تحت شعار «العدالة طريق السلام والمصالحة وبناء اليمن الجديد» أعلن أمس بمحافظة تعز، عن إشهار المركز اليمني للعدالة الانتقالية، وفي المهرجان الذي حظي بمشاركة محلية وعربية ودولية وبرعاية وزارة حقوق الإنسان ومحافظ تعز أكدت حورية مشهور وزيرة حقوق الانسان باليمن أن تضحيات شباب الثورة من أجل تعزيز حقوق الإنسان لن تذهب هدرا وأن الجميع ماضون وبقوة لتعزيز حقوق الإنسان واتخاذ كافة التدابير اللازمة، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على إنشاء هيئة مستقلة لحقوق الإنسان وفقا لمبادئ باريس. وأشارت مشهور إلى أن مركز العدالة الانتقالية تنتظره أعمال كبيرة بعد إصدار قانون العدالة الانتقالية خاصة عند الولوج في تطبيقاته, حيث يتوقع منه المساهمة في مساعدة ضحايا الانتهاكات في الوصول إلى الحقائق والسعي لأنشطة الحشد والمناصرة لأعمال لجان الحقيقة والمصالحة في جبر أضرار أولئك الضحايا, معبرة عن تطلع الحكومة اليمنية وخاصة وزارة حقوق الإنسان إلى شراكة كاملة مع المركز. وقالت مشهور: "لا يخفى الأمر علينا جميعا أن المشروع لم يثر اختلاف حوله في الحكومة بل إن الاختلاف ظل قائما في المجتمع ومن قبل شرائح جاء هذا القانون ليحميها ويحمي حقوقها بل ويعيد لها حقوقا أهدرت وكرامة انتهكت", منوهة إلى أهمية إثارة نقاش مفتوح حول القانون تلتقي فيه ضحايا الانتهاكات والخبراء والمختصين ليشعروا بان هذا القانون ما جاء إلا لحاجة ملحة وضرورة لمعالجة آثار وعواقب تلك الانتهاكات الواسعة والجسيمة التي حصلت في بلادنا خلال حقب تاريخية مختلفة. من جانبه عبر رئيس المركز اليمني للعدالة الانتقالية الدكتور ياسين عبدالعليم القباطي عن سعادته بإشهار المركز مرحبا بذات الوقت بالضيوف من الأشقاء والأصدقاء وخص بالشكر الشركاء العالميون الذين قدموا من بلدان نصحتهم حكوماتها بعدم الحضور إلى اليمن وإلى تعز بالذات. وقال القباطي: "لقد أدركت بل عايشت لحظة بلحظة في الأسابيع الماضية عظيم تصميمهم في الحضور إلى تعز رغم معاناتهم الكبيرة في الحصول على تأشيرات وصولا في الحصول على مقاعد في طائرات نادرة الوصول إلى تعز والتي مازالت المشاريع الكثيرة لتطوير مطارها تعاني من ولادة متعسرة منذ عشرات السنين رغم كونه أول مطار في اليمن". واستعرض رئيس المركز اليمني للعدالة الانتقالية العمل الدؤوب الذي استمر 10 أشهر منذ تأسيس المركز وحتى إشهاره رسميا، وقال بأن "مهرجاننا اليوم هو مهرجان حب وعدل وتقارب ومودة عقول وقلوب وثقافات والتي جميعها تهافتت إلى مدينة تعز للبحث عن السبل والوسائل اللازمة لتحقيق العدالة والإنصاف وجبر الضرر من خلال المصالحة والاعتراف والتي من خلالهما قد نصل إلى صيغة تصالح يعفي بها الضحية عن المتهم", مستعرضا الانتهاكات ضد الحقوق منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم، وعبر عن أمله في أن يخرج مهرجان الإشهار بتوصيات ومناشدات ومجاميع ضغط لإصدار قانون للعدالة الانتقالية. وألقى كلمة المفوضية السامية لحقوق الإنسان الدكتور عبدالسلام سيد أحمد، الذي أشار إلى أن العدالة الانتقالية لها أهمية عظيمة لاستقرار اليمن ونهضته وبناءه ومستقبله, مستعرضا أهم تعاريف العدالة الانتقالية والمشاورات الوطنية للخروج برؤية موحدة من أجل المستقبل. كما ألقى نسيم الجناني كلمة منسقي مراكز المحافظات عبر فيها عن تطلع الجميع إلى أن يكون المركز اليمني للعدالة الانتقالية منارة مشعة بالعدل والإنصاف. بعد ذلك عقدت جلسات العمل التي استعرضت عددا من أوراق العمل منها ورقة بعنوان "العدالة الانتقالية مفهومها وأداؤها" قدمتها آن مساجي منسقة المركز الدولي للعدالة الانتقالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وورقة خاصة بوجهة نظر المركز الدولي للعدالة الانتقالية لقانون العدالة الانتقالية اليمني قدمها مستشار رئيس المركز الدولي للعدالة الانتقالية كلاوديو كوردون. كما قدمت أوراق أخرى عن العدالة الانتقالية ومحكمة العدل الدولية والتحديات ومستقبل العدالة الانتقالية في اليمن للدكتورة أحلام مثنى أمين عام المركز والتي تناولت إلى أنشطة المركز اليمني للعدالة الانتقالية وكذلك الإعلان عن إطلاق الموقع الإلكتروني للمركز، بالإضافة إلى ورقة أخرى للأستاذة ديالا شحادة من مبادرة العدل والسلام الهولندية، وأوراق أخرى من عميد كلية الحقوق بجامعة تعز الدكتور أحمد الحميدي والمحامي عبدالعزيز البغدادي والسفير علي محسن حميد وحميد خان من المعهد الأمريكي للسلام.