الوطن يعيش فراغاً سياسياً حاداً ، ْ كما يعاني أزمة قيمية لدى النخب ، فلا قوانين يُحتكم لها ولا قيادات وطنية كارزمية تقنع الشعب بالالتفاف حولها. فرغم طيبة هذاالشعب وتضحياته وصبره إلا انه يعيش توهان وانعدام ثقة بكل هذه النخب والقيادات المتصارعة ، لذلك ستستمر المخاضات والآلام حتى تفرز الاحداث قيادات كارزمية مؤهلة تولد من رحم المعاناة ومن أوساط هذه الجماهير تعيد الثقة للشعب بسلوكها ، لا بشعاراتها والخطابات ، تحمل هم الوطن بكل فئاته ومكوناته ، مشروعها لا ينحصر لفئة او حزب او جماعة ، وليس مشروع استحواذ حزب او جماعة او قبيلة لمقدرات الوطن وتهميش السواد الاعظم من ابناء هذا الشعب ، مشروعاً وطنياً جامعاً ، يجمع ولا يفرق ، يوحد ولا يشتت ، يستوعب كل ابناء الوطن سواءً بسواء ، جوهره بناء دولة المواطنة المتساوية المنشودة بخطوات عملية واثقة ، مع التركيز على إقامة الأقاليم الستة دون التفاف او تحايل. كوننا لا نستطيع مراعاة خصوصيات التباينات الموجودة من منطقة لأخرى في المجتمع اليمني الا عبر الاقاليم ، وبهذا سيكون كل ابناء هذا الشعب مشاركين مشاركة فاعلة في السلطة والثروة ، ولن تشعر أي منطقة بالغبن والتهميش… وحتى يتم ذلك لا نستطيع التنبؤ بما تحملة المرحلة القادمة من مفاجئآت ، وكل امنياتنا ان تكون مفاجئآت سارة تصب في هذا المسار.