يفضح غرفة تل أبيب، ويتحفظ عن غرف صنعاء. يتحدث عن مطبخ أمريكا وإسرائيل . ويصمت عن أقذر مطابخ اللجنة الدائمة والتوجيه المعنوي. يعتذر للصهاينة. ويرتكب أبشع الجرائم في ساحات اليمنيين المحتجين. في النهار يتعهد للعالم بأنه ملتزما بحماية المعتصمين. وفي المساء يطلق كلابه الضالة تنهش بالشباب المسالم. لا يمكن ان تنطلي مثل هذا الأفعال؛ الجرائم، البلطجة، الفبركة و أخيرا التدليس على المجتمع الدولي . كما ولا يمكن ان يظل المجتمع المدني المحلي و الخارجي مجرد متفرج. على شرفاء هذا البلد؛ ان لا يطيلون النظر إلي ثورة الشباب اليمني، تقمع بأبشع الصور، وتصرون على التغاضي. تسيل دماء أبنائكم وإخوانكم؛ و تقفلون على أنفسكم المكاتب و غرف النوم. نظام بوليسي وحشي. يقتل، يعتقل، ويتحدث عن الأمن، السلام و الحوار. يجب ان تحدد كل النقابات والمنظمات الداخلية والخارجية موقفها من هذا النظام السفاح. ومع أننا نعرف مسبقا ان إخوة لنا وأصدقاء من شباب الساحات ؛ في تعز، صنعاء، عدن، حضرموت، الحديدة وباقي محافظات البلاد، هم في الأساس مشاريع شهداء، اعدوا أرواحهم فداء للوطن. لكن لن تمر كل هذه الجرائم بدون عقاب رادع. على كل محترمون هذا البلد ان يقولوا كلمتهم. التأريخ سيتذكرنا جميعا. من كان منكم في الصفوف الأمامية، ومن ظل يراقب خلف ستائر النوافذ المغلقة. التاريخ حينما يدون صحيح انه يقتص. يطارد و يشطبهم الانتهازيين حتى خلف صفحاته. لكنه أيضا يعاقبهم مرتين عندما يتذكرهم فقط؛ إنهم كانوا هنا عند مخاض الثورة. كان زمنهم زمننا وتذبذبهم مخزي. كان الجلاد يعاقب الضحية. ويتفرجون . ليس بالغازات السامة وحدها يصادر حطابين الليل حيوات الشباب؛ اتلف الأجهزة العصبية وضرب المخ و الأعصاب وشل الحياة برمتها. إنه يصيبنا أيضا بالتلوث البصري بتصفيق جمهور مغرر في ميادينه المخدوعة:الخادعة، و في لحظة تساقط شهداء النزاهة، الكرامة و الحرية. هؤلاء الشهداء وأولئك الضحايا هم أملنا وسبيلكم نحو مجتمع مدني، كريم، متسامح، لا يعرف التفرقة بين الفندم والجندي، او الشيخ والرعية ولا بين الجنوبي و الشمالي. قيام مجتمعنا من سباته واستيقاظه من غفوته وتحرره من القيود؛ صار حقيقة. الساحات تشهد تتمدد أمامكم، تعج بالشيوخ والشباب. بالأطفال والنساء؛ يهتف الشعب يريد إسقاط النظام، وسيكون بلا شك بفعل قوة الدفع الهائلة التي ينتجها الدم الطاهر الذي يسفكه شهداؤنا. هؤلاء الشهداء الذين سقطوا ويتجاوز عددهم حتى الآن خمسة وثلاثون شهيدا سيكونون قوة الخلاص من خطايا مرتزقة الفساد واللصوص ممن يحاولون تقويض الثورة. و لا يعلمون ان ذلك يزيدنا إصرار ويجعنا نقف جنباً إلى جنب في أخاء وسلام ومحبة هذه هي قوة الفداء بالدم التي تترسخ في العقل والقلب والوجدان. تحية لأرواح كل شهداء الحرية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان، وتحية لأرواح كل من افتدى شعبه بدمه وحياته، وتحية لأرواح كل من دفع الثمن الأغلى لتحرير مجتمعة من أغلال عبودية الدكتاتورية.