اتجهت مفاوضات القوى السياسية في اليمن حول أزمة فراغ السلطة وما بعد "استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة"، نحو نهاية "دراماتيكية من إعلان الفشل"، عززها تعذر عقد جلسات التفاوض في منذ يومين ، ما يسير بالبلاد نحو خيرات اُحادية هددت جماعة الحوثي باتخاذها عبر لجانها الثورية في مهلة 3 ايام تنقضي ظهر اليوم الاربعاء. ومع دخولها الاسبوع الثاني ، توقفت "مفاوضات الفرصة الاخيرة" برعاية المبعوث الاممي جمال بن عمر ، منذ أمس الاول الاثنين، بعد إعلان تكتل "اللقاء المشترك" المشارك فيها -خمسة احزاب اسلامية ويسارية- تعليق عمله، تضامناً مع أحد مكوناته التنظيم الوحدوي الناصري الذي انسحب بوقت سابق ، ولإعطائهم فرصة للجلوس معه والاستماع لملاحظاته، ومن ثم إقناعه بالعودة إلى طاولة الحوار. الحزب الناصري الذي انسحب من الحوار،أمس الاول، اتهم الحوثيين باستغلال المحادثات كغطاء سياسي "لإكمال انقلابهم" الذي بدء في سبتمبر حين اجتاحوا صنعاء، قبل أن يستولوا على دار الرئاسة في 20 يناير الماضي.. مؤكداً أن لا حل إلا عبر البرلمان ووفقاً للشرعية الدستورية، وهو خيار متعارض مع رؤية احزاب في المشترك ذاتها حملها الحزب الاشتراكي ، والتجمع اليمني للاصلاح "الاخوان"، القاضية بتشكيل مجلس رئاسي وفق رؤية تلاقت مع جماعة انصارالله الحوثيين. ومساء الامس الثلاثاء انفض اجتماع لقيادات أحزاب اللقاء المشترك، دون التوصل لموقف محدد من الحوار مع جماعة الحوثي برعاية المبعوث الاممي، ورجح رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك محمد الرباعي صدور الموقف النهائي من الأزمة الأربعاء، يوم انتهاء "مهلة الحوثيين". ورجح القيادي وعضو المجلس السياسي لأنصار الله "الحوثيين"، ضيف الله الشامي، وجود خلافات بين أحزاب اللقاء المشترك، نظراً لعدم امتلاكهم رؤية محددة للخروج من الأزمة، رغم تواجدهم في السلطة لأكثر من 30 عاماً، وبصفتهم أحزاباً عريقة، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يعيش على المفاجآت. ونقلت وكالة خبر الاهلية عن الشامي قوله أن تكتل المشترك عقد، مساء الثلاثاء، جلسة منفردة، لمحاولة إيجاد رؤية للخروج من الأزمة القائمة التي تعيشها اليمن..وأضاف : "كأنهم يريدون اللعب وتمديد الوضع القائم". متسائلاً في الوقت ذاته، عن سر انعقاد مثل هذه الجلسة في هذا التوقيت، فقط، مع أنها أحزاب عريقة، وكيف لا تمتلك رؤية للحل إلا خلال ال24 ساعة، وهي المدة التي ستنتهي بعدها مهلة الثلاثة أيام التي أعلنها اللقاء الوطني، بصنعاء للقوى السياسية لسد الفراغ. وأشار القيادي الحوثي، إلى وجود "تجاذبات بين أحزاب التكتل، ولعله صراع داخلي فيما بينهم".. وقال: نتمنى أن لا ينعكس ذلك على المفاوضات الجارية للخرج من الأزمة. وحول توقعه التوصل إلى حل من قبل الأطراف السياسية خلال الساعات القادمة، أو حتى بعد ظهر الأربعاء (اليوم)، قال عضو المكتب السياسي ل"الحوثيين": إن الشعب اليمني، يعيش على المفاجآت، وعلى الأطراف السياسية حل الأزمة خلال المهلة المحددة، وإلا فإن الشعب قادر على اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لإدارة المرحلة القادمة". وفيما لم يفصح القيادي الشامي عن ملامح تلك الإجراءات، إلا أنه اكتفى بالقول: "القوى الثورية لديها حلول سيتم الكشف عنها في حينه". وكانت المشاورات السياسية الأيام الماضية أظهرت رؤية جماعة الحوثيين إلى حل الأزمة عن طريق مجلس رئاسي خارج إطار الدستور والبرلمان، مع إبقاء الوضع كما هو عليه، ويتم دمج مليشياتهم المسلحة في الأمن والجيش..وهو ما فسره البعض بانه رغبة من جماعة الحوثي للحصول فقط على غطاء سياسي لاستكمال انقلابهم وتحميل القوى السياسية ما قاموا به وما سيقومون به مهلة الثلاثة ايام. وسبق أن علق حزب المؤتمر الذي يتزعمة الرئيس ،مشاركته في مشاورات الفرصة الاخيرة التي انطلقت الجمعة الماضية ، بسبب ما وصفه ممثلوه "بأن المفاوضات خرجت عن المسار الدستوري"، وإصراره "على أن تبقى المفاوضات في سياق العملية الدستورية، وأن تُقدم استقالة الرئيس للبرلمان الذي يقرر قبولها من عدمه، وإن أي خيار آخر يُعد مرفوضاً" . كما أعلن ممثل الحراك الجنوبي انسحابه الكامل من هذه المشاورات التي وصفوها بأنها عبثية وتجري تحت التهديد والحصار لقيادات الدولة الشرعية والسياسية وستقود اليمن إلى المجهول .. مؤكدا على العودة إلى البرلمان للبت في استقالة هادي. وبخلاصة وقائع الاحداث فإن الإخفاق في مباحثات الفرصة الأخيرة هو سيد الموقف ، نتيجة تخبط مقترحات الخروج من نفق الأزمة وتصاعد الخلافات الداخلية حول رؤية الحل بين أحزاب المشترك ذاتها المشاركة في المشاورات التي يقودها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر ، بجانب ما سبق من تباين بين مكونات سياسية وجماعة أنصار الله الحوثية ، التي يسيطر مسلحوها على صنعاء وعدة مناطق ،والرافضة الاعتراف بشرعية البرلمان.. المؤكد ، أن اليمن يعيش منذ أكثر من اسبوعين بدون رئيس ولا حكومة ما زاد المخاوف من انتشار حالة فوضى معممة في البلد المنهار اقتصاديا والذي يتحصن فيه "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، وتطالب تيارات في الجنوب بالانفصال عن الشمال..فيما باتت جماعة أنصارالله الحوثية على بعد ساعات من خيارها الاحادي بتكليف "القيادة الثورية التابعة لها بترتيب أوضاع الدولة"، الا في حالة ابراز مزيد من المرونة لمزيد من الوقت لانعاش التفاوض مع القوى السياسية نحو حل توافقي ل "سد الفراغ القائم في سلطات الدولة".