حذر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية المواطنين اليمنيين من المشاركة في مظاهرات تدعو لتنحي صالح، في وقت أدانت فيه منظمة هيومن رايتس الاعتداءات وأعمال الترهيب التي يتعرض لها المتظاهرون في اليمن. وأهاب المصدر في وزارة الداخلية بالمواطنين عدم الإنجرار وراء ما أسماها ب"الدعوات المشبوهة الهادفة إلى إطلاق يد التخريب والفوضى والزج بهم في مسيرات غير مرخصة تستهدف الأمن والاستقرار وعرقلة مسار الحياة اليومية للمواطنين ومصالحهم". وإذ أكد المصدر على حرية المواطنين في التظاهر والتعبير عن أنفسهم، لكنه حددها في إطار القانون، ضماناً لتطوير الممارسة الديمقراطية الواعية في حياة المجتمع. وهو يشير بذلك إلى ضرورة إشعار الأمن مسبقاً عن خروج مظاهرة أو مسيرة. وقالت وزارة الداخلية إن "الحرية والديمقراطية تعني المسؤولية وهي نقيض الفوضى الخلاقة التي تدعو لإطلاق يد التخريب والفوضى لتعم المجتمع ومفاصل حياته الآمنة". وطالب المصدر المواطنين بكافة فئاتهم ووظائفهم السياسية إلى تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار والوقوف صفاً واحداً في وجه ما أسماها ب"دعوات التخريب والفوضى والكراهية". وعبر عن ثقته بأن اليمنيين لن "يسمحوا للدعوات المشبوهة أو لأي كان بأن يقوض حياتهم الأمنية". في الغضون، دانت هيومن رايتس ووتش اليوم الأحد الاعتداءات وأعمال الترهيب والضرب المستمرة بحق المتظاهرين في اليمن، وقالت إنها تثير المخاوف بشأن احترام الحكومة اليمنية للحق في حرية التجمع. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "على السلطات اليمنية واجب يتمثل في السماح بالمظاهرات السلمية وحمايتها. وبدلاً من ذلك، يبدو أن قوات الأمن والبلطجية المسلحين يتعاونون ضد المظاهرات". وذكرت المنظمة إن طلاب ونشطاء بادروا صباح 11 فبراير/شباط 2011 في تنظيم مظاهرة ضد الحكومة أمام الجامعة الجديدة في صنعاء العاصمة. وتزايدت أعداد التظاهرة بالمئات مع انضمام المارة للمتظاهرين، الذين طالبوا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح بالتنحي. وقالت إن قوات الأمن اليمنية اعتقلت أحد الشباب الذين كانوا يكتبون اللافتات للمتظاهرين. ثم وصل بلطجية موالين للحكومة إلى المكان، ليتصادموا مع المتظاهرين. واتجهت المظاهرات المعارضة للحكومة نحو الجامعة القديمة، حيث قابلتها قوات أمن إضافية. وأضافت "في شارع القصر واجه المتظاهرون العشرات من البلطجية الذين كانوا يحملون الهراوات والفؤوس والخنجر اليمني التقليدي المعروف باسم الجنبية بالإضافة إلى صواعق كهربية صغيرة. وطبقاً لشهود العيان فقد اعتدى البلطجية على المتظاهرين. أحد المتظاهرين – ميكانيكي في أواسط العمر يُدعى محمد وكان قد انضم إلى التظاهرات وهو في طريق عودته من العمل إلى البيت – قال إنه أصيب بصاعق كهرباء وطعنة في يده وضُرب على قدمه ووجهه ورأسه من الخلف. ونقلت هيومن رايتس ووتش عن محمد قوله: "إنني أشجع أي شخص مضطهد لأن يطالب بحقوقه بشكل ديمقراطي، لأن الإنسان يولد حراً. الإنسان إنسان وليس حيواناً. لا يمكن أن توجهه وتأمره بعصا. وأريد أن يعاملنا النظام كبشر. قابلت ناس في المظاهرة، ووجدت أنهم يعانون من نفس الأمور التي أعاني منها. إذن فمن حقي أن أعبر عن رأيي وأكشف عمّا أعاني منه في ظل النظام القائم".