– ما لذي يحتفلون من أجله؟! هكذا سألني طفلي البالغ من العمر عشر سنوات، فلم أتمكن من الإجابة على سؤاله، فبم أجيبه؟! هل أقول له إنهم يحتفلون بمرور عام على انتهاك سيادة البلد؟! أم يحتفلون بمرور عام كامل على انقطاع الكهرباء، وانعدام المشتقات النفطية. أم أقول له إنهم يحتفلون بمرور أكثر من عام ونصف على سقوط الدولة؟! أم يحتفلون بمرور عام ونصف على تحول الجيش اليمني إلى مليشيات لقتل الشعب. فأعدت له السؤال -لو أن أحداً منعك من الذهاب إلى المدرسة وقطع عنك المصروف، ومنحك الغذاء بشكل قليل جداً، لو فعل بك هذا، هل ستحتفل معه في نهاية العام بهذا الإنجاز؟! لستُ مجنوناً -لكنهم يفعلون ذلك، هم الآن يقدمون له العون، للحصول على فرصة افضل كي يتخلى عنهم، وينجو بنفسه، وماله، وأسرته. العفاشي صالح يعرف جيداً أن التحالف لا يقصف المدنيين، لو توفر لديه(1%)شك في ذلك ما حضر الحفل، وهذا يجعلني أتعجب من هذا التحالف الذي يقصف الحضور في حفل الزفاف، ولا يفعل في حفل يحضره صالح وقياداته !!! لكن أي زعيم يمكنه أن يرفع رأسه في وجه جماهيره، وهدير طائرات الخارج فوق رأسه، فيما أسلحته وجيشه يقتلون الشعب، ترسانته العسكرية لم تتمكن من الصمود أمام الخارج أكثر من(15)دقيقة، لتسم بعدها البلاد بكاملها، لكنها في مواجهة الشعب صامدة منذ أكثر من عام ونصف، لعل هذا ما دفع أحدهم إلى أن يسأل صاحبه في الحفل. -أرفع صورة الشهيد أم صورة الزعيم؟! -بل صورة الزعيم لأنها أهم، فلولاه لما استشهد كل هؤلاء. شاهدت بعض أشكال العائدين من السبعين يحملون صور وشعارات من أوصلوا البلاد إلى هذا الحال، وهم يستعدون للتوجه إلى حفل المطار، فوجدت فيها نفس ملامح أصحاب الصور الخضراء المعلقة في الشوارع، وأدركت بأنه لايزال في الشوارع متسع للمزيد من تلك الصور. فتساءلت متى سينتهي رصيد القتلة من الحمقى، والمغفلين الذين يقاتلون بهم؟! هل نحن بحاجة إلى عام آخر؟! إذا أنتهى رصيد القتلة، من الذين يبيعون أرواحهم ببندقية، ستنتهي الحرب بشكل تلقائي. العفاشي صالح أخفى أصله طوال حكمه، لكنه اليوم يفاخر به في خطابه الأخير، مؤكداً القول: إنه مستعد أن يضحي بمليون، لكنه لم يقل كم سيكون نصيب أسرته العفاشية في هذا المليون، ولم يسأله أحد، وبالطبع لن يسأله أحد. إذا كان من رسالة لأنصار الحوثي وصالح في هذا اليوم، فإنها موجهة للخارج، أما الداخل فإن الكثير أدرك الحقيقة، سيوضحون للخارج، كيف لرجل استلم الحكم وهو لايعرف القراءة والكتابة، وكان يمضي على القرارات الجمهورية بصماً، ومع ذلك حكمهم أكثر من(33)عاماً، الخارج الذي يتابع مجريات الأحداث في اليمن منذ اكثر من عام، سيعرفون الآن حقيقة الأحداث. وحينها سيتذكرون ما قاله -شكسبير- (جمع العقلاء عملية معقدة، بينما جمع القطيع لا يحتاج لأكثر من راعي وكلب). ترى هل مندوب الأممالمتحدة الآن والولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيران، ومن يناصر الحوثي وصالح في الخارج، يشعرون بالزهو لأن السيناريو الذي شاركوا في إعداده يسير بخطوات ثابته؟! وهل يدرك التحالف مخاطر الإصغاء لمخاوف غير مبررة، بسببها تم تأجيل الحسم منذ شهور، ليس في تعز وحسب، بل في اليمن بكاملها. [email protected] المصدر | الخبر