شاهدنا ليلة الامس اهتزاز كرسي هادي بعد تحريض زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أنصاره بالنزول إلى العاصمة صنعاء لإسقاط الحكومة المتنفذة لحقوق المواطنين وإلغاء جرعة خلقت الكثير من التساؤلات في ظل حياة معيشية صعبة لن يتحمل المواطن أثار تعاطي تلك الجرعة. استطاع زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي استقطاب الآلاف من المقاتلين إلى العاصمة صنعاء وسد الخناق على العاصمة من جميع الجهات وصنع المتارس بالمعدات الثقيلة على منافذها سوى من الجهة الشرقية أو الجهة الغربية بعد خطاب القاه ليلة الامس. كل هذه الاحداث نتائج واضحة للانسيابيات المتكررة التي يقترفها الرئيس هادي وتهاونه مع الجماعات المسلحة التي بثت الذعر أكثر وأكثر في أوساط اليمنيين والتخوف الكبير من تكرار الزمن نفسه وعودة سلاطين الشر وتربعهم على كراسي السلطة فخرجوا الحوثة دليل قاطع على رغبتهم الكبيرة للوصول إلى السلطة لا أكثر فهم لم يقوموا بالخروج السلمي فقد اعتلت ظهورهم فواهة البنادق مما يدل على أننا لا زلنا في عتمة الظلام نتخبط ولا زلنا لا نفقه شيء عن الطريقة الأنسب في مطالبة الحقوق ودليل على أننا شعب جاهل. أحداث الأمس زادت الخناق على هادي وجعلته يصاب بوعكة سياسية ووضعته في مأزق يصعب أن يخرج منه بعد قراره الخاطئ في تحميل المواطن أعباء تسيباته وكان بمقدوره أن يضع حد لمثل هذه الترهات التي تقترفها الجماعات المسلحة يومًا بعد يوم وتفادي خطر انتشارها لو قام بتصفية الجادة امام عابثوا الوطن ومن يقومون بصنع طلاسم الشر لبني الانسان. الرئيس هادي يعلم كثيرًا حجم الورطة التي وضع فيها وسيقوم كالعادة إما بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية لمد العون منها بالدعم المادي الوفير وتلاشي ما يستطاع تلاشيه وإما بقرار سياسي حكيم في العدول على اعتماد جرعة الحب تلك وإما بالخيار الثالث الذي قد يكون صعب نوعًا ما من اتخاذه وهو إصرار الحكومة على تلك التسعيرة والدخول في جبهة حرب جديدة مع الشعب وهو امر ضئيل لا نستطيع أن نفرضه فالجيش منهك جدًا بعد خوضه عدة حروب جعلت منه لقمة صائغة أمام المتنفذين. إلى أين ستتجه بنا رحلة هادي القادمة؟ وأي قرار ذاك الذي سوف يتخذه؟ هل إلى بر الأمان؟ أم إلى مثلث الموت "مثلث برمودا". فكر بحكمة ولا تتسرع فقرارك هذه المرة سوف يكون خطير جدًا. تحياتي لك يا هادي.