قال مصدر عسكري وشهود عيان، إن القوات الحكومية وبغطاء جوي من التحالف العربي، تقدمت باتجاه مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد. وذكرت المصادر (فضلت عدم الكشف عن هويتها) أن "الجيش سيطر على مطار الريان الدولي في المدينة، والذي يبعد نحو 7 كيلو مترات عن مركز المكلا، إضافة إلى مقر المنطقة العسكرية الثانية التي كانت تحت سيطرة القاعدة، وتعرضت فجر اليوم لسلسلة غارات جوية من مقاتلات التحالف". وبهذه الخطوة تكون القوات التابعة للحكومة اليمنية قد اقتربت من استعادة المكلا بعد عام من سيطرة تنظيم القاعدة عليها بشكل كامل. ووفقا للمصادر، فقد تمكنت القوات التابعة للحكومة، من تأمين مديريات "بويش" و"خلف" على تخوم مدينة المكلا، فيما سُمع دوي انفجارات في محيط ميناء" الضبه" النفطي، جراء قصف بوارج حربية لمعاقل القاعدة. وكشف سكان محليون أن دوريات تابعة لتنظيم "القاعدة" شوهدت وهي تنسحب من مركز المكلا، باتجاه الأطراف الغربية للمدينة. وقال مصدر عسكري، فضل عدم الكشف عن اسمه للأناضول،"قد يذهبون (الدوريات) باتجاه منطقة بروم، ومنها إلى محافظة شبوة جنوبي البلاد، حيث مازال لديهم معاقل هناك، لكن مقاتلات الأباتشي (لم يوضح لمن تتبع) تطاردهم". ولا يُعرف عدد قتلى القاعدة في معارك الأحد، لكن مصادر طبية أكدت أن 9 قتلى كانوا قد سقطوا في غارات جوية استهدفت فجر اليوم، مقار سيادية يسيطر عليها مقاتلو التنظيم، منها القصر الجمهوري الذي ينزل فيه قيادات الدولة أثناء زياراتهم للمدينة، ومقر قيادة الجيش (المنطقة العسكرية الثانية) ومبنى شرطة السير. وشن مسلحو "القاعدة" في الثاني من أبريل / نيسان 2015 هجوما واسعا على مدينة "المكلا"، ومقراتها السيادية، انتهى بانسحاب قوات الأمن والجيش اليمني، وسيطرة وانتشار مقاتلي التنظيم، على أنحاء المدينة بشكل مطلق. وبات التنظيم، منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، يدير شؤون المدينة، ويفرض سيطرته على أهم المواقع الحيوية فيها كالميناء، والقصر الجمهوري، والألوية والمعسكرات والمقار الأمنية، كما يشرف على كافة مؤسسات الدولة المدنية كالصحة، والكهرباء، والتعليم. وتعد "حضرموت"، أكبر محافظاتاليمن مساحة، إذ تمثل ثلث مساحة البلاد، وتنقسم إداريا وعسكريا إلى منطقتين هما "ساحل حضرموت"، التي تخضع لسيطرة "القاعدة" منذ عام، و"مديريات وادي وصحراء حضرموت"، وتسيطر عليها القوات التابعة للحكومة اليمنية. و فيما انطلقت معارك ضد القاعدة شرق وجنوبي اليمن، تشهد المحافظات الشمالية من البلاد"هدنة هشة"، بين القوات التابعة للحكومة و"الحوثيين"، بالتزامن مع انعقاد مشاورات الكويت السياسية التي دخلت يومها الرابع، الأحد، دون إحراز أي تقدم جوهري لاختراق جدار الأزمة اليمنية.