الصورة للواقع الجنوبي مأساوي بالفعل.. قاتماً لونه.. ويحمل استفهامات أكثر مما يحمل من حقائق وإجابات .فالحقائق غائبة.ولا يمكن أن تقدم لأى مراقب دولي او مواطن في البلد سوى حقيقة واحدة ان اللون الاحمر هو الذي تلطخت به الارض في كل بقاع الجنوب . ما حدث بحضرموت جريمة لا تقل جسامة فضاعتها عن كل الجرائم التي كانت للضالع ولشبوة وابين نصيب منها ولا يخرج من تحت طائلتها أحد.. سواء أكان جهات تنفيذية او عسكرية .. أم كانت تيارات دينية طائفية أرادت أن تستعرض قوتها وتبسط هيمنتها في الجنوب .. لتقول لنا إنها قادرة على الإيذاء.. والاعتداء.. وتصدير البلاء . لماذا وقفت جميع اجهزة الدولة تشاهد المذابح دون أن تحرك ساكناً ؟؟ مذبحة حوطة حضرموت، لو جرت في بلد يحترم فيه الإنسان وتقدر قيمته لأعلنت حالة الطوارئ واقيم الحداد على أرواح الضحايا ولنكست الأعلام ، ولكننا نعلم ان السلطة لا ترى فى كل ما حدث إلا ذريعة جديدة تسعى من خلالها لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية وتقديم خطوات نحو الاستحواذ على السلطة بكل السبل حتى وان كانت تحب الرقص على اشلاء المواطنين . فحدوث مجزرة حوطة حضرموت ماهي الا تمهيداً لمجزرة جديدة في الجنوب، لا تخلو منها الصبغة الدينية بنكهة عسكرية ففى هذه المرحلة المتراخية نجد ان الاحداث تفتح لنا باباً واسعا أمام قوى الإسلام السياسى ووضع الجميع تحت طائلة جناية القاعدة او الدواعش وتخييم واستحواذ قوى الظلام على الميدان بادارة تنظيمية واستدراج بعض الاطراف والزج بهم في صدام بين مؤامرات مرسومة وجهات تنفيذيه .. فلماذا لا يتم الكشف عن أي معلومات جديدة وكذا الكشف عن الحقائق أمام الجميع الان هناك واقع ضبابي مخيف يفجر موجات العنف في منحى خطير يحدق بمجازر وصراعات اكثر عنفاً وينذر بقدوم مجازر جديدة قد تشمل اليمن جنوبه وشماله. فالعملية نراها تستخدم بمنظومة مقصودة تفسر سكوت وغياب الدولة اليمنية عن دائرة الاحداث الدامية في الجنوب ، وكل ما كنا نأمله رد حاسم وقاطع من قيادات الحراك الجنوبي ازاء الجرائم المرتكبة ضد شعب الجنوب رغم ان ثورة شعب الجنوب ليست ككل الثورات فهي متفردة بالسلمية منذ بزوغها في 2007 حتى اللحظة .