أكدت لجنة طبية استخدام قوات الأمن لغاز محرم دولياً في قمع المعتصمين بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء مساء الثلاثاء الماضي، وقالت إن نحو 20 شاباً أصيبوا بالغازات قد تتدهور حالتهم الصحية حد الموت مالم تكشف السلطات الحكومية عن المصل المضاد لتأثير الغاز. وكشفت اللجنة الطبية بساحة التغيير في مؤتمر صحفي ظهر اليوم الخميس عن إرسال عدد من السفارات الأجنبية أطباء لفحص الحالات المصابة والتأكد من نوع الغاز المستخدم، مشيرة إلى أنها تواصلت مع عدد من البرلمانيين في محاولة لإنقاذ المرضى. ونقلت اللجنة الطبية عن ما قالت إنه "مسؤول كبير في الدولة" لم تفصح عن اسمه، تأكيده وجود لقاح الغاز الذي استخدم ضد المحتجين في المستشفى العسكري بصنعاء، وأن الحكومة لم تفصح عن ذلك ولم تقدم تلك اللقاحات للمصابين. وقال مدير المستشفى الميداني الدكتور محمد العباهي إن ما يقرب من 60 حالة أصيبت باختناق من الغاز الذي أطلق على المعتصمين، مشيراً إلى أن العديد من المصابين لا زالوا يتوافدون إلى المستشفى بين وقت وآخر ويشعر المصابين بإرهاق شديد (تهيج في الصدر نتيجة التحسس من هذه الغازات، وصداع وعدم القدرة على التركيز). من جانبه قال استشاري المخ والأعصاب حسني الجوشعي أن الأطباء فحصوا عدداً من الحالات التي تعرضت للغازات، وظهرت عليه أعراض تشنج يشبه الصرع. وأضاف "اكتشفنا أن هذه الحالات لم تتعرض للغاز المسيل للدموع، وقد عشنا وشاهدنا من يتعرضون للغاز المسيل للدموع بمجرد أن يؤخذ بعيداً عن الغاز بعد عشر دقائق يعود لحياته الطبيعية بدون أي مضاعفات، أما هذه الحالات حين فحصناها وجدنا أن المرضى يصابون بالتشنج بعد ربع ساعة استنشاق الغاز ليستمر هذا الشعور إلى 18 ساعة، وبعض الحالات تستمر إلى أكثر من 24 ساعة، ويصابون بالتشنج بين فترة وأخرى. وتابع "بعض الحالات أجرينا لها أشعات مقطعية وجدنا عندهم ما يسمى بتجمع الوثمة بالدماغ (تجمع ماء حول خلايا الدماغ مما يعيق حركة الدماغ وحركة الوعي ويدخل المريض في غيبوبة)، ويوجد اثنين من هؤلاء المرضى في العناية المركزة أحدهم حالته خطيرة، وهناك 9 حالات متوسطة ينتابهم تشنج". وأشار إلى أن هذا النوع من الغاز يعتبر من القنابل الكيميائية، وهو نوع من الغازات التي تصل إلى 7 أنواع ممنوعة من استخدامها حتى في الحروب بين الدول، مضيفاً "استغربنا حين استقبلنا حالات مصابة بهذا الغاز المحرم دولياً". وأكد أنه من الصعوبة أن يشفى المصابين وعددهم حوالي 20 شخص إلا بوجود (المصل) لحقنهم، مطالباً الدولة بسرعة توفير العلاج لهذا الغاز. وناشد الدكتور صادق بشر وزارة الداخلية بالكشف عن نوع الغاز الذي استخدمته قوات الأمن ضد المتظاهرين، وتوفير العلاج لتلك الحالات المصابة، لافتاً إلى أن تأخر العلاج قد يؤدي إلى وفاة المرضى.