أجرى وفد الحوثيين الزائر للعراق لقاءات طائفية مكثفة بقيادات في الميليشيات العراقية الشيعية المسلحة، لتبادل الخبرات والتجارب لنقلها إلى اليمن. والتقى الوفد قادة مليشيات الحشد الشعبي بالعراق، بينهم أبو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي، وأبو عزرائيل". وبحث الجانبين خلال اللقاء المطوّل وضع استراتيجيّة مشتركة للتعاون مع الحوثيين في التصدي للتحالف العربي وتنفيذ عمليّات مشتركة في اليمن وفقا لصحيفة العربي الجديد. وكشف المصدر أنّ "قادة المليشيات اتفقوا مع وفد الحوثيين على البدء بإعداد فصيل تابع لمليشيا الإمام علي لإرساله إلى اليمن، كخطوة أولى لهذا التعاون"، من دون أن يوضح كيفية انتقاله، وما إذا كانت حكومة حيدر العبادي تقر ذلك. ويتواجد حالياً في العاصمة العراقية وفد حوثي يرأسه يحي بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الجماعة، وذلك في إطار جولة لهم ستكون محطتاها القادمتان بيروتوطهران. وحسب مصادر عراقية، فإنّ الوفد التقى بقيادات المليشيات بشكل متواصل، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء، وذلك ضمن اجتماعات مغلقة لم تعرف طبيعتها، حيث منع الصحافيون من دخول قاعة الاجتماعات. ونشرت تلك الوسائل العراقية تسجيلاً مقتضباً لاستقبال قيادات في مليشيات الحشد الشعبي، لوفد الحوثيين، وأطلقت خلال اللقاء شعارات طائفية وتهديدات من قبل القيادي في الحشد الشعبي "أبو عزرائيل" ضد السعودية، وتوعده بالانتقال للقتال إلى اليمن. ويظهر في التسجيل الذي نشره -أيضاً- تلفزيون العالم الإيراني، أبو عزرائيل وهو قيادي بمليشيا كتائب الإمام علي التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مهدداً السعودية "سنأتي لليمن إليكم.. وأين تفرون يا سعوديين.."، وسط ضحكات الحاضرين بينما بدت علامات الارتياح على الوفد الحوثي. حسب وسائل الإعلام العراقية فقد التقى الوفد الحوثي بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيستاني، وزعماء عدد من الفصائل والميليشيات الشيعية الموالية لإيران. واستقبل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، أمس الاثنين، وفد الحوثيين وركز الحكيم على وقف ما أسماه "تمدد الإرهاب في الجنوب اليمني". وقال بيان صادر عن المجلس إن الحكيم: أكد على ضرورة "تضافر الجهود من اجل ايقاف تمدد الارهاب في الجنوب اليمني"، داعيا الى "اهمية التنبه الى هذا الخطر وتوحيد الجهود للحد منه فضلا عن التشديد على وحدة اليمن ارضا وشعبا". كما ألتقى وفد الحوثي بوزير الخارجية العراقيإبراهيم الجعفري في مقر وزارة الخارجية العراقية، صباح الاثنين 29 أغسطس/آب. وقالت الخارجية العراقية إن الوفد الحوثي، الذي ترأسه يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم الحوثيين، التقى بوزير الخارجية ابراهيم الجعفري، في بغداد. ونقل البيان عن الجعفري قوله إن "العراق دوى بصوته في جامعة الدول العربية والأممالمتحدة وكل المحافل والمؤتمرات الدولية ورفض رفضا قاطعا التدخل العسكري (للتحالف العربي بقيادة الرياض) في الساحة اليمنية لأنها ستساهم في إراقة الدماء وتساهم في زعزعة الأمن المجتمعي". من جانبهم، أكد مسؤولون حوثيون إن زيارة بغداد تهدف إلى حشد الدعم للمجلس السياسي الذي أنشأته الجماعة مع حزب المؤتمر الشعبي العام. وقال الناطق باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المشارك في مشاورات الكويت، محمد عبد السلام، إنهم نقلوا خلال اللقاء لوزير الخارجية العراقي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، و كذلك مسار المفاوضات التي رعتها الأممالمتحدة. وأشار عبد السلام في منشور على صفحته في فيسبوك إلى أن الوفد أطلع الجعفري، أيضا، على الخطوات السياسية التي قام الحوثيون بها، مؤخرا بإنشاء المجلس السياسي الأعلى وانعقاد مجلس النواب ومباركته للاتفاق الوطني وتأييده تشكيل المجلس السياسي الأعلى. وبحسب عبد السلام، فإن الوزير رحب بأعضاء الوفد وجدد موقف العراق الرافض للحرب على اليمن، مؤكدا أن "نصيحتهم كانت منذ البدء أن العدوان على اليمن سيكون خاسرا وأن الأزمة اليمنية يجب أن تحل وفق الحوار السياسي اليمني اليمني"، معتبرا الخطوات الأخيرة بتشكيل المجلس السياسي صحيحة وموفقه، كما نوه بأهمية "استمرار الخطوات في إطار العمل السياسي الوطني". وفي وقت سابق من الاثنين، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن "الوفد اليمني المفاوض لحركة أنصار الله وصل اليوم إلى بغداد في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام". ويعتزم الوفد المغادرة الى بيروت، بعد اختتام مشاوراته في بغداد، ثم يتوجه بعدها الى العاصمة الايرانية طهران. ولفتت وسائل إعلام عراقية إلى أن زيارة وفد الحوثي إلى بغداد أتت بعد يوم من طلب وزارة الخارجية العراقية من نظيرتها السعودية استبدال سفير المملكة العربية السعودية لدى بغداد إثر تصريحات له وصفتها الوزارة بأنها تجاوز للتمثيل الدبلوماسي. إبراهيم الجعفري مع يحي بدر الدين الحوثي