لا شك أن استضافة اليمن لخليجي عشرين في عدن وأبين مثلّ ولو في الحدّ الأدنى حضوراً للدولة من مشاريع وإنجازات في البنى التحتية المدنية والرياضية مثل الطرقات والصرف الصحي والملاعب الرياضية وغيرها، والحالة الأمنية الجادة. حتى الكهرباء لا تنطفئ والمياه عرفت طريقها إلى المنازل وخزانات المنازل بنفسها، وبراميل القمامة تكاثرت وقبل أن يمتلئ البرميل أتوماتيكياً بابور البلدية موجود.. واللهم لا حسد.
هذا كله جميل ورائع ولكن الأجمل والأروع إذا كان أو سيكون خلقاً دائماً وأصيلاً للحكومة. فهل تستمر هذه الهمّة وهذا الاهتمام إلى ما بعد دورة خليجي عشرين؟
وقد يقول قائل لماذا حدث كل هذا الضجيج والاستنفار والحديث عن استعداد اليمن وجاهزيتها لاستضافة الدورة ولم يحدث في الدورات السابقة؟ والجواب هو أننا أصلاً كدولة إلى الآن وبعد 48 سنة ثورة و20 سنة وحدة لم ننته بعد من مقومات الدولة الأساسية من بنى تحتية.
فما زالت المدن غير مخططة كلياً، وما زالت معظمها أو جزء كبير منها بدون صرف صحفي وتنتظر -عزكم الله- من الآخرين دعماً لإنشاء (البيارات) ولتصريف مخلفاتنا. ولعلكم تذكرون الخبر الرسمي بتوقيع محافظ تعز الصوفي مع ماليزيا قبل فترة لتنفيذ مخطط الصرف الصحي لمنطقة الدجى والجامعة و... كدعم (طبعاً المحافظ عند التوقيع لم يكن لابس كرفته) لأنه لا تناسب الهنجمة مع موضوع الاتفاقية، والأمثلة في هذا المجال كثير في صنعاءوعدن وغيرها.
آه.. أيّ دولة هذه التي لا تستطيع حتى أن تعز نفسها وتصرّف روثها.
وإذا كان هذا فقط من أجل خليجي عشرين والوافدين ألا يستحق الشعب اليمني هذا الاهتمام والاحترام ابتداءً من حكومة وجدت من أجله.
وهل نحتاج لبقية المحافظات العشرين إلى عشرين خليجي حتى تجد هذه الهمة وهذا الاهتمام؟ ما لكم كيف تحكمون؟!