إعتبر الكاتب والمحلل السياسي استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان اعلان الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي المجلس السياسي لإدارة حكم البلاد بانه اهانة للأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ. واصفا البيان الصادر عن ولد الشيخ بالبيان البايت "االقديم" مشيرا الى انه لا يرتقي إلى الاهانة التي وجهها الانقلابيون لافتا الى ان بيان ولد الشيخ لم يصف فيه الحوثيون بمعيقي المشاورات . وأوضح شمسان في حديثه الخاص ل«الخبر» بان بيان تشكيل المجلس اسهب في الحديث عن العدوان لأنهم يريدون رفع سقف استهداف السعودية بهدف إيجاد تفاهمات معها بعيدة عن مجال التسوية والحوار عن السلطة الشرعية وبعيدة أيضا عن قرارات مجلس الأمن. وتابع بان الرئيس السابق صالح رغم الكثافة العالية في حضور العدوان في نص إعلان المجلس إلا انه في خطابه اليوم التالي وصف المملكة العربية السعودية بالشقيقة الكبري لأنه يبحث عن وجود له في الحقل السياسي اليمني ولثقته بان ورقته قد احترقت محليا وإقليميا ولكنه يمتلك كثيرا من القوى وهو يهدد بهذه القوى لتدمير الحقل اليمني. وأشار شمسان الى ان الحوثيين يختلفون عن صالح اذ يراهنون البقاء على شاكلة حزب الله ، وبالتالي قد يذهبون في عقد تسوية لكن دون تسليم السلاح كونهم يريدون حزب الله اليمني والمنطقة الجنوبية وتخزين السلاح في صعدة وعمران وفي جزء من صنعاء في منطقة هي مختارة تقريبا لتكون هي الضاحية الجنوبية التي بمعنى اوضح في منطقة الجراف شمال صنعاء. ولفت إلى ان الحوثيين في بيانهم أكدوا بأنهم لا يعترفون بحل جزئيا إنما بحل شامل اي أنهم لن يسلموا السلاح ولن ينسحبوا من صنعاء ولن يعترفوا بشرعية الرئيس هادي وإنما يريدوا تشكيل حكومة وحدة وطنية او مجلس رئاسي مناصفة ، وبالتالي يقطعون مع الانقلاب ومع ما أحدثوه من دمار في البنية التحتية وتمزيق للنسيج الاجتماعي واستنزاف الموارد اليمنية بمعنى يريدون توقيع تفاهمات مع السعودية بعيداً عن الأممالمتحدة وعن السلطة الشرعية. وأضاف ومن هنا يتضح بأنهم يرتكزون منذ بدايتهم على عدم الاعتراف بشرعية هادي اذ هم يريدون ان يكونوا طرفا في الحقل السياسي طرفا قويا يمتلكوا السلاح وهذا ما يسعون أليه. واستطرد بان صالح يريد ان يحسن موقفه ويريد ان يجد له مخرجا بصفته لاعبا رئيسيا هذا ما نقراه بوضوح من خلال خطابه ودعواته للعربية السعودية للحوار ومستعد الذهاب إلى أي مكان . وابدى شمسان استغرابه من الذهاب الى الكويت قبل تحرير تعز ، واصفا ذلك بانه من الاخطاء الكارثية. واشارالى ان تعز سوف تغير المعادلة لو تم تحريرها قبل المشاورات وربما توحد النسق الشعبي بين المناطق الشمالية والجنوبية وقال: اذا ارادوا ان يحثوا تغيرا فان عليهم تحرير تعز من الحصار وستعمل على تغيير الموقف التفاوضي الاقليمي والدولي واضاف: الطريق الى تحقيق السلام الدائم له طريق احادية هي استعادتها بقوة السلاح وبقوة السلطة وبنصرة دول الخليج التي ينبغي عليها ان تدافع عن خصرها وامنها القومي. وفيما يخص التوقعات في الأطروحات الأخيرة لولد الشيخ بعد إعلان الرئيس السابق صالح والحوثيين عن المجلس السياسي الأعلى؛ قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء" معلوم بان المجلس السياسي الأعلى مجلس القيادة أو المجلس الجمهوري بهذا المعنى وان المسمى ما هو إلا ليخفي ذلك المسمى الذي تمت صياغة المجلس ورؤاهم على ذلك المنوال ، وبالتالي ذلك النص الذي تحدث عن المجلس السياسي هو كان يعبر عن فشل مشاورات الكويت لأنهم كانوا في زاوية ضيقة وكان لابد من عمل قفزة للأمام لإحداث طبيعة مع المشاورات وحتى لا يتم تحميلهم الفشل بالتزامن مع ذلك هناك أزمة اقتصادية وأمنية. وحذر من انهيار اقتصادي وشيك، مردفا: لا اقول على وشك لكن الإعلان عنه كان متأخر مع انه كان معروفا من قبل الإعلان ، وكذا بان صالح كان يخطط منذ عام وقد طلب منهم بتشكيل ذلك المجلس حتى يستطيع ان يقاسمهم السلطة ويشاركها معهم لأنه رأى أنهم بدأو يقوضون السلطة لصالحهم. ويرى شمسان بان ما حصل من تفاهمات مع العربية السعودية بشكل منفرد مع الحوثيين قد جعل هؤلاء يتعاملون بجدية و بحجم اكبر من حجمهم الحقيقي وهذا أيضا ما اضعف مشاورات الكويت . وأوضح: بالفترة السابقة عندما كان هناك تباين بين الإمارات والعربية السعودية على كيفية حل المسألة اليمنية كذلك اثر خاصة مع غموض نائب الرئيس آنذاك خالد بحاح الذي لعب دورا من تفاقم الأزمة الاقتصادية لأنه كان يخطط إلى تشظي الحقل وصنع أزمة منهجية لفك الارتباط بين المناطق الشمالية عن الجنوبية وهو وكيل محلي والإمارات وكيل إقليمي لرؤية دولية تعتقد أن المناطق الجنوبية ترجع كما كانت سابق اليمنية وقد يمكن ان ترجع المناطق الشمالية تحت مسمى الجمهورية اليمنية على شاكلة بغداد. ويؤكد بان تلك الاطروحات وتمديد المشاورات اسبوعا اضافيا لن تجدي نفعا ولن تحدث اية تحول لان الفجوة كبيرة جدا من حيث الرهانات كما انهم لم يستطيعوا خلال مايقارب شهرين حتى من انجاز خطوات بناء الثقة فماذا سينجزون باسبوع. وتابع وحتى ان تم التوقيع على تلك التسوية فلن تجد طريقها الى التنفيذ ولن يسلموا السلاح ولن ينسحبوا من صنعاء والذين قد قاموا بتوظيف فيها ما يقارب من سبعون الف في القوات المسلحة وفي كل المؤسسات حيث سيصبح الانسحاب من صنعاء عسكريا كما نعلمه وسيستمرون كمليشيات في صعده يكدسون السلاح وهذا هو هدفهم المطلوب؛ بعبارة اخرى؛ نحن مازلنا في وضعية ثابته وساكنه وليست ديناميكية وليس هناك نقاط مشتركة بين الحوثيين – صالح والسلطة الشرعية فعلى دول التحالف ان تحدث حراك في الحقل السياسي الوطني اليمني وفي الفضاء الدولي والاقليمي بحيث تحاول ان تهيء الفضاء المحلي والاقليمي والدولي لعمليات عسكرية تعزز موقعها في التفاوض وبنفس الوقت تستعيد الجغرافية اليمنية ومؤسسات السلطة من خلال تعزيز المواقع الاستراتيجية.