عندما تسقط المبادئ ..تنهار القيم، هذه المبادئ والقيم هي السياج الحامي للأسس الفكرية والاخلاقية للأنسان ، الكذب حباله قصيرة كما يقولون والشعارات الزائفة وحبال الخداع ايضا قصيرة أقنعة الكذب والخداع لاتدوم طويلا سرعان ما تسقط ويكشف سرها ! القائد ، الملهم ، المخلص ،الزعيم ،سيد الأوطان ، الاب ، رجل المرحلة القادمة ، المعلم ، الشامخ ،قائد الامة ،البطل ، الرئيس، صانع الامجاد ،هذه عينة من الصفات والالقاب يطلقونها على محمد دحلان. صدق من قال ( لاتصنعوا طواغيتكم بايديكم ) ولكن هل هؤلاء التابعين ومن تبعهم بافساد الى يوم الدين هل هم استثناء بالتأكيد" لا" فقبلهم الكثير من الشعوب والاحزاب والحركات كان لهم دوركبير في صناعة الطاغوت والفرعون بتمجيده وتقديسه وإضفاء الالقاب لتأكيد مكانة صاحب الفخامة والجلالة ، وبالتالي تكون هذه الالقاب لسيد الاوطان رمزا من رموز التعالي والانفصال عن الشعب الفقير الكادح، هذه المبالغة الغثة في المديح والثناء تكشف لنا أصحاب النفوس المريضة الهالكة اللاهثة وراء المال والمنصب، هذا المرض هو مرض عدم التمييز بين الحق والباطل، مرض يذهب العقول، داء خطير قائم على الكذب والخداع والتدليس ، ان المستبد يتخذ المهللين والمطبلين سماسرة له لتغرير الشعب باسم حب الوطن او الدفاع عن الاستقلال او الاصلاح التنظيمي او العمل الخيري ومن خلالها تنشأ علاقة نفعية متبادلة "مشبوهة" بين المستبد والسمسار مبنية على المصالح. زمن عبادة الاصنام انتهى ، فقد جاء الاسلام لانقاذ الامم والشعوب بتحريرهم وتنويرهم وارشادهم الى عبادة الله ولايشركون بعبادته احدا ، تنوير العقول بمبادئ الحكمة وتعريف الانسان كيف يملك ارادته أي حريته في افكاره واختياره في اعماله ، وبذلك هدم الاسلام حصون الاستبداد وحطموا الاصنام ، فلا تردونا الى عبادة الاوثان والأصنام دحلان نجح في صناعة اعلامه الخاص به ، هذه الماكنة الاعلامية الضخمة استطاعت ان تشوه المعنى الحقيقي للاعلام بعيدا عن المهنية والموضوعية ،ومن خلال تجوالنا في هذا الفضاء الالكتروني والمرور على بعض المواقع الاعلامية نشاهد المانشيت بالخط العريض دحلان زار ، دحلان قال ، دحلان صال وجال ،دحلان غاضب ، دحلان عائد ، دحلان صاعد ، دحلان نائم ، لماذا الاستخفاف بالعقول والضحك على الذقون هل ستعيدونا الى حقبة الستينات والسبعينات والى تلفزيون الدولة، جاع الرئيس وشبع الرئيس ماهذا التملق والنفاق. أولاً محمد دحلان هو مواطن فلسطيني كأي مواطن فلسطيني له حقوق وعليه واجبات ومن ضمن هذه الواجبات هي خدمة القضية الفلسطينية فلماذا يتم تحويل وتدوير هذه الخدمة الى هبات وعطايا ومنة يقدمها السيد دحلان لشعبه ! المذكور أعلاه ملاحق قضائياً وقانونياً و شعبياً ايضا، والجرائم لاتسقط بالتقادم ، لانريد الخوض في تاريخ دحلان وقضاياه وجرائمه ، المواطن الفلسطيني يستطيع التمييز بين المناضل والمقاول وبين الصالح والطالح كما انه أي المواطن يعرف ويعلم اين ذهبت اموال الشعب الفلسطيني سواءأموال صندوق الاستثمار الفلسطيني أو اموال منظمة التحرير أو المنح والمساعدات والهبات التي تقدم للشعب وللقضية الفلسطينية ، لايعني عدم وجود رقابة مالية على المؤسسات والاشخاص يعفيكم من المسائلة والمحاسبة ولوبعد حين؟؟ كل مسؤول فلسطيني قبل ان نسأله من أين لك هذا ؟ تأتينا الاجابة من اين أتى هؤلاء ؟ المساس بالأموال العامة ، الكسب الغير مشروع ،استغلال الوظيفة للحصول على منفعة شخصية والرشوة وغسيل الاموال والتزوير والاحتيال وعقد الصفقات الوهمية والاختلاس وتبديد المال العام وجمع الثروات باسم الشعب الفلسطيني كل هذا وأكثر؟! ولكنها تبقى في اطار الجرائم المالية بحق الشعب الفلسطيني، ولكن ما يهم المواطن الفلسطيني هي الجرائم الجنائية والسياسية والاخلاقية ، التخلي عن حق العودة جريمة، المفاوضات العبثية جريمة ،التنسيق الامني جريمة ، اعطاء غطاء لتهويد القدس وبناء المستوطنات جريمة ، التنازل عن شبر من أرض فلسطين جريمة ، الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني جريمة ، ا حتلال فلسطين أكبر جريمة هذا ما يهم المواطن الفلسطيني في هذا الوقت بالذات وأما بخصوص الجرائم المالية "لكل أجل كتاب " وبالنسبة لاعضاء ونواب المجلس التشريعي ستسألون عن الاموال التي تتقاضونها في ظل غياب الدور الرقابي والتشريعي للمجلس وكل من يتقاضى راتب بوظيفة وهمية سيكون في دائرة المحاسبة والمساءلة ، كم قضية اختلاس للميزانية المخصصة للجهة الفلانية والمؤسسة العلانية وبعض المسئولين على علم ان ميزانية الدولة اسهل الطرق لاختلاس المال العام وماخفي كان أعظم !! الجوقة الاعلامية التي تطبل وتهلل لشخص دحلان وتمهد لتقديمه زعيماً وطنياً و رئيساً للشعب الفلسطيني أقول لهم " خبتم وخاب مسعاكم " فلسطين ليست عاقر . لماذا لاتقولونها صراحة انكم مع "دولارات دحلان " وأن الطمع والجشع هو الطريق لتحقيق نزواتكم ورغباتكم الا تعلمون ان للجحيم ثلاث بوابات( الجشع والرغبة والطمع) ويقول قائل" مانبتت اغصان الذل الا على بذر الطمع " بعد عزل وطرد محمد دحلان من المشهد السياسي الفلسطيني لجأ المذكور الى عدة طرق واساليب للتأثير على ضعاف النفوس ، لكن السلوك الاخير والخطير هو دخوله للمخيمات الفلسطينية في الشتات من بوابة الاعمال الخيرية والانسانية لمساعدة اللاجئين الفلسطينين والتقاط الصور التذكارية لتوظيفها اعلاميا، قضية اللاجئين الفلسطينين بالنسبة لدحلان مجرد ورقة يلعب بها في ساحة المناكفات السياسية ولا تمت بصلة للاعمال الانسانية . يا سيد دحلان اللاجئ الفلسطيني بحاجة للمعونة وبحاجة للدعم وللتعليم وللصحة ولشبكات الصرف الصحي ولكنه بحاجة ماسة أكثر للوطن ، للعودة وحق العودة ، هذا الحق الذي تساومون عليه في بازار المفاوضات والاتفاقيات والمعاهدات، وأنت الرجل البارز في الاتفاقيات خبرتك في اوسلو وطابا وواي ريفر وكامب دايفد الثانية وانتهاء ببرتوكول العبور والحركة المعابر عام 2005. ناهيك عن الاتفاقيات الامنية مع يعقوب بيري وأمنون شاحاك وانتهاء بالجنرال دايتون ودولارته ، هذه الخبرات المتراكمة دعتك للدخول الى المخيمات الفلسطينية في الشتات لأنك تدرك أن قضية اللاجئين الفلسطينين رقم صعب وعقبة في طريق أي تسوية سياسية مقبلة ؟ بالنسبة للاجئين وحرصك على حقوقهم وخوفك وعطفك وحنانك عليهم الا تذكر تصريحك لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عام 2002 انكم على استعداد الى " حل وسط " في مسألة اللاجئين لم توضح لنا ماهو" الحل الوسط " الذي ينتظره اللاجئين في مخيمات الشتات ، المال السياسي المشروط هو الوسيلة لتحقيق الغاية اليس كذلك ؟ استغلال فقر وضعف اللاجئين جريمة يا سيد دحلان اللاجئ الفلسطيني يا سيد دحلان لن يبيع صوته وضميره وقضيته ب 200 دولار ولا بكنوز قارون وشارون ،انت تراهن على الحصان الخاسر وبالتالي ورقة المخيمات لن تجدي نفعا ولن تفيدك في مفاوضاتك القادمة . أحد التابعين" العاشقين" يهدي للسيد محمد دحلان على الفيس بوك قصيدة ابن هاني الاندلسي يقول فيها : ماشئت لا ما شاءت الأقدار. فاحكم فأنت الواحد القهار. وكأنما أنت النبي محمدا. وكأنما أنصارك الأنصار. أنت الذي كانت تبشرنا به. في كُتْبها الأخبار و الأحبار. وأخيرا يستكثرون علينا أن نقول رضي الله عنه