كنتُ ضمن الذين شكّكُوا بمصداقية ما تردد في بعض وسائل الإعلام خلال الشهرين الماضيين عن احتجاز وزارة المالية مخصصات مالية لمحافظة تعز، واعتبرت أن تلك الأخبار تأتي في إطار الحملة الإعلامية المتبادلة بين خصوم المحافظ شوقي هائل وأنصاره ، ولا يمكن للوزير صخر الوجيه أن يستغل موقعه كوزير للمالية ليشارك في معارك سياسية لنصرة أحزاب أو جماعات محددة .. هكذا كنت أظن . ولكن للأسف ، كان ظني إثما ، فقد أتضح لاحقا أن تلك الأخبار كانت صحيحة ، وأن وزير المالية استجاب لتوجيهات رئيس الجمهورية وأفرج عن المخصصات المالية المحتجزة كما نشر مؤخرا في وسائل إعلام حكومية . وعلى إثر هذه الاستجابة و" اللفتة الإنسانية الكريمة " توجه محافظ تعز بالشكر الجزيل لرئيس الجمهورية ولوزير المالية أيضا . " ويبدو أن المحافظ قد استحضر المثل الشعبي : لو يدك تحت " الصخر " اسحبها بالبصر .. ولعن الله القائل : لو لك حاجة عند " الوزير" قُل له : يا سيدي . هل كان على وزير المالية أن ينتظر توجيها أو " توبيخا " من رئيس الجمهورية كي يفرج عن المخصصات المالية لمحافظة تعز ، ألا يُعد تصرف الوزير خيانة للمسؤولية واستغلال وظيفته العامة على رأس وزارة هامة " شبه سيادية " لخدمة أطراف وجماعات سياسية ؟ ولماذا يتعامل صخر الوجيه مع وزارة المالية العامة وكأنها شركة خاصة أو جمعية خيرية تابعة لحلفائه ومن حقه أن يجمد مستحقات من يشاء ويصرف لمن يشاء ؟ مع إحترامنا وتقديرنا لحق الوزير في تجميد أو إعادة النظر في ما يثبت أنها اعتمادات " خارج القانون " وسنكون معه في ذلك . كان الوجيه طوال السنوات التي قضاها في البرلمان صوتا للحق ولسانا للمظلومين وقد تعاطفنا معه وأيدناه في كثير من المواقف ، ، وما إن بلغ وزارة المالية حتى قلب لنا ظهر المجن ، وأصبحت يدُه هي العليا وأيدي الملايين في المحافظات هي السُفلى وتحول بيت مال اليمنيين وكأنه بيت الوجيه . خلال الفترة الوجيزة التي تولي فيها وزارة المالية ، أثبت صخر الوجيه أنه رقم صعب ، وزير سمخ ، أحمر عين وأحمر هوى ، لا يخشى في الباطل لومة لائم ، يجعجع من يشاء ويغرف لمن يشاء بغير حساب .. سبحانه ، لا وزير إلا هو ، بيده الخير كله وهو على كل شيئ قدير. فمن يستطيع حرمان محافظة بأكملها من حقوقها ، هو شخص لا يستهان به ، ولا ينفع معه اللوم والعتاب ، وهو أيضا لن يتأثر بالنقد ، لأنه أصلا " صخر " وقد قيل قديما " لكل امرئ من إسمه نصيب " . أنا عن نفسي مش زعلان من معالي الوزير ولا من معالي زايد .. أنا زعلان من رئيس الجمهورية ، زعلان من عبدربه مش من عبد فلان أوعبد علان . أنا زعلان من الرئيس الذي " وجه " بالإفراج عن مستحقات المحافظة ، وكان يفترض التحقيق مع الوزير في هذه المخالفة الجسيمة والبشعة . فما الفرق بين وزير يحرم الملايين من حقوقهم المشروعة ، وبين من يعمل على حرمانهم من الكهرباء أو النفط ؟. ومع ذلك ، أتمنى أن لا تكون جهود الرئيس قد تجاوزت حدود التوجيه ، وأن لا يكون قد قام بوساطة مضنية خلال الأشهر الماضية ، أو أن يكون فخامته قد " شخط وجهه " لمعالي الوزير من أجل الإفراج عن تلك المستحقات . خذ حصتك يا معالي الوزير ، جعجع إخوانك في اليمن السفلى كما تشاء ، ولكن ، إن كنت قد نسيت قدرة الراعي ، فتذكر قدرة الله والشعب عليك . [email protected]