أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبدالباقي شمسان – أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء – أن الرسالة التي وجهها اليوم الرئيس السابق علي صالح للامم المتحدة بشأن وقف اطلاق النار لاعلاقة لها بمعاناة الشعب اليمني ولا بالسيادة اليمنية . واعتبر في تصريح خاص ل«الخبر» أن تلك الرسالة تأتي استجابة ملحة لمصالح "صالح "و"الحوثيين" اللذان يعرفان جيدا الاستراتجية المرسومة لليمن من قبل الدول الغربية. لافتا الى ان الهدف من الدعوة هو البحث عن مخرج لصالح كونه أصبح مطلوبا للعدالة الدولية. وأشار شمسان الى ان وقف اطلاق النار هو حاجة انسانية للمجتمع اليمني ولكن تلك الحاجة تم التخطيط لها عبر خلق ازمة انسانية حرجة أجبرت الجماهير والسلطة الشرعية على القبول بالذهاب الى مشاورات جنيف2 قبيل تحقيق الاهداف المتمثلة بأستعادة الدولة ومؤسساتها. وأوضح شمسان أن "صالح" لايزال موجود بقوته في الجغرافيا ، وكذلك الحوثيون ، موجودين كقوة في الجغرافيا ومواقع القوة المتمثلة بالمليشيات. ونوه إلى أن فرض هدنة انسانية ووقف اطلاق النار في هذا التوقيت إنما هو انتصار كامل للحوثيين الذين يسعون ان يكونوا على شاكلة حزب الله في لبنان، وبالتالي لا ضمانات لنزع السلاع كما أن السلطة الشرعية لا تتمتع بقدرة تجعلها قادرة على تحقيق ذلك. واستعرض شمسان الاجراءات التي سبقت وقف إطلاق النار ، كورقة ضغط ، والمتمثلة بإحداث انفلات امني من خلال عمليات مايسمي بتنظيم الدوله الاسلامية "داعش" وتصاعد موجة اغتيالات، وهي إجراءات استغلها الحوثيون وقدموا للمجتمع الدولي كوكيل ومنقذ محلي لضبط ذلك الانفلات مقابل الحفاظ عل موقعهم. لافتا الى ان ذلك يتناغم مع لمخطط الغربي الذي رسم الحل وفقا للنموذج العراقي . مشيرا إلى أن الضامن الوحيد للتسوية المزمع توقيعها هو إستقرار الدول الراعية التي سوف تعيد انتاج القوى السياسية والمذهبية دون اكتمال سيرورة اكتمال الهوية الوطنية . وأضاف : والاخطر أن يصبح طلب الرعاية الخارجية مطلب محلي ملح للجماعات السياسية والجماهير التي تبحث عن لحظة لالتقاط انفاسها، جراء الانفلات الامني او الخوف من انفجار الوضع، والعودة الى المربع صفر الاحتراب. وأكد شمسان أن العمليات التي تمت باسم القاعدة او بالاغتيالات كلها شكلت قوة ضاغطة لقبول السلطة الشرعية للمشاورات ورصيدها منخفض من حيث انها غير قادرة على حماية الارض المستعادة ناهيك عن التقدم نحو تعز وبقية المناطق . واتهم شمسان الاممالمتحدة بعدم الحياد في تعاملها مع كل الاطراف ، وأنه كلما كان هناك انتهاكات من جماعة الحوثي وصالح لا نجد اي تحرك للامم المتحدة وكلما تقدمت الشرعية في الجغرافية واستعادت المؤسسات تحركت الاممالمتحدة للدعوة والضغط نحو التسوية . ودعا في ختام تصريحه ل«الخبر» كل الفاعلين والمنظمات الي العمل على احالة الرئيس السابق وكل من عمل معه وكذا الحوثيين الي محكمة الجنايات الدولية وتحريك كل الملفات والعمل على خلق مناصرة دولية لتحقيق ذلك بجدية، لانه "صالح" و"الحوثيين" يريدون الافلات من العقوبات بعد كل الكوارث التي تسببوا بها للشعب اليمني، وفقا ل"شمسان". المصدر | الخبر