لا ينفك السفير الامريكي المعروف بخفة دمه وبديع طلته يطلق التصريحات تلو التصريحات والتعليقات الخرقاء المثيرة للضحك والتي توحي للقاصي والداني أن الرجل يعيش في عالم آخر ، وما ثبت فعليا ان الرجل مر في طفولته بظروف عصيبة وكان منبوذا بين قرنائه الامر الذي دفعه إلى الهروب عن محيطه ، فظل حبيسا لقصص الاطفال الخرافية التي تحكي عن بطولات الكاوبوي وأمجاد القياصرة ،وتأثر بأساطير الحروب المقدسة في زمن الامبراطورية الصليبية ، وما زاد من هوس هذا الرجل مناخ بلادنا الملائم الذي أطلق العنان لمكنونات طفولته ، فتجده يتصرف كرجل الكاوبوي ،وتارة تراه يتحدث بأسلوب قياصرة روما ، وأحيانا تراه يجسد شخصية القائد الصليبي الذي يخوض حروبا مقدسة لإخضاع العالم لسلطة روما ، والحقيقة أن الأوضاع التي تمر بها بلادنا الحبيبة وخسة وانبطاح نظام المخلوع وزمرته لجنون هذا الرجل بالإضافة إلى الذل والهوان الذي أصاب القوى السياسية الأخرى وإذعانهم للإبتزازات الرخيصة التي يجيدها هذا المخبول ، واسترخاص حكوماتنا لدماء شعبها ، زد على ذلك ثقافة الصمت التي اكتسبها هذا الشعب من نظام المخلوع هي من شجعت هذا المسخ للتدخل في شئون بلادنا الداخلية ،وما غزوة ابين التي تصدرها وإرهاب الطائرات بدون طيار التي يملك زمام أمرها إلا خير دليل على أن بلادنا ترزح تحت رحمة رجل مريض مختل يعيش انفصاما وازدواجا في الشخصية ويعاني من رهاب اسمه الإسلام يسبب له نوبات صرع بين الفينة والاخرى ، نذكر من تلك النوبات ما تبجح به اخيرا على هيئة علماء اليمن التي كاد ان يعلن في مؤتمرة الأخير أنه قد أدرج هيئة علماء اليمن ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية ، وكل ذلك يحدث في ظل صمت مخزي ومزري من قبل الجهات الرسمية والحكومية وحتى القوى السياسية الأخرى التي أدمنت الذل واستساغت الهوان. بيد أن ما لا يعرفه هذا المخبول المغرور بترسانة بلاده العسكرية أن الغالبية العظمى من أبناء اليمن تشربوا وتشبعوا بالكرامة والعزة ، كما أن مبادئ الإسلام ونبل القبيلة وسمو أعرافها هي ما ترعرع وشب عليه هذا الشعب ، بالرغم من محاولات استنساخ أشباه الرجال الذين يدعون إلى وئد القبيلة وعلمنة الدولة والشعب ، وحقيقة الأمر أنهم لا يمثلون رقما في المجتمع اليمني بقدر ما يمثلون رقما في كشوفات حسابات دولته ، كما يجب ان يعرف هذا المهووس أن الحركة الاسلامية لن يخيفها الابتزاز التي تمارسه دولته على الحركات الاسلامية في مصر وتونس وليبيا ، لأنها تمتاز بقوة تنظيمها وعراقة جذورها وقدراتها العسكرية والقتالية التي اكتسبتها من خلال دورها التاريخي التي سطرته في طول العالم وعرضه ، كما أن القاعدة العريضة التي تتمتع بها في نفوس أبناء اليمن صمام أمان لكل من يحاول النيل من زعامات الحركة أو الإستهانة بها. وبالحديث عن السفير الايراني الذي لا يختلف كثيرا عن نظيره الأمريكي الذي لربما تجمعهم مصالح كتلك التي ظهرت للعالم والمعروفه بفضيحة إيران جيت إلا أن الضحية هذه المرة هي بلادنا. غير أن بلد الأخير تمتاز بإجادتها للعبة القط والفأر في بلادنا ، لكننا ندرك جيدا أن إيران لم ولن تنسى أن اليمنيين كانوا سببا في هزيمتها النكراء التي منيت بها في ثمانينات القرن المنصرم في حربها مع العراق. لذلك فإن الواجب على تلكم الدول إعادة النظر في إختيار مبعوثيها الدبلوماسيين في بلادنا والإسراع في إرسال سفرائها إلى المصحات النفسية ،كما أن تغيير سياساتهم تجاه بلادنا على الفور هذا إن أرادوا تعاملا دبلوماسيا كتلك المنصوص عليها في اتفاقية فينا ، مالم فإن الغالبية العظمى من أبناء اليمن سيكونون لهم بالمرصاد وأفعالهم كفيله بقض مضاجعهم وتحطيم عروشهم العاجية طال الزمن أم قصر ، فاليمن على مر التاريخ مقبرة الغزاة.