أكد الكاتب والمحلل السياسي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبدالباقي شمسان أن الانتقاد الإعلامي للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي يفتعله الحوثيون هدفه «الضغط على ولد الشيخ وفي نفس الوقت ذَر الرماد على العيون لتعميم أن ولد المبعوث غير محايد وأنهم يتعرضون للظلم والاقصاء». مضيفا في حديث خاص ل «الخبر» الجميع يعلم أن الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي لا تتناسب وأفعالهم حيث المفترض والمعقول تنفيذ القرار الأممي 2216 وكذا إحالة مجلس الأمن ملف انتهاكات حقوق الإنسان إلى المحكمة المختصة وفقا لصلاحية مجلس الأمن» . وكشف شمسان عن توجه دولي لإيجاد تسوية تستوعب جماعة الحوثي كجزء من الحل وذلك؛ لاعتبارات أمنية تتمثل بإيجاد وكيل محلى لمواجهة ما يسمى الدواعش واستراتيجي يتمثل باستدعاء ثنائية السنة والشيعة، تماما كما هو في العراق بحيث يصبح الاستقرار مرهون برعاية الولاياتالمتحدة والدول الأوربية الأخري-حسب وصفه. شمسان رأى أن ذلك يعني أن صناعة القرار والسيادة اليمنية ستضل مبتورة علاوة على القطع مع سيرورة اكتمال الهوية اليمنية. وأوضح أنه وفي حال ذهاب السلطة الشرعية ودوّل التحالف إلى تسوية في هذا التوقيت من حيت توزع القوى على المستوى الجغرافي سوف تكون نتائجه أخطر مما سبق بل ستكون إيران وبعض الدول الكبرى قد حققت الهدف من حيث تقسيم المجال جغرافيا ومذهبيا.. وأشار إلى أن قبول التسوية دون محاكمة مرتكبي الانتهاكات سواء كانوا أفرادا أو كيانات سوف يفجر الحقل السياسي قبل مرور خمس سنوات وفقدان ممكنات تماسكه فيدراليا، حتى حصر زمان ومكان صراعه. ودعا استاذ علم الاجتماع السياسي إلى «عدم التجاوب مع الإستراتجية الإعلامية للحوثيين والمخلوع صالح بل يجب التركيز على استكمال اجتثاث جذور القوة لتلك الجماعات وكذا عدم التنازل عن محاكمة كل من ارتكب انتهاكات بحق الشعب اليمني و أوقف عملية التنمية والتحديث، ودمر البنية التحتية، ومزّق النسيج الاجتماعي، واستدعى التغاير المذهبي، وقبلها دفع المجتمع اليمني بالقوة خارج مسار الانتقال السياسي في 21 مارس 2014م». وفي وقت سابق بعث ناطق جماعة الحوثي محمد عبدالسلام رسالة إلى المبعوث الأممي ولد الشيخ، أبلغه فيها إنزعاج جماعته من تصريحاته الأخيرة بشأن المحادثات.