حذر المحلل السياسي نجيب غلاب من أن جماعة الحوثي المسلحة تدعي انقاذ الشعب ومواجهة الارهاب وهي تقود بلد بأكمله الى صراع ينتج نقيض كل ما تطرحه من مطالب. وفيما اكد في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن اسقاط الدولة ودفعها الى صراعات تؤدي الى انهيارها، أشار الى مشكلة الاصوليات الاسلاموية انها تدعي انها المنقذ وبمجرد ان تشتغل وتمتلك القوة تتقيء بالجحيم وهي تتحدث عن جنتها واوهامه. واوضح بان الاصوليات المسيسة في اليمن جامدة في بنى ايدولوجية مشتتة وتدير صراعاتها البينية بالافكار والافعال التعبوية النافية للآخر ولحركة الواقع رغم ادعائها انها تريد انقاذ الواقع من فساده وخرابه .. ويتابع غلاب: ولان الايدولوجيات الاصولية الغارقة في السياسة من ناحية واقعية تنتهي محصلة القوة بايدي اقليات هي جزء من شبكات المصالح فانها تدير معاركها باسم الله لتنتهي محصلة الجهاد في ارصدة ومصالح محترفين تراكم مصالحهم يمثل الضرورة التي لابد منها لانتصار الحق ووليس مهما ان يتم ممارسة الفساد بكل صورة حتى ينتصر الحق ويحكم رجال الدعوة، والمجاهد المدافع عن المظلومين.. وأردف ان هذه الأصوليات المسيسة تدعي تمثيلها للامة وللشعب وللحق وهي في الواقع مخنوقة بذاتها ولا تقدم اي جديد غير الاحتجاج الذي يوسع من مجال قوتها وفي مسارها الغرائزي تكرر مقولاتها التاريخية وتعيد انتاج واقعها الراهن بماضوية اشد بؤسا واكثر تحريفا للنصوص التي تستند عليها لشرعنة افعالها، وقال: هي لا تجتهد لخلق خريطة فكرية تلائم حاجة الواقع بل تدمره وتنتج اهوائها التي تجذر الجمود في الواقع لتستعبده بمفاهيم كلية تحاول قسره واكراهه من خلالها ويشكل العنف الرمزي والمادي وسيلة لتعميم يقينياتها حتى تلك المغايرة للنص وللواقع فتصبح تأويلاتها ومطالبها نهاية الابداع وخلاصة الحقيقة موضحا ان هذا يفسر خياراتها العنيفة وهي تمارس الفعل السياسي ، حيث ان التفاوض والتسويات لديها يصبح طريقا لا لخلق التوافق والشراكة وقيم العيش المشترك وتوزيع للمصالح بآليات واضحة، بل السياسة لديها وسيلة وغاية لاحقاق الحق الذي تعتقده، وهذا ما يفسر نزاعات الاصوليات فيما بينها والانقسام الحاد الذي تخلقه في المجتمع وتهديديها للسلم الاجتماعي. ويضيف غلاب بان التعدد الاصولي مثير للنزاعات وخالق للازمات ومبدع في تفجير الكوارث، لافتا الى ان هذه الاصوليات تجاهد سياسيا لاثبات الحق لا من اجل تحقيق العدالة والانصاف وانها ان تحدثت عن العدالة فانها ترى ان سيطرتها الشاملة هي العدالة. وقال: قد تتحدث الايدولوجيات الاصولية عن تعمير وتقدم الشعوب وتتبنى في سعيها لبسط نفوذها مطالب تحظى بالقبول الشعبي الا ان افعالها التي تنتجها العقائد الايدولوجية ونتيجة لصراعاتها الانتهازية في بناء قوتها والتناقضات التي تفرزها تلقائيا بين الفاعليات السياسية وفي المجال الديني والثقافي والاجتماعي يجعلها عائق امام تنمية طبيعية وتلقائية، وخيالاتها التي تسطرها في مقولاتها عن النهضة ليست الا انعكاس ايدولوجي لبنية اصولية مسيسة همومها مرتبطة بالخيال التنظيري الذي لا يعبر عن الواقع بل عن جموح البنية الاصولية وشبقها السلطوي، كما ان انجازاتها البسيطة وفقا لغلاب-تتحول الى دعاية لتزوير الواقع . وتطرق غلاب الى الحوثي المؤدلج يعتبر صعدة نموذجا للتقدم طالما الهيمنة له ويسعى لتعميم نموذجه الصعداوي ويرى المغتال عقله في البنية الحوثية ان تقدم اليمن وفوزه بالدنيا والآخرة لن يحدث ما لم يؤمن بالايدولوجيا الحوثية التي ترتكز على محور جوهري وهو الولاية، والولاية يتم اعادة موضعتها حسب الظرف لتصل الى مآلها النهائي عبر نقلات متلاحقة ولا يتحدث الحوثي عن الاخطاء والكوارث التي تصيب اليمن الناتج عن افعاله التي تسعى لبناء قوة الحركة وتعميم الايدلوجيا الهزيلة التي يستند عليها حسب تعبيره، منوها الى ان ما يقوم به الحوثي ليس الا جهادا لانتصار الحق المبين وانتصار للمستضعفين، وانه بالامكان الحديث عن الاخوانية وهي اليوم ليست الا الثورة التي لابد من الاستسلام لها باعتبارها خلاصة لاي تقدم في اليمن بل ان سيطرتها ليس الا دليلا إلهي على اقتراب الخلاص لانتصار الامة، هي لا تتحدث عن تجربتها الفعلي ولا عن الوقائع ومآلات افعالها على الواقع المتردي بل انتها تنفي عن نفسها اي مسئولية فكل للخلاص ان يكون مشكلة فالكل فاسد الا هم .. متابعا: بالمثل سنجد ان فضائع القاعدها وقهرها لامن واستقرار اليمن والدمار الذي يلحق باقتصادنا ليس الا علامات النصر على الامريكان وعملائها وبشارات الاسناد الرباني لهم. ويقول بان الاخطر في الايدولوجيات الاصولية في فهمها للمصالح الوطنية انها تتم عبر البنية الكلية للايدولوجيات الاسلاموية في المنطقة مما يجعلها كيانات داخلية بولاءات خارجية وارتباط قائم على هيمنة المراكز المنتجة لها لذا فستجد ان الحوثية لا تفهم دورها الوطني الا بالمنظار الذي يحدده المرشد ولي الفقيه لذا فليست مهتمة بالخيارات الوطنية لامن اليمن القومي الموضوعية التي تفرضها الجغرافيا ومصالح ابناء اليمن وانما بخيارات طهران ولا يهم ان تضحي اليمن بمصالحها وحاجاتها لتدعيم الامن القومي لدولة الملالي وبالمثل يمكن الحديث عن الايدولوجي الاخوانية ذات العقائد الباحثة عن خلافة فمصالح الدول التي يحكمها الاخوان هي الاصل والفصل وما يحدد خياراتها الخارجية هي مصالح التنظيم الاخواني بامتداداته العابرة للحدود ما يجعلها اشبه باليسار الذي ارتبط بموسكو وبكثافة عقائدية قد يدفعها الى جعل اليمن كدولة غير مركزية في الصراعات الاقليمية والدولية اداة موظفة للاستراتيجيات الكبرى لتنظيم الاخوان العالمي وتحالفاته التي تساعده على بناء قوته وفرض هيمنته حسب تعبيره غلاب.. ويشير الى ان القاعدة ككيان فوضي يعاني من عمى استراتيجي في فهم ادواره العبثية والخطيرة على امن شعوبنا ومخاطره الكارثية على صورة الاسلام والمسلمين فان اليمن ليست الا ارض لابد ان تنشر فيه الفوضى لتحقيق عقائد تبدو له حقائق وهي اوهام تجعل منها ايدولوجيتهم طريقا للنصر وهي الفعل الاكثر تخليقا للهزائم والاقوى في انهاك الاسلام والمسلمين!!! ويختتم غاب حديثه بالقول: هذا النقد ضروري لا من اجل الادانة وانما لتفكيك واقع هذه الايدولوجيات الاسلاموي بهدف تجاوز الاخطاء لا النفي والاقصاء حتى يتمكن الانسان اليمني من الخروج من معضلاته ويتحرر من حالة الجمود ويتجه الى حوار اكثر قدرة على الكشف فاعادة البناء تحتاج الى كشف الواقع وتشريحه في ظل تحولات انتجت صراعات فوضوية معيقة لمصالح الناس وللتغيير الفاعل المنتج لحياة آمنة والخالق للتعايش والسلام.