تشارك حشود جماهيرية كبيرة، اليوم الأربعاء، في تشييع العميد حميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع في عمران والذي استشهد قبل أيام على يد مليشيات الحوثي المسلحة في محافظة عمران. وقال نجل العميد القشيبي إن جثمان والده سيشيع في جنازة رسمية وشعبية تنطلق من مجمع وزارة الدفاع في باب اليمن ثم ميدان السبعين حيث سيتم دفنه بمقبرة الشهداء. ودعا عمر القشيبي اليمنيين إلى المشاركة الكبيرة في جنازة تشييع والده ظهر اليوم في العاصمة صنعاء. وحظي جثمان الشهيد القشيبي باستقبال رسمي وشعبي كبير في مطار صنعاء بعد تسليم الحوثيين لجثته التي أخفوها لأكثر من 10 أيام. واستشهد العميد القشيبي في ال 8 من يوليو الحالي، بعدما تمكن المسلحون الحوثيون من اقتحام المعسكر بمدينة عمران، والاشتباك مع مرافقيه وإطلاق النار عليه. وسلم مسلحو الحوثي جثة القشيبي، الأحد الماضي، وأعلنت وزارة الدفاع رسميا وصولها إلى العاصمة صنعاء. وكان في استقبال جثمان القشيبي اللواء الركن علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن عبد الباري الشميري. وشارك في الاستقبال رؤساء الهيئات ومساعدو وزير الدفاع وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي ومدير الأكاديمية العسكرية العليا والشيخ علي حميد جليدان وعدد من القادة والضباط والمشائخ والوجهاء والأعيان وأهالي وأقارب الشهيد وجمع غفير من المواطنين. والعميد ركن / حميد حميد منصور القشيبي من مواليد عام 1956 – مديرية خمر – محافظة عمران، متزوج وله خمسة أولاد وثلاث بنات. وقد حصل «الخبر» على معلومات من قيادات عسكرية حول مواقف العميد وشجاعته وإخلاصه في مهامه العسكرية، حيث كان العميد من قياديي الدفعة الرابعة عشرة في الكلية الحربية، المتخرجة عام 1977م، وكان من أكثر طلاب دفعته انضباطا والتزاما بأنظمة ولوائح الكلية. وجاء تخرج العميد حميد القشيبي من الكلية الحربية في ظرف كانت البلاد فيه في أحوج ما تكون إلى الضباط المتنورين الذين يسهمون في رفد المؤسسة العسكرية بالكفاءة وبالرجال الذي لا ترهبهم الأحداث، ومر خلال حياته بأحداث جسام عمت البلاد، وختم حياته على هذا الحال غير مداهن لطرف أو جماعة، ودون أن يؤثر الحياة المدنسة على الموت بشرف ويده على زناد سلاحه. وعُرف بإخلاصه لعمله، وتفانيه وأدائه الكامل لواجباته العسكرية، والتزامه بأوامر وتعليمات رؤسائه، وبإقدامه وبسالته في كل المواجهات التي خاضها في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة وفي مواجهة الجماعات المسلحة التي كانت تنشط من وقت لآخر على امتداد الأرض اليمنية طيلة أربعة عقود. لم يعرف أنه تردد في مهمة موكلة إليه، أو نظر إلى خلفه متهيبا، بل كان في المقدمة دائما، وهو ما جعله عرضة للكثير من محاولات التصفية. كان قريبا من أفراده، يجمع بين القوة والصرامة في إدارتهم وبين الاهتمام بهم، وكانت كاريزميته كقائد عسكري، ومعرفته العسكرية والاجتماعية الكاملة بمحور عمران، وحسن تقديره للمواقف، واتخاذه القرارات الصائبة، سببا في بقائه، طويلا، في منصبه الأخير، كقائد للواء 310 مدرع. وفي إبريل 1994م، كانت مواجهته مع اللواء الثالث في عمران مواجهة الدفاع عن النفس، بعد أن سقطت كل الطرق السلمية لتفادي المواجهة، بل إنه أعرض عن كل الاستفزازات التي كان اللواء الثالث مدرع (القادم من الجنوب سابقا) حتى اللحظات الأخيرة للمواجهة الدامية التي جمعت بينهما. وشارك العميد القشيبي في طليعة القوات التي واجهت التمرد الحوثي، عام 2004م، وكان في مقدمة أفراده في جبال مران يتعقب فلول الحوثيين، وأعاد مع زملائه من مختلف الوحدات العسكرية والأمنية، محافظة صعدة إلى البيت الجمهوري بعد أن كانت سقطت في قبضة الملكيين الجدد، في ذلك الوقت وفي الحروب التي تلت ذلك وصولا إلى الثامن من يوليو 2014م، الذي أبرّ فيه بقسمه العسكري الذي أداه يوم تخرجه مع زملائه "بأن يحافظ- مخلصا -على النظام الجمهوري، وأن يحترم الدستور والقوانين، وأن يراعي مصالح الشعب وحرياته، وأن يحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، معاديا من يعاديه ومسالما من يسالمه.