تقدمت جموع الناس ممسكة بإمام المسجد لتقديمه لمسلحين ملثمين داهموا الجامع وسط مدينة ذمار، قبل ان تعج بيت الله بالرصاص وتسيل الدماء على سجاجيد العبادة. مسجد "التقوى" بمحافظة ذمارجنوبصنعاء، تحول الى فوضى ورائحة البارود طغت على رائحة الند الزكية وصوت الرصاص تعالى فيما انقطع الاذان حينما تحشرجت حنجرة المؤذن بكلمات الاذان بعد ان حاولت فوهة البندقية التعالي على نداء الله أكبر. دخل من باب المسجد شاب عشريني وأخر رجل أربعيني يحملان بندقيتين رشاشتين وجاء احدهما يطلب إمام المسجد قبل ان يدلف المسجد مسلحان أخران منتعلان احذيتهما ويطلقوا النار لتفريق المصلين. يقول شاهد عيان: المسلحون هددوا المصلين باطلاق النار في حال المقاومة ، وأطلق أحدهم رصاصات على الأرض ليفرق بها جموع المصلّين ، فتفرق الناس ، وأصابت إحداها امام المسجد علي حفظ الله الأهنومي وهو شيخ مسن 76عاماً في قدمه . انتفض المعتصم نجل الشيخ الجريح صارخا في وجوه المعتدين قبل ان يلاحقوه بالرصاص ويوسعوه ضربا باعقاب البنادق حتى سال الدم من رأسه. فوضى الرصاص اشتعلت بالمسجد والناس تتطاير خوفا فمنهم من اختبأ في المنبر وخلف أعمدة المسجد وفي هذه الأثناء كان الشيخ العجوز ينزف دمه ويسيل على رجله ، وينادي بصعوبة : إربطوا لي رجِلي. ويقول الشاهد: فتقدمتُ والرصاصات لا تزال تطيش ، وربطت قدمه ، والتفتُ ورائي فإذا المعتصم ابن الشيخ الجريح رافعاً يديه استسلاماً والدماء تسيل على وجهه ، ولولا ذلك لمات حالاً ، فأخذوهما والدماء تسيل منهما وأخرجوهما من المسجد إلى حيث لا ندري .. ويضيف: مؤذن المسجد ناداني وقال لي بعبرات خافتة جداً : أنا لا أستطيع ..! ، أقمِ الصلاة وصلِّ بالناس ، فتقدمت وأقمتها وصليت بالمصلّين ، وقام الناس بعد الصلاة ليروا ما فعله المجرمون ، واستكرت قلوبهم هذا العمل كما استنكرته ألسنته حتى لهجت ألسنتهم بالدعاء على المجرمين ، وكانت إحدى الرصاصات قد أصابت محراب المسجد ، وأخريات في النوافذ وأرضية المسجد. المصدر | الخبر