أعرب الرئيس عبد ربه منصور هادي عن تطلعه لدعم الصين لليمن حتى يخرج من أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية، آملا أن يخرج الحوار الوطني بالبلد العربي إلى بر الأمان ، لأن عودة اليمن الى الحرب الأهلية سيؤثر على الوطن والمنطقة. وقال هادي في حوار مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية : «اليمن يمر بأزمة اقتصادية وأزمة سياسية وأزمة أمنية . وأنا جئت الى الصين لأقدم الشكر للقيادة الصينية لوقوفها الى جانب اليمن في الأممالمتحدة لمنعه من الانزلاق إلى حرب أهلية، وحتى يخرج من أزماته ويحل مشاكله التي ظلت متراكمة لعشرات السنين». وأضاف إن «الصين شهدت تطورات وتغيرات كبيرة جدا خلال ال25 سنة الماضية، مبديا ارتياحه ناحية تطور الصين». وتكتسب زيارة الرئيس اليمني الى الصين أهمية كبيرة كونه أول رئيس أجنبي يلتقي شي جين بينغ بعد اختتام الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي، والتي ستلعب نتائجها دورا حيويا في تعميق عملية الاصلاح الشامل في البلاد. وتعد زيارة هادي إلى الصين الأولى له رئيسا من بعد توليه مقاليد الحكم باليمن في فبراير 2012، لكنها الثانية له بشكل عام حيث سبق أن زار الصين في عام 1999 نائبا للرئيس. ومن المقرر ان يجتمع هادي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار المسؤولين الصينيين اليوم (الأربعاء) لبحث سبل تطوير العلاقة بين البلدين في المجالات المختلفة. وقال هادي إن «العلاقة بين اليمن والصين علاقة تاريخية وطويلة منذ أكثر من نصف قرن.. علاقة ممتدة بين شطري اليمن قبل الوحدة، وعلاقة بعد الوحدة»، مؤكدا توافق البلدين في الأهداف الاستراتيجية ، قائلا : « نحن ندعم سياسة صين واحدة والصين تدعم وحدة اليمن». وأوضح أنه شخصيا تربطه علاقة قديمة بالرئيس الصيني شي جين بينغ، مسترجعا بسرور الزيارة التي قام بها الأخير بصفته نائبا للرئيس الصيني لليمن عام 2008، حيث افتتحا سويا مبني وزارة الخارجية في اليمن الذي شيدته الصين، ووقعا اتفاقية المكتبة الوطنية في صنعاء. وحول مباحثاته المرتقبة مع الرئيس الصيني، أكد هادي إن المباحثات سوف تتطرق إلى الشقين السياسي والاقتصادي بشكل أساسي، موضحا : «لدينا خطوط واسعة للعلاقات الاقتصادية . اليمن بحاجة إلى البنية التحتية–الكهرباء والمياه والطاقة الشمسية، إذ أن الصين الآن أصبحت دولة قوية في هذا الاتجاه». وأشار إلى أن اليمن بحاجة إلى التنقيب عن النفط، ولدينا شركات صينية تنقب عن النفط والغاز، وبحاجة الى الطرق وتحسين المطارات، والصين أصبحت اليوم عملاق كبير في الاقتصاد ، ولذلك نريد من اصدقائنا في الصين أن ينظر الى صديقهم اليمن حتي يخرج من مشكلاته الاقتصادية والسياسية والأمنية. وأبدى الرئيس اليمني رغبة بلاده في دعم الصين في اليمن في قطاع الكهرباء، وإصلاح بعض الموانئ، وتطوير بعض الشركات العاملة في الأسمنت في النفط والغاز. كما أكد رغبة بلاده أيضا في الحصول على قرض طويل الأجل يغطي المتطلبات الأساسية للمواطن في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتربية والتعليم والطرق. وقال هادي : «كل هذه الأشياء مطروحة. والآن، الفنيون يعملون وإلى حيث ينتهي الفنيون سيتم التوقيع على الاتفاقيات». وحول قضية مكافحة الإرهاب في اليمن، قال هادي إن الإرهاب أصبح على مستوي دولي، ووجد في اليمن نظرا للمشاكل الموجودة، ونظرا لأن الاقتصاد منهار وفقير جدا. واستطرد قائلا : «عندنا أكثر من 6 مليون شاب دون عمل، و600 ألف من الجامعيين وخريجي المعاهد منذ عشر سنوات دون عمل، ولهذا يضطر هؤلاء في بعض الأحيان إلى الانضمام الى القاعدة والتنظيمات الإرهابية ، ونحن أتينا الى الصين ونريد قرضا طويل الأجل يساعدنا كي لا يذهب هؤلاء الشباب الى الإرهاب»." وأرجع الرئيس اليمني قضية القرصنة في خليج عدن، وهي قضية مؤرقة للمجتمع الدولي أيضا، الى الفقر في القرن الإفريقي واليمن، مشيرا الى أن لجوء الفقراء في القرن الإفريقي الى اليمن أدى الى زيادة المشكلات من تجارة المخدرات والسلاح . وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت هناك خطة معينة لمكافحة الفقر، أكد هادي على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال ودعم المجتمع الدولي لليمن لتجنب الحرب الأهلية، معولا أيضا على ما يجري الآن من حوار وطني في الخروج ببلاده إلى بر الأمان. وحذر هادي من أن عودة اليمن الى الحرب الأهلية لن يؤثر فقط على اليمن وإنما أيضا على المنطقة وحتى على المصالح العالمية بما في ذلك الصين لأن السفن الصينية تمر من مضيق باب المندب الى أوربا وأمريكا. وحول المزايا الذي يتمتع بها اليمن لجذب الاستثمارات الصينية والأجنبية والمشروعات المطروحة للاستثمار في اليمن، قال الرئيس هادي إن هناك مشروعات كبيرة في كل المجالات في النفط والغاز والسياحة والطرق والمطارات والموانئ والكهرباء والصحة ومشاريع أخرى كثيرة. وأوضح أن الشعب اليمني يكن للشعب الصيني كل احترام لأن الشعب الصيني يرتبط بعلاقة طويلة جدا باليمن ، مضيفا : «الشعب يذكر للصين الطريق من عدن الى حضرموت والطريق من صنعاء الى الحديدة». وأعرب عن رغبة بلاده أيضا في تعمير الممر الدولي وليس ميناء عدن فحسب، قائلا : «ميناء عدن ممر طبيعي في الجبال وهو قريب من الممر الدولي وهو أقرب ميناء إليه. ونحن نريد من الصين أن تعمق البحر من أجل أن تمر السفن العملاقة الصينية التي تريد عمقا 18 مترا ونحن لدينا 16 مترا فقط». وحول عملية الانتقال السلمي في اليمن والدروس التي يمكن أن تستفيد منها الدول المضطربة الأخرى لاستعادة السلم والأمن وخصوصا سوريا وليبيا، قال هادي نحن في اليمن ذهبنا الى الحرب الأهلية ولكن بشكل قليل وتوقفنا على شفا الهاوية ووقعنا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكان دعم الأممالمتحدة قويا جدا وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومنها الصين . ودعا هادي الأشقاء في سوريا وليبيا أن يحذو حذو اليمن من أجل التوصل الى حل سلمي للنزاعات بالبلدين. وقال : «اليمنيون طرحوا البنادق على الطاولة وذهبوا الى الحوار ونتمنى لاشقائنا في ليبيا وسوريا بأن يطرحوا السلاح ويذهبوا الى الحوار، لأنه مهما تقاتلوا سنة اثنين ثلاثة أربعة.. سيدمرون بلدانهم، وفي أخر المطاف سيذهبون إلى طاولة الحوار. فلماذا لا يذهبون الى الحوار قبل تدمير بلدانهم». وأكد أن اليمن يتبع استراتيجية في الحلول تقوم على توفير الحل الذي يؤمن الأمن والاستقرار ووحدة اليمن. وحول أخر تطورات عملية المصالحة الجارية في اليمن، أوضح هادي أنه تم اتخاذ قرارات وتشكيل لجان في 20 مشكلة تتعلق بالجنوب ويتم حلها الآن، فضلا عن11 مشكلة إضافية لهم ولصعدة في الشمال جرى بشأنها نفس الشيء . وعلى الصعيد الإقليمي ، وخاصة فيما يتعلق بمسيرة انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي، قال هادي : «نفكر أولا في حل مشاكلنا .اليمن جزء من منطقة الخليج ونحن نريد أن نكون سندا للخليج ودول الخليج تكون سندا لنا. نحن نتحمل عن دول الخليج 1.1 مليون لاجئ من القرن الإفريقي رغم أن اليمن بلد فقير، كما نتحمل مهربين السلاح والمخدرات والقراصنة في خليج عدن والبحر العربي». وتابع : «لا عذر لدول الخليج من اليمن ولا عذر لليمن من دول الخليج. إننا نريد أن تكون استراتيجيتنا للجزيرة العربية واحدة تؤمن الجزيرة العربية من الإرهاب وتجار السلاح والمخدرات وقراصنة البحر». وفي الختام، رأي الرئيس هادي أن الحل في خروج الأمة العربية من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها يكمن في إنهاء المركزية، قائلا : «تنتهي المركزية سوف تحل المشاكل العربية».