كتب "جاكسون ديل" أن الإدارة الأمريكية تكرر ما وصفه بأخطاء الماضي بدعمها الفريق السيسي في مصر –الذي وصفه بأنه لا يمكن أن يكون بأي حال مناصرا لأمريكا- "كما دعمت من قبل كل من كان في السلطة بدءا بمبارك وانتهاء بمرسي". وفي مقاله على موقع "الواشنطون بوست"، أشار "ديل" الصحفي المتخصص في الشؤون الخارجية بالصحيفة الأمريكية إلى ما أعلنه المجلس القومي لحقوق الإنسان من أن النشطاء أحمد دومة وأحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح يعانون من سوء المعاملة في السجن، ولا يسمح لهم بلقاء محاميهم، بعد إدانتهم في نوفمبر الماضي بالسجن بتهمة الاحتجاج على قانون يحظر التظاهر. وقال الكاتب "إن أكثر الداعمين لليبرالية العلمانية أصالة والتزاما يقبعون في سجن طرة في الوقت الذي وافقت فيه أقلية من المصريين على دستور يرسخ الدولة البوليسية، التي تحاكم المدنيين عسكريا بدلا من الخضوع لرقابتهم، ويبزغ فيه الرجل القوي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والمسرح مهئ لإعلان ترشحه للرئاسة، ويقول فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "لدي أمل لم يتأكد بعد" بأن الجيش المصري الذي وعد بالديمقراطية على الطريق الصحيح". ويضيف أن "الجريمة الحقيقية للنشطاء المسجونين معروفة للجميع؛ وهي تخطيطهم لثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام مبارك وسعيهم نحو حرية التعبير والانتخابات والمساواة بين الجنسين والتسامح الديني". وتساءل الكاتب "من هم حلفاء أمريكا الآن في مصر؟"، ويقول إن "وزير الدفاع الأمريكي هاجل هاتف السيسي تليفونيا أكثر من عشرين مرة منذ عزل الرئيس الإسلامي السابق المنتخب محمد مرسي، بينما قام جون كيري مرارا بدعم ادعاءات الجنرال ببناء الديمقراطية وهو يستعيد دكتاتورية ما قبل 2011 في هيئة أكثر قمعا". ويرى الكاتب أنه على الرغم من ذلك فإن "السيسي وجماعته لا يمكن بأي حال أن يكونوا من مناصري أمريكا"، ويقول "إن الإعلام الذي يسيطرون عليه يعربد بدعاية شريرة تتهم الولاياتالمتحدة بكل التهم بدءا من تقسيم مصر وانتهاء بتدمير أخلاقها". وينقل عن "ناتان شارانسكي" –السياسي الإسرائيلي والمنشق السابق عن الاتحاد السوفيتي- دعوته الغرب طويلا لأن يؤسس سياسته بشأن مصر وسائر الشرق الأوسط على التحالف مع دعاة الديمقراطية المعارضين. ويقول الكاتب إن شارانسكي في لقاء معه قبل أسبوع "كان محبطا من النتائج الكارثية لقرار أوباما بالتقارب مع مبارك في البدء، ثم مرسي لاحقا، والسيسي الآن". يقول شارانسكي للكاتب "إن من يعتقدون في مصر أن أمريكا تقف إلى جانب الديمقراطية أضحوا الآن أقل حتى من نظرائهم في عهد مبارك…حدث في مصر تغيير بهذا القدر من الضخامة، لكن واشنطن تظل كما هي تدعم أيا من كان في السلطة، ومع كل دورة جديدة مزيد من عدم الاستقرار وشعبية أقل للولايات المتحدة بين المصريين". ويقول الكاتب "إن عودة مصر للاستبداد تبين فقط أن النظام القديم والإسلاميين كانوا الأكثر تنظيما لامتلاك السلطة بعد الثورة"، ويتساءل "ألا يمكن للولايات المتحدة أن تصحح هذا الوضع؟". وينقل عن شارانسكي قوله "لو بدأنا بالتركيز على دعاة الديمقراطية الحقيقين في مصر، ويناء مجتمع مدني وتابعنا ذلك، فسيكون لدينا بعد سنوات قلائل تغيير ديمقراطي".