المصريون يعدون قرابة مئة مليون مواطن وانقسامهم على بعضهم البعض يعني الكارثة الماحقة التي ستحرق الأمة برمتها ان هم انقادوا للاقتتال وأعمال العنف والانتقام، وهناك من يجرهم لذلك ويتمناه بلا أدنى شك. ولنا ان نتخيل الحال لو أن الملايين المتقابلة اشتبكت مع بعضها، وكيف أنه سيكون شلالات من الدم أكثر من تلك التي سالت بالجزائر وتدميريا بما يفوق ما يجري في سورية الآن. في المشهد المصري الان ما يتطلب اعلانات متبادلة من الأطراف كافة على حماية المواطن وتحريم دمه أيا كان توجهه والأرضية التي يقف عليها، حتى وان استمر التظاهر على ما هو عليه لحين الخروج من الازمة. ولأن الجيش هو المتحكم بالسلطة الآن فواجبه كشف المسؤولية عن مجزرة الفجر حتى وان كان عناصر منه تورطوا فيها، لتتم بعدها المعالجة الفورية بالمحاسبة وجبر الأضرار، وهو إذ يفعل فإنه يزيل صاعق الانفجار، وغير ذلك سيبقي راية الدم مقابل الدم مرفوعة. من أشعل النيران عليه أن يطفئها، ولو ان الجيش اعاد الادارة لمجلس عسكري مؤقتا لترك المجال لحلول آمنة، اذ لا يعقل الإتيان بشخص ايا كانت مواصفاته ويقال له كن رئيسا لمصر فيصدق ويكون ؟. ثم يطلب من قيادات الاخوان المسلمين ان يحكموا العقل، ترى اين هو عقل الاخرين والذين يدفعون البلاد والعباد الى المجهول؟. القفز من القفة الى إذنها مثل ينطبق على حال ما يطرح من مشاريع سريعة ومسلوقة للمصالحة، فكيف يطلب من مذبوح دمه لم يبرد ولم يجف بعد ان يصالح، ثم من يصالح من؟ وكيف للرئيس مرسي ان يخرج معافى ويقال له أنت لم تعد رئيسا، واذهب الى بيتك؟ وهل يعقل ان يصدر شخص طلب منه العسكر ان يكون رئيسا اعلانات دستورية لحكم البلد، وهو بالقصر منذ امس العصر؟. ومن بدأ الماساة ينهيها، فكما تجرأ الجيش على الرئيس المنتخب، فان بامكانه الان الطلب من الرئيس المعين المغادرة، ثم إعادة الامور الى ما كانت عليه بالاتفاق على انتخابات مبكرة، ولا بأس من بقائه في الشارع بعد اخلاء الميادين انتظارا لحين تحقيق إرادة الشعب من خلالها.