الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    نهضة بركان إلى نهائي الكونفيدرالية بعد انسحاب اتحاد العاصمة    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاقتي بالصحفيين «حب واحترام» فقط ولا أمتلك فلساً واحداً في «السعيدة»
يحيى محمد عبداللّه صالح

- أكد أن القضية الفلسطينية إنسانية قبل أن تكون وطنية أو دينية
- فكرة منظمات المجتمع المدني في اليمن والوطن العربي لم تصل إلى المستوى المؤمل منها
- من صغري وأنا أقرأ الصحف وأكتب فيها لكني لا أملك أية صحيفة أو أدعمها
شخصية ديناميكية ورجل واجب وطني وقومي ، كما أنه رجل عسكري رفيع ومواطن عادي في آن واحد ، متعدد المشاغل والواجبات والفعاليات ، تراه في كل مكان يستطيع فيه مد يد العون لمستحق أو أن يُرسي قاعدة لنقطة ضوء لأمل مرتجى ، ذو إحساس عميق بواجباته ومسئولياته تجاه وطنه وأمته وقضاياها العادلة ، رجل مدني واسع المدارك رغم بزته العسكرية ومؤسس جمعية “كنعان”الخيرية ومنتدى “الرُقي والتقدم”.
أول مرة أتعرف فيها على الأخ يحيى محمد عبد الله صالح كانت في رمضان الماضي في أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء ، وكنت مدعواً للإفطار وحضور إحدى فعاليات جمعية “كنعان” لدعم صمود الشعب الفلسطيني التي يرأسها ، هناك رأيت شخصاً غير الذي كنت أقرأ عنه في بعض الصحف ، مما ولّد لدي فكرة مغلوطة عن الرجل، لكنني عندما التقيت به وجهاً لوجه وجلست معه أدركت كم أنه مفترى عليه ،لا أدري لماذا . لقد أفرز التوتر غير العقلاني أو المتزن الذي نراه يطبع أمامنا على صفحات بعض المطبوعات اليمنية ، ثقافة عدائية لا تصدق تجاه أشخاص كل ذنبهم أنهم تحت الأضواء نتيجة لنشاطاتهم المتعددة في خدمة الوطن والمواطن، ثقافة كهذه لابد من تفنيدها ودحضها دون تردد ؛ نظراً لكارثيتها على مفاهيم وقيم المجتمع .
إنني بالطبع لا أُجمّل صورة العميد يحيى محمد عبدالله صالح كما إنني لا أقف ضده ، فأنا صحفي عمله تحري الحقيقة بكامل الحياد والمسئولية دون مجاملة لأحد، ولكنني أكتب ما رأيته دون محاباة أو تجنٍ ، أكتب عن شخص شديد التواضع والطيبة والذكاء وكأنني أعرفه منذ سنوات طويلة ، شخص عرف عنه زهده في اللقاءات الصحفية رغم تعرضه لهجمات إعلامية تكاد تكون غير مبررة ، لكنني لا أدري كيف حصلت على هذه الفرصة لإقناعه بمنحي الوقت الكافي لمحاورته ،ولكن ما أدريه هو بأن يحيى محمد عبدالله صالح واحد منا ولا يعيش في برج عالٍ ، رجل بسيط دون تكلف أو تصنع يقول رأيه بمسؤولية وثقة تكاد الابتسامة لا تفارقه ، يواصل عمله بهدوء دون انتظار منه لكلمة شكر.
رافقته أنا وزميلي يحيى حسين العابد قرابة النصف نهار لنخرج بهذا الحوار غير المسبوق مع شخصية ليست عادية بل وإشكالية حوار قال فيه ما لم يقله لأحد سوانا ، ولا أنكر بأنني انتظرت طويلاً حتى يرى هذا الحوار النور ، كما لا أنكر بأن محاورة يحيى محمد عبد الله صالح كانت تستحق الانتظار ولو طال.
كيف جاءت فكرة جمعية كنعان لفلسطين ؟
لقد جاءت فكرة جمعية “كنعان” منذ وقت طويل ولكن تأسيسها تم أثناء حصار جنين في عام 2002م ، وتم اختيار الاسم جمعية كنعان لفلسطين لعلاقة اليمن بفلسطين من الهجرات الكنعانية إلى أرض فلسطين ، والفكرة أساساً أننا كنا عدد من الأصدقاء والمهتمين بالقضية الفلسطينية أردنا أن نقوم بشيء ولكن لا توجد هناك جهة تجمعنا أو توحدنا فقررنا إنشاء هذه الجمعية لتوحيد الجهود من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني ودعمهم بكل الأوجه التي يمكن أن نعمل فيها وعبرها ومن خلالها.
.. ما هي الخطوة الأولى التي اتخذتموها عندما وقعت أحداث جنين؟
أولاً بادرنا إلى استكمال الإجراءات الرسمية في التسجيل واختيار الاسم والشعار ، وعقد لقاء لتحديد الخطوات الأولى للأعمال ، وكذلك آلية جمع التبرعات وغيرها ، وبدأنا بتنظيم الفعاليات التي تهتم بالشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وكانت أول الأنشطة التي اهتمت الجمعية بها هي فعالية تحت عنوان”كل القدس عاصمة لكل فلسطين” في 10-10/ 2002 م ، وهي فعالية تضامنية مع شعبنا الفلسطيني ردًا على قرار الكونغرس الأميركي بنقل السفارة الى القدس،وقد تم توجيه رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأميركي في حينها، وكذلك تفعيل قرارات رئيس الجمهورية بإعفاء المنتجات الفلسطينية من الجمارك والضرائب تشجيعاً للصادرات الفلسطينية دعماً لصمود شعبنا الفلسطيني ، إلى جانب متابعة المنح الدراسية وكذلك العمل على إقامة مشاريع يمنية في الأراضي الفلسطينية.. كيف كان التفاعل تجاه هذه الفكرة ؟
من المعروف أن هناك منظمات كثيرة باسم فلسطين ، ومنها من تعمل بجد وإخلاص للقضية الفلسطينية ، ومنها من تستغل هذه القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني من أجل جمع التبرعات وبالطريقة التي نرى أنها مهينة لتضحيات الشهداء والمعتقلين ، وهي جمع التبرعات في المساجد ، ولا نعرف إلى أين تذهب ، وهناك استغلال من بعض الناس لهذه القضية ، ونحن أساليبنا مختلفة وفيها شفافية وهناك كشوفات مالية تعمم على كل الأعضاء وتوزع للصحافة وفيها توضيح لكل ما يتم الحصول عليه من تبرعات وما يتم صرفه وإلى أين يذهب ، وبالطبع في بداية التأسيس كان الناس منتظرين كيف ستعمل هذه الجمعية ، وعندما لمسوا المصداقية والعمل المستمر بدأت تكسب الثقة والدعم ، وكذلك الاعتراف بها والتفاعل مع أنشطتها من قبل القيادة والفصائل الفلسطينية وكذلك العربية ، ولو تطالعون موقع الجمعية على الإنترنت ستجدون الأعداد الكبيرة من الشخصيات العربية الاعتبارية والفاعلة التي استضافتهم الجمعية في اليمن ، وهؤلاء لم يأتوا إلا بعد أن لاحظوا وشاهدوا الأعمال والفعاليات التي قامت بها الجمعية ومصداقيته ، فأصبح تجاوبهم وحضورهم سهلاً ؛ لأنه في البداية كان الكثير منهم لا يعرف عن الجمعية ، وكانوا يعتذرون وبعد أن شاهدوا الأنشطة والأعمال أصبح الوضع مختلفاً ، والجمعية فرضت نفسها بأعمالها.
. تحدثتم عن العشوائية في جمع التبرعات في اليمن مقارنة بحجم تضحيات الفلسطينيين ..أنتم ما هي الآلية التي استطعتم أن تغيروا من خلالها هذه النظرة في جمع التبرعات وجعل القضية الفلسطينية ليست قصة دعم فقط بل موقف واختصاص مبرمج في هذه المسألة؟
نحن نقف إجلالاً واحتراماً لتضحيات الشعب الفلسطيني وشهداء الثورة الفلسطينية ، وتقديرنا لهذه التضحيات يجعلنا بل الواجب علينا أن نتعامل معها بأسلوب يحترم هذه التضحيات ويحترم الذين قدموا هذه التضحيات ، لذا حرصنا ونحرص عند جمع التبرعات أن تكون واضحة من حيث لماذا هذه التبرعات وإلى أين ستذهب تحديداً ، وعلى هذا نقوم بدعوة أكبر عدد ممكن من رجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية ، ونوضح لهم بأن الجمعية تحتاج إلى التبرعات لبناء منشأة معينة أو لإرسال مساعدات ، ويتم جمع التبرعات لهذا الهدف بأسلوب حضاري مسئوول ، وكل شيء موثق ، وعندما يتم إرسال هذه المساعدات يتم توثيقها وكل التفاصيل عن هذه الكميات ونوعيتها من البداية حتى التسليم ، وإذا قمنا بعمل أية منشأة يكون كل شيء فيها معروف كم قيمتها وما هي فائدتها المرتجاة ، وأين ستقام ، وكل هذا يتم بوضوح والكل مطلع عليه..
نحن لا نقوم بجمع تبرعات لا يعرف أحد إلى أين ستذهب بل نعمل بوضوح وحسابات واضحة ، وهنا تكون المصداقية ، وأحياناً تصلنا تبرعات دون أن تطلب الجمعية ذلك ، حدث أن طلبت بعض المنظمات تبرعات فيقوم البعض بالاعتذار منهم ويتجهون إلى جمعيتنا لتقديم تبرعاتهم ، ونقول لهم : نحن لم نطلب أية تبرعات في الوقت الحالي فيجيبون : نحن قررنا تقديم هذه التبرعات لجمعيتكم ؛ نظراً لجديتها وأهميتها الخيرية ، ونحن نشكرهم على هذا.
. من خلال نشاط جمعية كنعان هناك حراكان : حراك داخلي هنا في اليمن ، وحراك خارجي على مستوى التواصل مع الأشقاء الفلسطينيين ...كيف كان بداية العمل المؤسساتي لجمعيتكم بحيث يصب مباشرة لدعم الشعب الفلسطيني ؟
في النظام الأساسي لجمعية كنعان حرصنا على أن أي يمني أو عربي أو أجنبي يكون مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية له الحق في الانضمام للجمعية ، ودائماً في لقاءاتنا نتحاور ونناقش ما هي أفضل الطرق غير المتبعة في المنظمات الأخرى لنأخذ بها ، نحن نحب أن نسلك طرقاً مميزة وعصرية ، ونحرص كل الحرص أن نكون حضاريين ولا نمس مشاعر الشعب الفلسطيني ؛ لأن حجم التضحيات التي يقدمونها تفوق أي دعم ، ونرى أنه مهما قدمنا من دعم مادي أو معنوي لا يساوي قطرة دم لطفل فلسطيني قتلته الأيادي المجرمة والآثمة لجيش الاحتلال ، فمهما عملنا فهو لا يساوي شيئاً في المحصلة النهائية مقارنة بضخامة وعظمة ما يقدمه الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه وكيانه ووجوده وعن مقدسات الأمة ، ونحرص كما قلت على مشاعرهم و ألا نسبب لهم أي أذى نفسي أو معنوي حتى إن التبرعات التي نقدمها للأفراد نحرص على ألا نذكرها سواءً كانت لعائلات أو الطلبة في فلسطين أو المتواجدين في اليمن.
. هذا يجرّنا إلى سؤال ..كيف تعاملت جمعية كنعان مع الفلسطينيين المتواجدين في وطنهم الثاني اليمن ؟
سواءً في فلسطين أو في اليمن ، نحن نقدم لهم التبرعات المادية أو العينية دون أن نقوم بتغطيتها إعلامياً ، ونقوم بذلك كواجب ، وأعني إعلامياً من حيث الإشارة إلى الأسماء للأفراد أو للعائلات.. هل هناك أرقام محددة؟
موجودة في الحسابات ولا ننشر عنها إعلامياً مثل بعض الجمعيات التي تتاجر بهم.
.. كم هو الرقم فقط بمعنى أعني عدد من يستفيد من الإخوة الفلسطينيين في اليمن العدد “رقم كذا” على سبيل المثال؟
الرقم موجود عند الإخوة في الحسابات.
.. كيف استطعتم أن تقنعوا الفصائل الفلسطينية المختلفة بالتعاون معكم .. فهناك اليساريون والقوميون والوسط والإسلاميون.. كجمعية يمنية أن تكون جسراً مشتركاً للجميع؟
نحن في البداية حددنا سياسة للجمعية بأنها لا تتبع أي تنظيم أو فصيل فلسطيني ، وجرت محاولات من قبل البعض بحيث أن كل فصيل حاول أن يربط علاقاته معنا واستثناء الآخرين ، ولكننا منذ البداية كنا محددين هذه السياسة بأننا مع الشعب الفلسطيني بشكل عام في الضفة ، في القطاع ، في أراضي ال 48 ، واستطعنا التواصل معهم جميعاً دون استثناء ، واستضفنا من قيادات العمل السياس الفلسطيني 48 منهم الأستاذ عزمي بشارة ، والأستاذ محمد بركات ، والتواصل مستمر مع كل القيادات الفلسطينية ، وعند إرسال أية معونات يتم إرسالها للجهات الرسمية عبر الهلال الأحمر اليمني والصليب الأحمر الدولي بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني ، ونحرص ألا تذهب إلى أي فصيل على حساب فصيل آخر... عندما فكرتم في بناء مشاريع في فلسطين لأننا شاهدنا في رمضان الفائت فلماً وثائقياً لافتتاح مدرسة بلقيس اليمن في تل الهوى بتمويل من جمعيتكم ...هل كان للكيان الإسرائيلي دور في إحباطكم وتخفيف عزيمتكم في هذه المسألة ؟
منذ البداية حرصنا في الجمعية أن نقوم بعمل يختلف عما تقوم به الجمعيات والمؤسسات الأخرى ، التي تتعامل مع فصائل مختلفة بتحيز ، وحرصنا أن تكون مشاريعنا موجهة للشعب الفلسطيني بإجماله ، لذا بدأنا بالمدرسة ، وكنا نحاول إقامة معهد ، ولكن المشكلة أن هناك تقصيراً من السلطة الفلسطينية ؛ لأنها لم تحدد حتى الآن الأرض التي سيقام عليها المعهد والمبلغ المرصود للمعهد موجود..وأنا في متابعة مستمرة لتوقيع الاتفاقية من أجل تمويل بناء معهد الرئيس الصالح في جنين ، واختيارنا لبناء هذه المشاريع ؛ لأنها مشاريع ثابتة وتخدم لفترة أطول ، وبالطبع الجمعية مستمرة في إرسال المعونات والأدوية لكنها تنتهي سريعاً لكن المدارس والمستشفيات والمعهد مثل هذه المشاريع الدائمة والثابتة تخدم أكبر شريحة من الفلسطينيين ، وحرصنا أن توزع على الوطن الفلسطيني ، ولم نحصرها في منطقة معينة ، هذه المرة في غزة ، المرة الثانية في جنين ، ثم بيت لحم وغيرها ، وعندنا خارطة فلسطين متساوية دون تفضيل منطقة على أخرى ، ونحن في جمعية كنعان نحرص أن نغطي كافة فلسطين بمشيئة الله.
. الإسرائيليون لم يضايقوكم كمؤسسة مدنية يمنية ؟
هم يضايقون الفلسطينيين بشكل عام ، وبالتالي هذا ينعكس على أنشطة الجمعية ...مثلاً بناء المدرسة حصل تأخير بسبب الإغلاقات والتي سببت تأخير وصول مواد البناء ، إضافة إلى القصف المستمر وحظر التجول ، هذا كله أثر في الإسراع في إنجاز المدرسة بحسب المدة التي كان محدداً لها في الاتفاقية ، ولكن استمرارنا وتصميمنا وإصرارنا وتصميم الإخوة في فلسطين وعدم اليأس مكننا من إنجاز المدرسة ، ولا أنسى أيضاً عرقلة تأخير التحويلات المالية ، وتعرفون الصعوبات في التحويل إلى فلسطين ، ولكن لأن أمورنا واضحة فقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل... كنعان امتازت عن غيرها من الجمعيات المدنية العربية بأن لها صوتاً إعلامياً وحضوراً كبيراً من خلال استضافتها لشخصيات عربية مثل مارسيل خليفة وعزمي بشارة وغيرهم ونظمتم الأسبوع الفلسطيني عدة مرات وتبنيتم عدة فعاليات سياسية وثقافية كاملة ..ما هي رؤيتكم لذلك بصفتك رئيساً للجمعية ؟
نحرص في جمعية كنعان ألا تظل أفكارنا هذه حكراً علينا أو محصورة بنا ، وكنا نأمل أن يعمل الآخرون على تقليدها وتطويرها، مثلاً إنشاء مشاريع مثل هذه نحن نظهرها ونتحدث عنها من أجل تحفيز الآخرين على المبادرة بتمويل مشاريع مثلها.. نحن بإمكاناتنا المتواضعة عملنا مدرسة .. الآخرون بإمكاناتهم أن يعملوا مدارس وجامعات وطرقات.. نحن ندعم ماديًا ومعنوياً .. أنتم بإمكاناتكم يمكن أن تدعموا أكثر ، ونحن في اليمن نعفي المنتجات الفلسطينية من الضرائب والرسوم الجمركية رغم وضعنا الاقتصادي الذي يعتمد على هذه الموارد ، فماذا يجب على الآخرين أن يقدموه بمواردهم الضخمة ، ناهيك على أن اليمن ملتزمة أخلاقيًا ووطنيًا وقوميًا بدعم القضية الفلسطينية بكل الأوجه ، وسبب إعفاء المنتجات الفلسطينية أتى من منظور اقتصادي دقيق ؛ لأن هناك مطالبات بمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية ، فجاءتنا فكرة بأنه في حال عدم استطاعة المواطن العربي الإقلاع عن استخدام بعض المنتجات الأمريكية لماذا لا يدعم المنتج الفلسطيني ؛ لأنه بهذا الدعم ، تجعل العامل الفلسطيني يستمر في أرضه والمعمل يستمر والمزرعة تنتج ويظل العامل الفلسطيني مغروساً في أرضه. وشراء أي منتج فلسطيني مساهمة منا لأبناء فلسطين لكي يستمروا في الصمود و الحياة على أرضهم ، وبالطبع هناك من سيقول إن بعض المنتجات أسعارها مرتفعة ، فلماذا لا يعتبروا أن فارق السعر هذا هو دعم منهم ، وعلينا ألا نجعل تفكيرنا محدوداً في الأشياء الصغيرة ، ففلسطين بشعبها وقضيتها كانت وستظل أكبر من كل المساومات والأرقام.
. هل هناك مؤسسات مدنية في الوطن العربي أو العالم الإسلامي تقوم بمثل أعمال جمعيتكم وتصب في نفسه الاتجاه أو تتعاون أو تتواصل معكم؟!
نحن نتواصل مع الكل ، ولكن معظمها منظمات ندوات ، ونحن نحرص أن تكون الندوات لخدمة القضية ، وليس للحضور الإعلامي فحسب ، فمثلاً عندما ننظم ندوة عن اللاجئين الفلسطينيين نحرص أن نخرج بقرارات وتوصيات عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين ، وما الذي يمكن تقديمه للتخفيف من معاناتهم الإنسانية المروعة.. عندما نتحدث عن يوم الأرض نغرس لدى الشباب والطلبة والجيل العربي ماذا تعني الأرض ، وماذا يعني يوم الأرض ، ولماذا التضحية من أجل الأرض، فموضوع الأرض ليس الأرض الفلسطينية فقط وإنما كل أرض عربية مغتصبة وفلسطين هي رأس الحربة في هذه المسألة.
ما هي المشاريع التي أصبحت على أرض الواقع ؟
هناك منح للطلبة الفلسطينيين المتواجدين في اليمن ، وهناك منح برعاية جمعية كنعان للطلبة الفلسطينيين للدراسة في اليمن ، وأيضاً تنظيم معارض للمنتجات الفلسطينية ومتابعة القضايا التي تعني الفلسطينيين المتواجدين في اليمن ، ونعمل على إقامة مشاريع في فلسطين منها مدرسة بلقيس اليمن التي تم افتتاحها مطلع سبتمبر الماضي . وهناك الآن مشروع معهد الرئيس الصالح الزراعي في جنين وهناك مشاريع صغيرة في عدد من المدن الفلسطينية ، وهناك مشروع بناء خيمة المقاومة في مفترق شارع بيروت مع شارع دمشق هنا في صنعاء .
وما هي المشاريع المستقبلية ؟
هذه هي المشاريع منها ما تم تنفيذه والأخرى في إطار التنفيذ والتي حرصنا أن تكون متنوعة وتخدم أكبر شريحة في المجتمع الفلسطيني وفي أكثر من مدينة فلسطينية.
هل تحصلون على دعم رسمي في اليمن ؟
نعم لكنه دعم محدود من وزارة الشئون الاجتماعية ، ولكن الدعم الأكبر يأتي من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، وأيضاً من المتفاعلين مع الجمعية من رجال الأعمال الداعمين لمشاريعنا في فلسطين .
خيمة المقاومة جاءت بمبادرة سبّاقة من جمعية كنعان .. ما هي فكرة الخيمة؟
مع بداية العدوان الإسرائيلي العنصري على لبنان اجتمعت جمعية كنعان مع عدد من المؤسسات ومنظمات المجمتع المدني ، وتم تبني إقامة خيمة تسمى “خيمة المقاومة” ، وجاءت الفكرة بعد تنظيم مسيرة من ميدان السبعين إلى مكتب الأمم المتحدة في اليمن ، وبعد المسيرة ضللنا نتساءل ماذا بعد ! فرأينا أن يكون عملنا منظماً ومستمراً ومتصاعداً ، وفيه جانب تعريفي وتوعوي عماذا يحدث في المنطقة العربية من هجمات ومؤامرات ، وتم إقرار إنشاء خيمة المقاومة بمساهمة هذه المنظمات التي شاركت فيها ، وستجدونها على موقع خيمة المقاومة ، ومن أجل التعريف بالعدوان على لبنان وفلسطين ودعم المقاومة في العراق دعماً إنسانياً ، وتم تنظيم العدد من الفعاليات التي عكست مدى الأضرار التي حدثت في لبنان والعراق وفلسطين ، في المدارس والمنازل والمستشفيات ، وكذلك انعكاسات هذا العدوان على الأرض والبشر.
. “مقاطعاً” ولكن خيمة المقاومة حفزت الشارع اليمني لموقف داعم للمقاومة اللبنانية أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان مجزرة قانا من خلال الفعاليات التي تمت في خيمة المقاومة .. ماذا كانت الرؤية من إقامة هذه الفعاليات ؟
الفعاليات كثيرة وموجودة في موقع خيمة المقاومة والشخصيات التي تم استضافتها والشعارات التي تم تبنيها ابتداءً من إيجاد علم موحد للعرب ، الذي تم تحت مسمى علم خيمة المقاومة ، والمأخوذ من أحد الشعراء العراقيين ، وتم كذلك في الخيمة جمع التبرعات والمساعدات ، وكانت مشاركة المرأة في هذه الخيمة كبيرة من خلال تبنيها لعرض وتوضيح موقف المرأة العربية تجاه هذه العدوان وتصديهن ومعاناتهن ، وكذا ما حدث للأطفال والنساء جراء مجزرة قانا الأولى والثانية ..
وكان هناك الأطباء والمهندسون والمحامون الذين عرضوا شرحاً مفصلاً لما تعرض له زملاؤهم في لبنان وفلسطين والعراق جراء القصف المستمر ، والفعاليات كانت متنوعة كما أشرت كذلك بادر التشكيليون اليمنيون الى إقامة معرض تشكيلي يعرض المعاناة لإشقائنا في فلسطين ولبنان والعراق ، وتم أيضا عمل مزاد علني للوحات المشاركة في المعرض ، وتم إيراد المبالغ المحصلة لدعم خيمة المقاومة.
. كيف كانت ردود الفعل ؟
ردود الفعل ممتازة من الدول والمنظمات التي لديها الروح الوطنية والقومية ، والأخرى كانت تنتقد هذه الفعاليات ؛ لأنها تعتبرها امتداداً للظاهرة العربية والقومية التي يبدو بأنها لم تعد تعني للبعض سوى الإحراج للأسف !!!
. كيف تنظر إلى وضع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية؟
نحن من أوائل الجمعيات التي أثارت هذا الموضوع ، وأقمنا عدة ندوات ، واستضفنا عدداً من المهتمين في موضوع اللاجئين الفلسطينيين ، ولاحظنا من خلال الدراسات أن اللاجئين هم الأكثر معاناة ، ويعانون في الوطن العربي والدول العربية أكثر من الدول الأخرى ، ففي أمريكا وعدد من الدول الأخرى يحصلون على الامتيازات ، ويحصلون على “الجرين كارد” ويحصلون على الجنسية والعمل والمرتب ، بينما في الدول العربية يحصلون على الاعتقالات والتوقيف وعدم الحصول على أبسط الحقوق المدنية .
. حتى في اليمن؟
تتفاوت النسب ، ومن أكثر الدول التي يعانون فيها لبنان ، وبقية الدول العربية تتفاوت فيها النسب ، والحقيقة ما حصل أخيراً للفلسطينيين في نهر البارد ، وما حصل لهم في العراق من عمليات قتل وتعذيب كونهم فلسطينيين فقط شيء مخزٍ ، فهم لم يذهبوا للعراق كسياحة وإنما ذهبوا كلاجئين أجبروا للذهاب إلى العراق ، وما تقوم به المليشيات هناك لا يغتفر ، هذا عمل إجرامي لن يغفره لها التاريخ ، هذا إلى جانب وجودهم في المخيمات على الحدود العراقية مع الدول الأخرى ، وما يتعرضون له من انتهاكات وعدم السماح للمنظمات الدولية المختلفة والدول الأخرى بزيارتهم وترتيب أوضاعهم ، هذا انتهاك مخجل من الدول العربية بعدم السماح لهم للتواصل مع الأسرى من إخوانهم وأسرهم في بقية الدول العربية من قبل الحكومات العربية وعدم السماح لهم بالتنقل ، هذا انتهاك صارخ وبغيض لهم ولإنسانيتهم كونه يأتي من الأخ والشقيق ، الآن المفوضية السامية لحقوق اللاجئين عملت مع عدد من الدول العربية .. لاستضافتهم وكانت الاستجابة غير موجودة عدا من اليمن والسودان ، وكانت مشروطة ، ولذا تم ترحيل عدد من الفلسطينيين إلى البرازيل ، وأتساءل هل ضاقت الأرض العربية بما رحبت على مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين ؟.. وأتساءل أين الإخوة أين النخوة أين الشهامة أين العروبة أين الإسلام؟!!.
. جمعية كنعان والرسالة التي تقولها للموطن اليمني والعربي والمسلم في أمريكا ؟
رسالتي إلى كل إنسان في العالم أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية قبل أن تكون قضية وطنية أو قومية أو دينية وهي قضية إنسانية تتحمل مسؤوليتها الإنسانية جمعاء ؛ لأن كل الدول شاركت في معاناة هذا الشعب ، ولا يتحملها الكيان الإسرائيلي وأمريكا فقط وإنما يتحملها العالم أجمع ، وبموقفهم المتخاذل هذا يظل الشعب الفلسطيني يعاني ما يعانيه من انتهاكات يومية وقتل واعتقالات وتقطيع أوصال وجدار عازل ولاجئين.
عرقلة من العرب والإسرائيليين على السواء ؟
على حد سواء على حساب الفلسطينيين واللبنانيين ... في سبتمبر الماضي فجّر الأخ الرئيس علي عبد الله صالح قنبلة من العيار الثقيل والتي سميت إعلامياً بمبادرة الرئيس للنظر في آلية النظام السياسي في اليمن..أنتم كمؤسسة مدنية في منظمة الرقي والتقدم .. هل أنتم مع أو ضد وهل لكم ملاحظات خاصة وأنتم شاركتم في لقاء تعز ؟
كلمة مع أو ضد تضعك في خانة الذي يتخذ موقفاً مسبقاً ومتعجلاً، نحن حددنا في اجتماع المكتب التنفيذي لملتقى الرقي والتقدم رؤيتنا لموضوع التعديلات الدستورية .. ونحن مع هذه التعديلات على أساس أن تكون مبنية على أسس صحيحة ودائمة إذا كنا نحترم الدستور ، إذن يجب أن يكون لدينا دستور دائماً بمواد ثابتة ليست قابلة للتعديلات في أية لحظة ، بمعنى أنه كلما يكون هناك تحالفات سياسية جديدة نعمل على تعديلات دستورية جديدة ترضي هذه التحالفات ، يجب أن يكون هناك مبادئ أساسية في الدستور منبثقة من أهداف الثورة اليمنية وحصيلة نضال شعبنا عبر تاريخ الثورة اليمنية ، وتكون هي الأسس الرئيسة للدستور ، وتكون هناك مواد مرنة ، ولكن لا تخرج عن الإطار الرئيس للدستور ، ونحن مع دستور يخدم المجتمع ، ولا يكون مفصلاً للتحالفات السياسية ، ويتغير بتغير التحالفات ، للحصول على استقرار سياسي للشعب ، والأجيال والمجتمع يعرفون بأن هذه المبادئ ثابتة لا حياد عنها ، وهي التي يجب أن ينظم نفسه عليها ويعمل عليها ، أما أن تستمر التعديلات بسبب أو بدونه فمعنى ذلك أنه لن يكون هناك استقرار للدستور ، والكل يعمل على تعديلات تتكيف مع مصالحه ، ونحن مع تعديلات ثابتة بغض النظر أن تكون حكماً رئاسياً أو برلمانياً وإنما تكون واضحة .
. الآن .. المبادرة كمبادرة ما رأيكم فيها ؟
المبادرة ليست واضحة بشكل كامل ، يعني لم تحدد على سبيل المثال ماهية السلطة المحلية ، كيف سيتم الانتخابات فيها وما هي الصلاحيات وكم مدتها ، وهناك الكثير من الجوانب ليست واضحة، وأيضاً نسبة ال15 % المحددة للمرأة لم تحدد أية آلية ، وكيف سيتم انتخاب ال 15 % مع هذه النسبة في ظل مجتمع من الصعب أن يتقبل انتخاب امرأة مباشرة ، ولكن لم تحدد ما هي الآليات ، الآن الأفكار ممتازة في المبادرة ، ولكن الآليات لم توضح ، كيف سيتم تطبيق هذه الأفكار ؟ وما هي آلية تنفيذها على أساس أن يطمئن الناس بأن هذه الآلية ليست قابلة للتعديل والتغيير لتتكيف مع التحالفات السياسية التي تحدثت في المستقبل.
هذا الكلام يكاد يكون قريباً من تصريحات المشترك .. ؟!
نحن أصدرنا في ملتقى الرقي بياناً صحفياً تم توزيعه على الجميع حول المبادرة ، ويحتوي على خمس نقاط رئيسة ، وهذه نسخة منه وفيه موقف منظمتنا المستقل والمبني على رؤى وطنية ودون تقليد أو اتباع لأحد.
. بماذا ينشط هذا الملتقى ؟
فكرة إنشاء ملتقى (الرقي والتقدم) والذي تستشف من اسمه أنه يسعى إلى رقي وتقدم الوطن ، وحرصنا على أن نحدد له ثوابت رئيسة نستطيع أن نعمل عليها ، وهي نشر الثقافة الوطنية والعمل على تعميق الولاء الوطني، وهذه مهمة كبيرة جداً ، ونسعى إلى العمل بالتعاون مع المنظمات الأخرى المماثلة من خلال تقديم مقترحات للجهات الحكومية من أجل العمل على تحقيقها ، ومنها على سبيل المثال وزارة التربية والتعليم فيما يخص مراجعة المناهج التعليمية والعمل على أن تتبنى أسس التربية والتعليم العصرية والمبتكرة دون تفريط في ثوابت وثقافة الشعب المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وتعميق الولاء الوطني في النشء حتى ينشأ على ثقافة وطنية حقيقية ، والموضوع الثاني الحقوق والحريات والمرأة وتمكين المرأة من حقوقها السياسية والاجتماعية، وموضوع البيئة وما يحدث له من انتهاك ، وأيضاً العمل مع المنظمات الأخرى على رقي وتقدم وطننا في كافة المجالات المختلفة وهذه نقاط رئيسة في غاية الأهمية.
ما رأيك كمواطن يمني ؟ أو ما هي رؤيتك لمنظمات المجتمع المدني في اليمن ودورها في التنمية على مختلف الأصعدة ؟
فكرة منظمات المجتمع المدني في اليمن وفي الوطن العربي لم تصل بعد إلى المستوى المؤمل منها ؛ لأن فكرة العمل التطوعي في مجتمعاتنا العربية وثقافة التطوع ما زالت في بداياتها ؛ لأن عملية التطوع تحتاج إلى تنشئة من الصغر في المدارس ، وأيضاً تحبيبها عند الناس ، وبهذا عندما يكبر الفرد يكون التطوع والعمل من أجل الآخرين أمراً عادياً، ولكن عندما يكون الإنسان قد تجاوز مرحلة شبابه وتريد أن يكون متطوعاً فاعلاً تصبح العملية ثقيلة أو كأنه مجبر على ذلك ، لذا نجد البعض يجتمعون حول فكرة ويتحمسون لها وينشئون المنظمة ويبدأون بفعاليتين أو ثلاث ، ثم نلاحظ أنهم تكاسلوا ؛ لأنهم غير متعودين على الاستمرارية في العمل التطوعي ؛ لغياب الثقافة المجتمعية للتطوع ، ولعلكم لاحظتم أن أكثر الأفراد الذين يعملون في العمل التطوعي في المنطقة العربية هم الذين نشأوا عليه ، وخاصة الذين اشتغلوا في الحركة الكشفية .
طالعنا نسخة قديمة من صحيفة الطالب تعود إلى بداية الثمانينيات وقرأنا مقالاً لك فيها إضافة إلى أنك كنت مدير التحرير فيها هل لك اهتمامات صحفية ؟
أنا من صغري أقرا الصحف وأكتب للصحف ، ولكني لا أملك أية صحيفة أو أدعم أية صحيفة دعماً مباشراً ، وإنما أدعمهم معنوياً أو أسهل مهامهم ، وأنا ضد حبس الصحفي نهائياً...!!!
حتى عبد الكريم الخيواني؟
في منتدى الإعلاميات طالبت بإطلاق عبد الكريم الخيواني عندما تحدثوا عنه في إحدى الفعاليات ، وطلبوا رأيي ، قلت : أنا ضد حبس أي صحفي ، ومع إطلاق عبد الكريم الخيواني .. وهو لا يعرف ذلك .. وأنا مع إيجاد قانون حر للصحافة مع وضع ضوابط مرنة وعصرية لا تصطدم مع الثوابت أو الدستور ، وأن تكون هناك مؤسسات صحفية حقيقية ترتقي إلى المستوى الذي يرفع اسم اليمن وتعارض بأسلوب حضاري ومسئوول ، أما صحف الأشخاص والمؤسسات الوهمية والتي لا أهداف لها إلاَّ التشويه وإثارة النعرات ، ففي الأخير هي لن تضر النظام فقط ، وإنما تضر اليمن بشكل عام ، وأضرب لك مثلاً بسيطاً عن الإعلام الذي يسيء لليمن ، نحن كيمنيين نقول : إن الحل لمواجهة الفقر والبطالة هو تشجيع الاستثمارات في اليمن ، ونجد بأن صحافتنا الرسمية والحزبية والأهلية فيها كل هذا الكم من المهاترات والتهويل والتأزيم !! هل سنجد مستثمراً واحداً بعد قراءته لهذه الصحف. يتجه للاستثمار في اليمن!! يجب على الصحفيين في السلطة والمعارضة والصحف الرسمية أن يخافوا الله في الوطن.
أنت تقود إمبراطورية إعلامية ! هذا ما يقال ..أنت تقود جناح صراع في السلطة ..أنت ...أنت ، أسئلة كثيرة تُطرح ...أنت تقود مؤسسات عسكرية ومدنية ورجل أعمال ...إلى أين تسعى؟!
ماذا تقصد بامبراطورية إعلامية ؟!
نتحدث عن قناة السعيدة ..نتحدث عن صحف مدعومة منكم .. نتحدث عن صحفيين يقبضوا .. نتحدث عن قوة استثمارية تدعم هذا الرافد.. نتحدث عن صناعة نجم قادم.؟
- أولاً: هذا كلام غير صحيح ، وموضوع قناة السعيدة لا علاقة لي به والصحفيون كل علاقتي بهم هي علاقة احترام وحب ..لأني أعرف كيف أتعامل مع الصحفيين فقط لا غير.
- كهوايات صحفية قديمة مثلاً؟ أنا أتعامل مع الصحفيين تعاملاً أخوياً واحتراماً متبادلاً ، وأصبر عليهم ، وأوضح لهم أوجه اللبس ، ولا أتحامل على أحد مهما كتب أو قال . وإذا لقيت واحداً منهم أوضح له وجهة نظري وله القرار في الاقتناع من عدمه ، كما أنني لم أتخذ أي إجراء ضد أي صحفي رغم إني تعرضت لعدد من المقالات المسيئة ولم ألجأ إلى القضاء لعلمي بأن بعضهم مجرد أنشوطة بيد غيره ، وبعضهم يقصد التجريح دون علم أو إنصاف وشخصياً لا أعطي الموضوع أية أهمية ؛ لأن لي اهتماماتي ومشاغلي التي تبعدني عن هذه المعارك الصغيرة ، والذي يريد أن يعرفني أكثر فليقم بزيارتي ، والتعرف عليَّ عن قرب وسيدرك خطأه ، أما بالنسبة لموضوع السعيدة فعلاقتي معهم جيدة ، وأعرفهم شخصياً ، وأنا كذلك أدعم حرية الصحافة وتنوعها وجديتها.
. تقول إنك لا تمتلك قناة السعيدة؟
لا يوجد لي فيها فلس واحد ، ولا امتلك أية صحيفة نهائياً. لكن ما ينشر في وسائل الإعلام يقول عكس ذلك ؟!
فليقولوا ما يشاؤون ، وأنا لا أتبرأ من تهمة ، أنت سألت وأنا قمت بالإجابة.
ماذا تقول للناس الذين يهاجمون يحيى محمد عبد الله صالح؟
أنا أقول للذين يهاجمونني شخصياً لو أنهم تحروا الدقة والإنصاف قبل أن يكتبوا عني فأنا متأكد بأنهم لن يهاجمونني .
لماذا ؟
لأنه لا يوجد ما يهاجمونني عليه ، وأنا أقول : إذا كان هناك أي شيء يريد صحفياً ما التأكد منه فليسألني في الأول ، وسيتضح له ما كان خافياً عنه ، وسيجد كل التعاون مني ، وإن تكسب صديقاً خيراً من أن تعادي إنساناً ربما لا تعرفه.
ماذا تقول للصحفي اليمني؟!
أقول إن أية صحافة تسيء للوطن أو تستهدف القيادة السياسية أو تنظيماً معيناً أو شخصاً محدداً وبطريقة توحي للآخرين وخاصة الذين في الخارج بأن الوطن في أزمة بأنه يسيء للوطن قبل الأشخاص ويسيء للمجتمع ويسيء لكل شخص ويسيء حتى لنفسه ، وهؤلاء يجب عليهم أن يتقوا الله في الوطن ، وعليهم أن يدركوا إلى أين أوصلوا الوطن بإثارتهم للنعرات الطائفية التي من المفترض أن تتوقف، لأن إثارة هذه النعرات لا يخدم سوى أعداء اليمن أما شعور البعض بأن تأزيم الوضع سينعكس على النظام فهو مخطئ وواهم ؛ لأن الأمر أخطر مما يتصور ؛ لأنه في الواقع سينعكس في شعور كل مواطن تجاه أخيه، وبطريقتهم هذه سيصلون إلى تأزيم المجتمع برمته ، وسنحتاج إلى وقت طويل حتى نعيد الألفة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، فكيف ننتظر من المستثمر الأجنبي أن يأتي للاستثمار في وطننا اليمن ، ونحن لا نتحمل بعضنا البعض، وبسبب عدم الشعور بالمسئولية الوطنية من قبل البعض انخفض عدد توافد السياح العرب إلى 25 % ، وانخفض عدد السياح الأجانب بسبب التفجيرات والاختطافات والاستثمارات .. عندما تطالع هذه الصحافة تخوفت ؛ لأن رأس المال جبان ، خاصة وهو يشاهد الإعلام الرسمي والحزبي “السلطة - المعارضة” كل منهم يؤزم الوضع بطريقته ، فكيف ستكون ردة فعل المستثمر، فعلى الجميع تقع مسئولية أمن واستقرار الوطن وعلى الجميع أن يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار شخصي أو مناطقي أو مذهبي أو غير ذلك ، ووحدهم المخلصون والشرفاء والشجعان من يكون وطنهم هو الغاية الأسمى ، وعلينا جميعاً أن نكون على هذه الشاكلة إن أردنا ازدهار وتقدم بلادنا واستتباب الأمن والسلام والتعايش الأخوي فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.