دفعت المخاوف من تصعيد أنصار الحراك الجنوبي للاحتجاجات، مزارعي نبتة القات إلى توريد كميات كبيرة منها إلى محافظة عدن، خاصة بعد تردد أنباء عن عزم السلطات منع دخول القات للمحافظة بالتزامن مع انطلاق فعاليات بطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها العشرين. ودعا الحراك الجنوبي في بيان له إلى برنامج احتجاجي يبدأ تنفيذه صباح يوم السبت بقطع الطرقات المؤدية إلى مدن جنوب اليمن.
يسود الترقب والحذر أهالي بعض المحافظات الجنوبية لاسيما في محافظة الضالع التي يعيش أكثر من نصف سكانها على زراعة وتجارة نبتة القات، والتي تصدر إلى محافظة عدن يومياً.
ودفعت المخاوف بالعديد من مزارعي القات خلال اليومين الماضيين في مديرية الحصين ومناطق لكمة لشعوب وحجر وسناح إلى قطف محصول القات مبكراً بعد ترديد شائعات من قبل البعض في أن السلطات ستقوم بمنع توريد القات إلى محافظة عدن بالتزامن مع انطلاق بطولة "خليجي20".
فيما أرجع بعض مزارعي القات الأمر إلى أن التصعيد من قبل الحراك سيؤدي حتما إلى تصعيد من قبل السلطة والذي يؤدي في كل مرة إلى منع موردي القات من المرور إلى محافظة عدن، الأمر الذي سيكبد المزارعين خسائر باهضة، باعتبار أن العمر الفعال لمحصول القات قصير جداً.
يشار إلى أن سلعة القات كانت قد لاقت كسادا كبيرا في الأشهر الماضية، وتكبد المزارعون خسائر كبيرة نتيجة الحصار الذي فرض على الضالع وانعدمت معه مادة الديزل التي يعتمد عليها المزارع بالدرجة الأولى.
اليوم، وبعد الارتفاع الملحوظ في أسعار القات الذي صاحب دخول فصل الشتاء، أصبح "خليجي20" هاجسا أقض مضاجع الكثير من مزارعي القات، فهم مع دخول موسم البرد يتنفسون الصعداء، ويتهيئون لجني الأرباح على الأقل لقضاء الديون المتراكمة عليهم من تكاليف مياه السقي والمبيدات الحشرية وأجرة العمال.