سخر قيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك من المهلة التي حددتها جماعة الحوثي للقوى السياسية للخروج بحل للأزمة التي تجتاح اليمن، وهي المهلة التي تنتهي عصر اليوم الأربعاء، وتوعدت الجماعة باللجوء للخيار الثوري لحسم الفراغ في السلطة بعد استقالة رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه . وقال محمد الرباعي رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك في حديث ل"الخليج" تعليقاً على مهلة الحوثيين "لسنا في محكمة، وأنا شخصياً لم أسمع بهذه المهلة" . وأوضح أن أحزاب التكتل تدارست تطورات الأزمة والمشاورات بين القوى السياسية التي تجري بإشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وخلصت إلى موقف ورؤية موحدة ستتولى صياغته لجنة من ممثلي أحزاب المشترك لتقديمها إلى طاولة المشاورات . وأكد الرباعي أن رؤية (المشترك) ستكون نهائية ومعبرة عن موقف كافة أحزاب المشترك، "فالوضع الذي تمر به البلاد لا يحتمل المساومة والمماطلة"، محذراً من تدهور أوضاع البلد إلى الأسوأ ونحو الضياع . واعتبر الرباعي أن موقف ورؤية المشترك ستضع الخطوات الجديرة بإخراج الوطن من المخاطر التي تسير به نحو المجهول، داعياً كافة القوى السياسية والاجتماعية إلى أن تعي ظروف البلد الذي لا يحتمل أي مساومة أو مماطلة وكذب على اليمنيين، ووضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبار . ولم يفصح عن مضمون رؤية المشترك المرتقبة، التي تم تداول مفرداتها اجتماع قيادات أحزاب المشترك ظهيرة أمس وبحضور كافة الأحزاب بما فيها، قيادات التنظيم الناصري، الذي كان قد أعلن انسحابه من المشاورات اعتراضاً على مهلة وتهديد جماعة الحوثي، في خطوة تؤكد انضواءه في الرؤية الموحدة لتكتل المشترك، وبعيداً عن خطوات منفردة . ونفى الرباعي وجود خلافات وتباينات داخل أحزاب المشترك وقال: "لا يوجد تباين داخل اللقاء المشترك"، مضيفاً المشترك حريص على أن تكون خطواته العملية كفيلة بحسم كل الإشكاليات والتعقيدات القائمة في المرحلة الراهنة، مؤكداً أن تكتل اللقاء المشترك مصمم وبعزيمة العمل من أجل الوطن ولو بإحداث أي تغيير ايجابي لهذا البلد . وأضاف "ان السير بالبلد من تعقيد إلى تعقيد سيواجه بمسؤولية وطنية"، في إشارة إلى ممارسات جماعة الحوثي التي هيمنت على مفاصل السلطة في البلاد وأخضعت رئيسها ورئيس وزرائها وعدد من الوزراء للإقامة الجبرية . ووفقاً لذلك فمن المرتقب أن يتقدم المشترك اليوم إلى جلسات المشاورات برؤيته لحل الأزمة المعبرة عن موقفه النهائي، بعد أن تكون اللجنة المصغرة لصياغتها قد انتهت مساء أمس، كما هو مفترض . وفي السياق قال قيادي في المشترك إن الرؤية العامة التي تسود في جلسات المشاورات تتجه نحو العودة إلى المسار السياسي حتى الآن، في حين تضاءلت فرضية اللجوء إلى تشكيل مجلس رئاسي أو العودة الى مجلس النواب لحل الأزمة . وأوضح أن هناك أطرافاً ما زالت لا تحبذ العودة إلى المجلس، إلا أن الأمر لم يحسم بشكل نهائي، وفي انتظارنا اليوم جلسة مشاورات أو تفاوض صعبة وقد تكون حاسمة . وبالتزامن مع التحركات السياسية تسود الشارع اليمني حالة من الترقب والقلق وخاصة العاصمة صنعاء، التي تعيش حالة استنفار عال، في ظل بروز بوادر خلافات طارئة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي عززه انسحاب عدد من القيادات الميدانية الموالية لصالح ومن أبرزهم العقيد "مطهر عبداللطيف الجمرة" أحد ضباط قوات الاحتياط الكائن بمعسكر النهدين المتاخم لمقر دار الرئاسة بصنعاء من اللجان الشعبية المسلحة التابعة لجماعة الحوثي .