حدد الشيخ عبد المجيد الزنداني- رئيس هيئة علماء اليمن- في حوار مع قناة معين بكل صدق وصراحة ووضوح أبعاد ودلالات وخلفيات أزمة القرار الوطني في اليمن بتأثير العامل الخارجي المهيمن بكل مخرجاته السلبية على المشهد السياسي اليمني وهو ما يعني ان البلد حاضا بلا سياستين داخلية وخارجية وذلك كنتاج طبيعي وحتمي لأزمة ذلك القرار السياسي الوطني خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن. وأوضح الشيخ الزنداني بانه لم يعد خافياً على أحد أن من يتخذ القرارات هم سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الخليجية ولكي تكون الحقيقة أكثر وضوحاً لكل اليمنيين ممكن اضافة المبعوث الأممي إلى قائمة صناع القرار السياسي في اليمن بحسب تشخيص فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني. الآن الوقائع والأحداث أظهرت أن مهمة ذلك المبعوث التي لم تنتهي منذ سنوات ماضية هي أطول مهمة لم تعرفها تأريخ السياسة الدولية مع المبعوثين الأمميين إلا في اليمن وهو ما يعكس حقيقة الهيمنة الأجنبية بكل تجلياتها التي لم تعد خافية على أحد من اليمنيين في ظل تنامي التدخل السافر في شؤون الوطن. وما من أدنى شك بأن التدخل الخارجي بكل أشكاله وأنواعه لا يخدم مصالح اليمن بقدر ما يخدم مصالح الدول التي تنفذ ذلك التدخل بصورة سافرة تتنافى مع ميثاق الأممالمتحدة وكل التشريعات الدولية ؛ وفي واقع كهذا فإن السفراء يحكمون اليمن فعلا والحديث عن أي استقلالية للقرار السياسي مسألة تكتنفها قدرا عاليا من الضبابية لأن كل السياسيين دونما استثناء لهم سقف محدود لا يسمح لهم بتجاوزه تجسيدا لحقيقة الهيمنة الأجنبية المتمثلة بالوصاية على اليمن و بالتالي من الصعوبة نجاح مؤتمر الحوار الوطني والقرار السياسي اليمني غير مستقل وإنما يشهد حاليا أعلى درجات الأزمة التي يعاني منها ذلك القرار الوطني في بلد يرزح تحت الوصاية الأجنبية وتحكمه القوى الإقليمية والدولية.