عندما يهون الدم ويتدخل الشيطان تصبح الجريمة أمرًا سهلًا، "ومن العشق ما قتل" تنطبق هذه العبارة على الجريمة البشعة التى وقعت بأسوان الأسبوع الماضى الزوجة خانت زوجها المسن وألبست العشيق نقابًا واجتمعا فى فراش الزوجية لمدة 10 أيام بعد أن أوهمت زوجها بأن العشيق صديقتها وأنها منقبة خرساء وسوف تقضى معهما بضعة أيام بسبب خلافاتها مع زوجها، إلا أن العشيق لم يتحمل أن يرى معشوقته فى حضن زوجها فتخلص منه بطريقة بشعة حتى يخلو لهما الجو ويتزوجا وكادت الجريمة أن تكون كاملة إلا أن عدالة السماء كانت لهما بالمرصاد وكشفت خيوط جريمتهما. نصرة سيدة فى بداية العقد الثالث من العمر من محافظة أسوان لقبت بصديقة الشيطان بسبب جريمتها البشعة التى كانت حديث أهل أسوان الأسبوع الماضى. بدأت قصة نصرة عندما حصلت على دبلوم التجارة وظلت تنتظر فتى أحلامها الذى سينتشلها من حياة الفقر فهى من أسرة فقيرة الأب يعمل عامل بسيط ليس لهم أى مصدر دخل, مرت السنون على نصرة حتى اقترب سنها من الثلاثين وقتها شعرت بأن قطار الزواج سيفوتها وعندما تقدم جارها جمال العجوز للزواج منها وافقت على الفور ولم تترد وتمت مراسم الزفاف وسط حضور الأهل والأقارب كان جمال يعشق زوجته بجنون فهو إنسان بسيط عامل بمدرسة يقضى معظم الوقت خارج المنزل حتى يوفر احتياجات زوجته رزقهما الله بثلاثة أطفال فى عمر الزهور وكانت حياتهما تسير بشكل عادى مثل أى زوجين، حتى ظهر من عكر صفوهما وقلب حياة الزوجة رأسًا على عقب فى أحد الأيام ذهبت نصرة لزيارة شقيقها محمد فى منزله وأثناء ذلك شاهدت صديقه كرم وسرعان ما تبادلا نظرات الإعجاب واخذ كل منهما رقم هاتف الآخر وفى أقل من يومين اتصلت نصرة بكرم وبدأت تشكو له من أن زوجها يقضى معظم الوقت خارج المنزل وأنه لا يجيد التعامل العاطفى، وحينما وقعت هذه الكلمات على آذان كرم أمطرها بوابل من الكلام المعسول حتى خارت قواها واستسلمت له، وأخبرها بأنه سوف يأتى إليها لقضاء سهرة حمراء لم تترد الزوجة وطلبت منه أن يحضر إليها فى الصباح الباكر عندما يخرج زوجها إلى عمله, وبالفعل حضر كرم فى الميعاد المتفق عليه ودخل مع الزوجة حجرة النوم وظلا يمارسان الرذيلة لمدة ساعتين دون أن يشعر بهما أحد وظل العاشقان يلتقيان بشكل يومى مستغلين كبر سن الزوج وانشغاله فى العمل. وذات مرة اختمرت فى ذهنها حيلة شيطانية وهى أن تحضر عشيقها إلى شقتها وألبسته نقابًا وقدمته إلى الزوج بأنه صديقتها وأنها خرساء وأوهمته بأنها ستقضى معهما بضعة أيام بسبب وجود خلافات زوجية واقتنع الزوج المخدوع بحيلة زوجته ووافق على طلبها، ولم يصدق كرم ذلك وظل يعاشر نصرة لمدة 10 أيام دون أن يفتضح أمرهما لدرجة أن أولاد الزوجة لم يشكوا لحظة واحدة فى السيدة المنتقبة, وفى إحدى المرات طلب جمال من زوجته نصرة إعطائه حقوقه الشرعية وعندما علم العشيق استشاط غضبًا وطلب من الزوجة أن تخدع زوجها وتتظاهر بأنها ستقضى معه سهرة حمراء, وعندما دخلا حجرة النوم تغلب النوم على الزوج المسن وبسرعة البرق حضر العشيق وخنق الزوج حتى فاضت روحه إلى بارئها واستعان بالزوجة ووضعا جثة الزوج داخل جوال وذهبا لإلقائها أمام المدرسة التى يعمل بها لتضليل المباحث وعندما اقتربا من المدرسة شاهدتهما دورية أمنية مما جعلهما يذهبان إلى منطقة نائية وألقيا الجثة أسفل عقار تحت الإنشاء ثم ذهبت الزوجة إلى منزلها وانصرف العشيق حتى تبدو الأمور طبيعية, وبعد مرور عدة ساعات اتصل كرم بنصرة وطلب منها أن تبكى بشدة عندما تسمع خبر وفاة زوجها حتى لا يشك فيها أحد. تلقى رئيس مباحث قسم ثانى أسوان بلاغاً من الأهالى يفيد بالعثور على جثة جمال محمود بمنطقة الصداقة الجديدة ملفوفة بسجادة أسفل عقار بدائرة القسم, على الفور انتقل ضباط المباحث وتبين أن الجثة لرجل عجوز وبها آثار خنق حول الرقبة. على الفور تم إخطار اللواء حسن السوهاجى، مساعد أول وزير الداخلية لأمن أسوان، الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث ضم العميد خالد الشاذلى، رئيس مباحث المديرية، والمقدم محمد الشموتى، رئيس مباحث قسم ثانى، لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه, ودلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من نصرة عبد الهادى أبو شوشه زوجة القتيل ربة منزل ومقيمة عمارات الصداقة الجديدة بأسوان وكرم عبد الفتاح 28 سنة عامل ومقيم الشيخ هارون"هارب" وذلك لارتباط المتهمين بعلاقة غير شرعية تطورت لقيام الثانى بالإقامة مع المتهمة بمنزل الزوجية, وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن ضباط المباحث من ضبط الزوجة المتهمة وبمواجهتها أمام اللواء حسن السوهاجى اعترفت بارتكاب الواقعة بمساعدة عشيقها. تم تحرير المحضر رقم 10 أحوال قسم ثانى أسوان وأمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق وضبط وإحضار العشيق الهارب، وأمام المستشار أحمد قناوى رئيس نيابة أسوان أدلت الزوجة باعترافات مثيرة حول الجريمة قائلة إنها متزوجة من المجنى عليه منذ عدة سنوات ولديها 3 أطفال وأن زوجها العجوز يعمل بمدرسة وبمرور الأيام هجر جمال زوجته وكان لا يعطيها حقوقها الشرعية إلا نادرًا, وفى أحد الأيام تعرفت على كرم صديق شقيقها ونشأت بينهما علاقة غير شرعية كانت تتم على فراش الزوجية فى ظل غياب الزوج، حتى جاء اليوم الذى أنهيا فيه حياة الزوج بعد أن قاما بخنقه ثم ألقيا الجثة أسفل عقار تحت الإنشاء بعد أن اعتقدا بأنهما بعيدان عن الشبهات وفى اليوم التالى اتصل كرم بنصرة وطلب منها أن تبكى بشدة عندما تسمع خبر وفاة زوجها حتى تبعد الشبهات عنها, وبالاستعلام من شركة المحمول عن هاتف الزوجة توصل رجال المباحث إلى نص المكالمة الأخيرة بين الزوجة والعشيق التى كشفت لغز جريمتهما.