مأساة حقيقية تشهدها محافظة تعز وطفح غير مسبوق حتى أصبحت إحدى أهم المشكلات التي تؤرق أهالي مدينة تعز والتي باتت مشهد ثابتا في الأحياء الراقية والفقيرة على حد سواء، في ظل غياب تام للسلطة المحلية فلم يعد غريباً أن يبحر المواطنون بمياه الصرف الصحي وسط تلال من القمامة بشكل يومي أعاق الحركة في عددا من الشوارع الرئيسية في مختلف شوارع مدينة تعز. ورغم الأضرار الصحية الفادحة التي ستتسبب بها هذه الكارثة للمواطنين إلا أن الجهات المعينة والسلطة المحلية، لم تحرك ساكناً بعد لمعالجة مشكلة طفح المجاري. مشهد تراه عيناك عشرات المرات بشكل يومي وسط تساؤلات تهكمية واستفسارات شتى من المواطنين تارة يقولون " متى ستنعم عاصمة الثقافة بالنظافة؟ إلى متى تضل تلال وجبال من القمامة في الشارع؟. ابناء المدينة تساءلوا عن دور المسئولين والمحافظة في معالجة هذه الظاهرة مع تحول الشوارع إلى مستنقعات مائية. أحد المواطنين، قال:" ان قضية الصرف الصحي بمحافظة تعز لاقت الكثير من الإهمال واللامبالاة منذ زمن طويل دون إيجاد الحلول المناسبة لها وهو ما دفعها للطفح في كافة الشوارع والأحياء السكنية". وآخر يقول:" إننا نستغرب حقاً من صمت الحكومة المطبق حيال معاناة أبناء تعز من طفح المجاري المستمر دون أي تجاوب من قبل الجهات المعنية التي تحدث على مرأى ومسمع من الجميع". استطلاع / وئام الصوفي ماساه حقيقية يقول المواطن محمد الصبري – أحد سكان محافظة تعز" ماساه حقيقية نعيشها كل يوم أيدي الإهمال أفسدت كل جمال من الممكن أن تراه، في عاصمة الثقافة، بات المواطن الغلبان يصبح ويمسى وسط "بركة" من مياه الصرف الصحي لتكون بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض". بينما أكد الدكتور مرتضى الهواش- طبيب بشرى: بأن القمامة مسئولة عن 90% من أمراض لدى اليمنيين، مشيراً إلى أن هناك كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين، و خير شاهد على هذه الكارثة مشهد المنازل المحاصرة بين جبال القمامة و الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي. استكمل كلامه قائلاً : أصبحت شوارع المحافظة، أكبر مقلب لتجميع القمامة، مما يجعل حياة المواطنين عرضة لإصابة بأمراض الكبد و الأمراض الجلدية. مشكلة يصعب حلها عبد الكريم قائد قال:" ان معاناتنا مع القمامة والمجاري الطافحة لم تنته بل تزداد، باعتقادي انها مشكلة يصعب حلها إلا بحل الإدارة القائمة على صندوق النظافة والتحسين والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي الأكثر فسادا في المحافظة والمجاري ام المشاكل، تزداد يوماً بعد آخر، حتى يعود طفحها أحياناً إلى حمامات المواطنين التي على مستوى واحد مع الشارع". من ينقذنا ؟ يقول حسن العديني : لا تأتي سيارات شفط المجاري إلا بعد أن نذهب إليهم ونتابعهم وندفع لهم مقابل وكلما حاولنا ان نشتكي إلى المدير قالوا "المدير غائب " وتساءل: من ينقذنا وأطفالنا فنحن معرضون للأمراض والأوبئة كوننا في فصل الشتاء والحديدة معروفة ب"الملا ريا" في الوقت الراهن؟. المشكلة ليست في النظافة ! المواطن صالح الزري، قال: ان المشكلة ليست في النظافة والبيئة؛ المشكلة أن تعز أهملت من الجميع في ظل غياب الرقابة والجهة المسئولة فتعز اليوم غير تعز الأمس!. مضيفاً.. تعز هناك من يهملها ويجعلها سيئة من حيث الشكل والمضمون، لكننا لا نطالب بشيء سوى أنهم يهتموا بجانب النظافة فقط لأنها إحدى واجهات اليمن وعاصمة الثقافة اليمنية". قلع الفساد إيمان الحرازي قالت: لا أعلم ماذا أقول فوضع اليمن في حالة حرجة وبحاجة إلى اهتمام ورعاية من جميع الزوايا فتعز تفتقد للنظافة، والنظام، فاذا كانت الجهة المسئولة لا تستطيع تحمل المسئولية فيجب قلع الفساد مثلها مثل أي مؤسسة أخرى قامت الثورة فيها، فنحن في حملة تنظيف في الشكل والمضمون كي تستعيد اليمن حلتها الأنيقة. وساطة! احمد الغليسي، قال:" كل شيء هنا عبر الوساطة حتى عند استدعاء عمال النظافة وحتى أصحاب الكهرباء، يجب علينا طلبهم أكثر من مرة، وحضورهم بمبلغ وقدرة يعني كله رجع عكس حتى طفحنا من المجاري ننتظر قدومهم وكأنهم في المريخ!. مناظر خلابة حنان قاسم، قالت: للأسف هذه مناظر خلابة، وأشكال جذابة فمن الصعب أن نستغني عنها.. منظر المجاري أصبح شيء مألوف تطوره مستحيل باليمن كون الفساد مانع التطور ومشغول أصحابه بالمادة، وأقصد ليس يعني أنه خلاب بل العكس هو الصحيح. احتقار لعامل النظافة أما سعاد العواضي، فقد قالت: الموضوع لا يحتاج شرح فشوارع تعز من نفسها تتحدث وتشتكي، وأيضاً اللّوم يعود على أصحاب البيوت؛ لأنها مهملة. أيضاً ماذا سيحدث لو عملت كل حارة حملة نظافة أسبوعية! وأيضاً المشكلة لا توجد توعية وهناك احتقار لعامل النظافة مع أنه من المفترض احترامه. وأضافت.. أكثر من مرة رأيت عامل النظافة ينظف وبكل بساطة المواطن يرمي ولا كأنه عمل شيء غلط و!. عامل النظافة لو فتح فمه واعترض أظنهم سيغلطون بحقه ويتناسون أنه يعمل لأجلهم".