في أكثر من مبادرة يخرج علينا فخامة الرئيس صالح تارة للوفاق بين الفلسطينيين وأحيانا لإنشاء اتحاد عربي وكأننا في اليمن السعيد أصبحنا في حال من الاستقرار والرفاهية تجعل الآخرين الاقتداء بنا بحيث نتبرع لهم ونساعدهم في حل مشكلاتهم عبر مبادرات فعالة . وكأن الخارج هو من يحتاج إلينا وإلى حكمتنا اليمانية . سيدي الرئيس نتمنى من الله في هذا الشهر الكريم أن تصدق مع الله ثم مع نفسك وأن تخرج لنا بمبادرة رمضانية مباركة لمعالجة قضايا الداخل ومشكلات هذا الشعب المطحون فأهل اليمن هم أحوج مخلوق لمبادراتكم . ويا متصدق بالمرق أهل بيتك أحق.
سيدي الرئيس تبرع علينا بمبادرة لإصلاح البيت اليمني فهو الأولى وكما لا يصلح أن يكون باب النجار مخلوعا. للفلسطينيين والعرب من يستطيع أن يتبرع لهم بمبادرات على طول الخط فهناك أكثر من عشرين دولة عربية يمكنها أن تفعل ذلك.
أما اليمن فله رئيس واحد وشعبه أولى بمبادراته وبركاته فإذا نفعت مبادرة الرئيس في إصلاح حال شعبه فسيصلح حال الفلسطينيين بالتأكيد وسينشأ اتحاد عربي كذلك . سيدي الرئيس إن حال الشعب اليميني يحتاج لمبادرات عاجلة وعليك أن تنزل إلى الشارع لمعاينة الألم الكبير الذي يتعرض له شعبك إن كنت لا تعلم مايعانيه أبناء شعبك .
هل تعلم سيدي الرئيس أن غالبية الشعب اليمني هم من المتسولين المحترفين . جاء في الأثر (إن الله ليستحي أن يعذب ذا شيبة في الإسلام) فما بالكم وأنتم المسئولون أمام الله عمن أخرج هؤلاء الشيوخ لسؤال الناس وقد بلغوا من الكبر عتيا ؟ وغصت بهم الشوارع والأسواق داخل البلد وفي البلدان المجاورة وحالهم يشكو راعيهم إلى الله ؟
حري بك ياسيدي أن تصلح ما أفسدته خلال ثلاثين عاما ، وأن تغتنم الفرصة في هذا الشهر الكريم للعودة إلى الله ومحاسبة الضمير في حق هذا الشعب المنكوب ، إذا كان (اليمن أولا) كما يزعم الشعار المرفوع . فحب الوطن والتعبير عن ذلك الحب لا يحتاج إلى شعارات مجانية وأناشيد وطنية بقدر ما يحتاج إلى نوايا حسنة وصادقة تصلح حال هذا الشعب المنكوب بفعل الفاسدين .
اليمن مازال يستطيع أن يكون سعيدا كما كان بموارده وشبابه وطاقاته لولا ذلك الإفقار الذي أصابه بفعل سياساتكم حتى وصل إلى هذه الحالة المزرية والتي لا نحسد عليها من أحد بفضل بركاتكم !
ولهذا نحن أبناء الشعب اليمني في حاجة ماسة إلى وزارة خاصة لشئون المتسولين على غرار وزارة شئون المهجرين (المغتربين) التي لا تسأل عن حالهم ولا ترعى شئونهم . وبلاش وزارة كهرباء لأنها طافية هذه الأيام . فكل ما نطلبه على وجه السرعة القيام بمبادرة بخصوص وضع المتسولين من أبناء الشعب اليمني السعيد على غرار مبادراتكم المباركة تجاه قضايا الفلسطينيين وقضايا العرب أجمعين .