قضى اليمنيون في صنعاء اليوم19-4-2013 جمعة بلا ثورة، لأول مرة منذ انطلاق الثورة الشعبية في 11 فبراير من العام 2011م. لقد أصبحت ساحة التغيير اليوم بلا منصة، وأصبح ميدان الستين بلا حشود، وبلا عسكر من الفرقة الأولى مدرع، وجاء وقت صلاة الجمعة وخطبتيها، دونما حاجة لتحويل مسار المركبات، وأصبحت لوحة الستين التي ترفع في كل جمعة شعارا بلا شعار. تفاجأ عدد من الشباب الذين اعتادوا على حضور جمعة بالستين بعدم توجيه دعوة لهم اليوم للحضور، وعدم تلقيهم رسائل الجوال بالحضور للمشاركة في جمعة جديدة من جمع الثورة. ف علي السنة – رجل خمسيني – اعتاد صلاة الجمعة في الستين، على مدى 114 جمعة قضاها مع شباب الثورة من شباب حارة جارة الله بسعوان وهم يذهبون أسبوعيا إلى الستين لصلاة جمعة ثورة جديدة، واليوم حضر صلاة الجمعة في جامع الرحمن القريب من منزله. يقول: ل «الخبر» «اليوم لأول مرة أصلي في جامعي الذي كنت أصلي فيه بعد مرور 114 جمعة كنت أصليها في ساحة التغيير». ويضيف: «إن غبنا عن صلاة الجمعة في ميدان الستين، فنحن سنظل مراقبين لمسار الثورة، وسنظل شوكة تجاه كل من يحاول إعاقة مسيرة التغيير التي انطلقت في اليمن بفعل تضحيات الأبطال من أبناء هذا الشعب .. نحن علقنا صلاة الجمعة ولم نوقفها، وسنعود متى ما اقتضى منا الأمر العودة». ويؤكد أنه بعد «القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، لم يعد هناك مجالا للاستمرار في إقامة جمع بالساحات أو استمرار الساحات، لأن أهم أهداف الثورة والمتمثل في هيكلة الجيش تحقق بإقالة العائلة». الشاب مشتاق المسوري أحد شباب حارة جار الله بسعوان، فوجئ بعدم تجمع الشباب في هذه الجمعة بالمكان المعتاد لتجمعهم بالقرب من جامع الرحمن، بعد أن كان قد جهز نفسه للمشاركة في جمعة اليوم بميدان الستين. فوجئت به عائدا إلى منزله حاملا سجادته ومظلته المطوية يريد أن يعيدها إلى منزله وعندما سألته عن سبب العودة .. قال: فوجئت بقرار إيقاف صلاة الجمعة بالستين، بعد أن كنت قد جهزت نفسي للمشاركة فيها». ويؤكد أن عدم المشاركة في صلاة الجمعة لايعني انتهاء الثورة فالثورة استطاعت برأيه أن «تخلق مجتمعا لايمكن أن يقبل بالظلم، أو أن يلتف أحد مجددا على حقوقه». وكانت اللجنة التنظيمية قررت أمس الخميس وبشكل مفاجئ «تعليق الاعتصامات في ساحات وميادين التغيير في العاصمة صنعاء والمدن الأخرى, والإبقاء على خيار الرقابة الثورية على مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حالياً». ونقل موقع الصحوة نت الناطق باسم الإصلاح على لسان حبيب العريقي عضو اللجنة التنظيمية «إن القرار يشمل رفع خيام المعتصمين من ساحة التغيير بصنعاء ابتداءً من مساء أمس الخميس, إلا لمن أراد البقاء، فإن اللجنة غير قادرة على إلزامه بإخلاء الساحة». وأكد أن القرار يشمل أيضا «تعليق إقامة الجمع الأسبوعية التي كانت اللجنة تنظمها في الساحات والميادين العامة». لكنه أشار إلى أن «خيار العودة للفعاليات الميدانية سواءً المسيرات أو الجمع الأسبوعية يظل قائماً إذا دعت الحاجة». وقد قوبل قرار اللجنة التنظيمية برفع الساحة وتعليق صلاة الجمعة رفضا من قبل جماعة أنصار الله الحوثية، والشباب المستقلين الذين اعتصموا بشكل سلمي أمام منصة ساحة التغيير أثناء إزالتها.