورات والتوقعات. وتساءل الاحمدي:" أين وسائل الإعلام من هذا الوضع الإنساني الكارثي في عمران ؟ ولماذا لم نشاهد أو نسمع أو نقرأ شيء عن معاناة آلاف الأسر النازحة والجرحى المدنيين الذين تكتظ بهم مستشفيات العاصمة صنعاء؟ وهل سنشاهد خلال الأيام القليلة القادمة ولو لقطات عابرة من الدمار الشامل الذي لحق منازل المواطنين ومؤسسات الدولة؟ أم أن ذلك كله سيظل قيد الكتمان كما هو الحال منذ بداية الحرب الملعونة. من جانبه انتقد الناشط الحقوقي خالد الآنسي، مكان الاعتصام الذي اختاره ابناء محافظة عمران في شارع الستين بالقرب من منزل وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، واصفاً إياه بالمكان الخطأ. وقال الآنسي مخاطباً المعتصمين من أبناء عمران :" ألستم على قناعة بان وزير الدفاع خائن لوطنه وشرفه العسكري؟ فماذا تريدون إذاً من رجل خائن وفوق ذلك لا يمتلك الشجاعة للاعتراف بخيانته". وأكد المحامي الآنسي أن الرئيس هادي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو المسؤول الاول والأخير عن كل الخيانات العسكرية التي حدثت في عمران وكان ثمنها سقوط محافظة بكل مؤسساتها ومعسكراتها في يد عصابة الحوثي المسلحة، متمنيا أن لا تختزل القضية في شخص القشيبي ويتم معها تجاهل الدور البطولي لشرفاء الجيش والمواطنين الأحرار الذين ناضلوا الى جانبه حتى الرمق الأخير. من جهة أخرى دعا الشيخ/ محمد بن سعد شاجع الخضمي، رئيس هيئة الوفاء الوطنية للثورة الشبابية الشعبية السلمية ، كافة أحرار وثوار اليمن إلى التضامن مع ابناء عمران والوقوف إلى جانبهم والالتحاق باعتصامهم المفتوح كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم المشروعة. معتبراً أن قضية عمران هي قضية وطن مغتصب وأن أبناء عمران ومعهم كل الشرفاء والأحرار من الجيش ضحوا بدمائهم وأرواحهم للدفاع عن النظام الجمهوري كما دافع عنه أجدادهم وابائهم قبل ذلك في ثورة 26 سبتمبر.