سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكاديميون وسياسيون يكشفون الاقنعة الطائفية لصالح والحوثي ويدعون الى انتفاضة هاشمية وثورة لانقاذ اليمن اكدوا أن الائمة ومعابد الكهنوت الإمامي يعتمدون القوة
اكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور فؤاد الصلاحي أن من يتحدثون اليوم ويكتبون عن الاقنعة الطائفية في ممارسة صالح والحوثيين بل وممارسة مختلف الاطراف الحزبية لم يكتشفون شيئا جديدا . مشيرا إلى ان هذه الممارسة تتم عمليا وعلنيا منذ قرن كامل على الاقل في التاريخ الحديث والمعاصر. واوضح الصلاحي ان حروب الامامة على تعز وتهامة كانت وفق فتاوى وتبريرات مذهبية وكذلك حروب الدفاع عن الجمهورية وما تخللها من احداث اغسطس 68 كانت ممارسات وفق تبريرات مذهبية وطائفية. ولفت إلى ان الرئيس السابق علي صالح اعتمد المذهبية والمناطقية كممارسة عملية لكنه لم يكن يعلنها في خطاباته ومن اقترب منه عرف كل هذه الامور. ورغم أن المناطقية والطائفية غير مقننة دستورا وقانونا وهو امر جيد – بحسب الصلاحي – لكن الممارسة العملية اقوى من القانون خاصة في بلد تحكمه العقلية التقليدية ذات العرف والتقاليد ولايحتكم للدستور ونواظمه. وقال الصلاحي : فكرة ان يكون الرئيس حاشدي زيدي تم التسويغ لها بمبررات كاذبه وباسانيد تاريخية باطلة فلا حاشد قبيلة وطنية ولاجمهورية ولاثورية ولا مشائخها كلهم مع الجمهورية ولم يكونوا مع الثورة ." وأضاف : "هناك اسلوب انتهازي للمشائخ ومصالحهم الشخصية اولا واخيرا كانت وراء مواقفهم ، ونستثني نفر قليل من الوطنيين افرادا ومشائخ وهم موجودين في اكثر من مكان في حاشد وبكيل ومختلف مناطق الشمال". وردف: "اما مشائخ الصف الاول كما يطلق عليهم اعلاميا فمواقفهم مشكوك فيها وهم ممن يستلمون رواتب من السعودية وكانوا مع السلطة وليس مع الشعب ولا مع بناء الدولة بل هم ضد قبائلهم التي تعاني كل انماط الفقر والتخلف". وبحسب الصلاحي فقد كان صالح يتلاعب بالمناطقية والمذهبية تكتيكيا فهو يقرب احدهم من تعز او الضالع او المكلا ثم يقرب افرادا من خولان او نهم او ارحب ، ثم يقوم بتصنيع مشائخ جدد في مواجهة مشائخ معروفين ، فيقرب البركاني والراعي والعواضي والزوكة ثم يقرب نخبة من ضباط الامن السياسي والقومي العاملين سرا في مكاتبه ومكتب نجله من مختلف المحافظات مع اخرين مثل الاكوع وهلال ثم يقرب اليدومي والانسي ويختار من الاشتراكي والناصري من يناسب مشروعه الخاص .. وهكذا من ينظر الى خارطة التعيينات في مناصب وزارية ووكلاء ورؤسا مؤسسات وسفراء سيجد الخلفية المناطقية والمذهبية والقبلية والامنية ولا اعتماد لاي مؤشر من الكفاءة والمعرفة والمهارات لانها ليست ذات اهمية بالنسبه له كصاحب سلطة. واستطرد : للعلم مع انتشار مناخ الفساد والوساطة والمحسوبية وتزايد الخريجين من الجامعات وانسداد افق العمل العام هنا بدأ الافراد والشباب خصوصا يفكرون في الجهويات والمرجعيات لان الواقع السياسي فرض عليهم هذا التفكير كرد فعل غاضب ضد تغييب مقصود للدولة ومؤسساتها مقابل تفعيل مراكز القوى والتقرب منها .. واشار إلى أن هناك نخب من عدنوتعز واب كانوا يداومون على زيارة على محسن كل اسبوع وزيارة احمد علي والانسي وهلال والاكوع ثم المهمين في مكتب الرئاسة وعندما تم خروج الشباب بثورة شعبية وخروج صالح من الرئاسة اتجه هؤلاء الى نقد نظام صالح وكانوا يزحفون ليل نهار نحوه . ولايزال هذا المشهد قائم فكيف تم استقطاب اعضاء مؤتمر موفمبيك ومؤتمر الرياض وهل تعرفون الطابور الواقف حاليا من اجل التعيينات كسفراء ووزراء ووكلاء حيث الكشوف متضخمة على اساس حزبي (مقربين من رؤسا الاحزاب – شلل) وعلى اساس مناطقي وامني بل ومزدوجي التبعية حزبيا وامنيا وللخارج. ونوه الصلاحي في ختام نقده للممارسات المناطقية والمذهبية إلى أن الواقع المعاش يعكس كل انواع الممارسات المعادية للوطن وللمواطنة وللمساواة مؤكدا على اهمية بناء دولة المواطنة المتساوية للخروج من اسر الجهويات ومحاصرة دعاتها وثقافتها ،والعمل على نشر مفهوم المجتمع المدني من اجل خلق ثقافة حداثية بمفهوم الوطن والمدنية وتأسيس تنظيمات مدنية قد تتطور وتصبح اهم روافع الدولة الوطنية وروافع المواطنة والمساواة . انتفاضة هاشمية لانقاذ اليمن من جهته اوضح المحلل السياسي ورئيس مركز الجزيرة للدراسات نجيب غلاب أن (1200) سنة وعبر تاريخ دول الأئمة قادت تلك الدول حروب دائمة من اجل عقيدة البطنيين واستغلال اليمن بالقوة والقهر والكهنوت الديني، وخلال تلك الحروب حدث نزيف للدم اليمني. وقال غلاب : اليوم يبرز مصاصي دماء اليمن بأنياب أشد شراسة وأكثر شبقا للحكم وهاهو الدم اليمني ينزف في معابد الكهنوت الإمامي مرة اخرى دون ان يحدث اي تحول في جوهر الشعار والمعركة فقط قدرة ميكافلية على لَبْس مختلف الاقنعة لإنجاز نفس المهمة امتصاص دم الشعب بالاستغلال وسفك دمه بالحرب واغتيال وعيه بالعقائد الفاشية . واضاف : والخطير اليوم ان أذرع الدولة الجمهورية هي من تقود حرب الفاشية الحوثية، مع ملاحظة ان توقف نزيف الدم يتوقف عندما تسقط دولة الأئمة وكلما حاولوا بعثها سفكت الدماء وجرت انهارا. واكد غلاب على انه لابد من ان ينشق تيار الهاشمية السياسية وبالذات اتباع المذهب الزيدي والتيار المدني في صنعاء وجغرافيا القبائل عن الحركة الحوثية ؛ لان الرضوخ لهذه الحركة الاصولية الفاشية تهدد اليمن بشكل جذري يهدد مستقبل الجميع ، ويدمر إنجازات الحركة الوطنية والهاشمية في القلب منها. وشدد غلاب على ضرورة قيام تحرك صارم وقوي يتحدى هذه الايدولوجية الريفية الهشة فمقاومة التجريف الحوثي للمذهب الزيدي وللهوية الوطنية وتهديده للسلام الاجتماعي وتدميره للحمة اليمنية ليس الا كارثة مكتملة الأركان وعمل انتحاري غبي. واضاف: يبدو لي ان الجائحة الحوثية وما تناسل منها من مشاكل ومآلات هذه الجائحة ستكون قاصمة لليمن ولكل من ينخرط في بنية الحركة الحوثية وبحسب غلاب – فإن الانتفاضة الهاشمية أصبحت ضرورة ملحة وثورة لابد منها لانقاذ اليمن من انهيار شامل لن ينجو منه مسعري المقامرة الحوثية. لافتا إلى أن المقاومة مسئولية وطنية ولابد ان تكون الهاشمية رأس حربة في هذه المقاومة الوطنية حتى نتمكن من إعاقة المؤامرة الخبيثة التي حاكتها قوى الشر الكارهة لليمن وللعرب.