غادروا مرابعنا هواءنا فضائنا أرضنا.. غادروا السماء التي مازلت أسفاً تظلكم.. غادروا مؤاطى أقدامكم فأثرها بقع الدمار ، لم تعودوا هنا بيننا غير غصة لفظتها حناجر الوطن غادروا لقد سرقتم بركة العمر من وطني، تلونت بالحرباء ومكرتم كالثعالب وخطوتم على أرضنا خطو الأفاعي ولازلتم تضنون بأنكم تواصلون حكماً لفظ أنفاسه من تحت أقدامكم. غادروا.. تعكر الهواء وتغير لون الماء وتكاثف القحط وتقاطر الدخان وتباكي الصغار ، غادروا.. صادرتم أموال شعبي خلسة في الظلام وبسطتم علي مقدراتي وطني قهراً والناس نيام ، لعبتم بأوراق الأنفصال والقاعدة والحوثيين والأهلية وحروب اخري ربما بتصوركم تكون دامية طالما أنتم خارج المكان.
غادروا قبل الأوان ولا تبقوا الآن ولا تخططوا للمقام ، غادروا فقد تغير طعم البحر علي الحيتان وتكبدت الطيور في السماء.. أصواتكم تؤذينا وتصريحاتكم تشعرنا علي الدوام بالغثيان وتقسيماكم بليت وتربع عليها النسيان.. غادروا من بيننا من حولنا ولاتبقوا تزحمون مواقعنا.
غادروا لم تعودوا أمناء ولن تبحثوا بينكم عن الأمناء فنحن سنجد من بين ثوارنا القوي الأمين ، لم تعودوا سوى ضباب هوام بقايا رمال سيغادر بها الريح المكان والزمان ، غادروا.. لطختم الإيمان بالكفر والعقيدة بالتأليه حين حفرت ظلماً لاهوتكم في جهلاء الفكر، وحين توزعتم الحق لتصنعوا من أقوات صغارنا خبز لكم لتزعموا علانية بأن ذلك حقاً للحاكم.
غادروا بعتم ثروة البلاد برمته وسرقت بتوقيعاتكم جزر ومواقع ومقدرات وإمكانات ، ليعود مغتربوا اليمن الذين خرجوا يوماً قسراً بحثاُ عن تحسين وضعاً غيبتم ثراه ليجدوا فقط صوركم تملأ سهول وطني وبواديه وتكونوا وطن في شخص مريض وتشطبوا من التاريخ أسم اليمن لتكونوا أسماً ينضخ بالدم.
غادروا فلم يعد يعرف أحد هوية لنا.. مرة ندعي عملاء واخري مرابطين على الحدود ننتظر أذن الدخول ومرة مهاجرين ومرة تجار مسواك في المواسم وكثير ندعي فقط مخزنيين شوهتم مفاهيمنا لا نعرف من الوطنية غير أسمكم ورسمكم وتواقيعكم ولانعرف من الدين غير التسبيح بحمدكم ولانعرف من الألوان الإ لونكم ولانعرف من الرسوم الإ ماتسطرون ولانعرف غير جغرافية مواقعكم ول انفك الحساب حتي لا نعرف كم في اللحظة تسرقون من عمرنا وقوتنا وحقنا ولانعرف الرياضة الإ دفاعاً عن إبتزازكم، ولانعرف الإدارة الإ لندير خطط أنفاسكم .
هكذا صنعتم وجودكم وظن مساكين السجية من أبناء وطن أن تلك هي طاعة لولي الأمر في يمن الأيمان والحكمة يمانية غادروا لقد تبين ولو بعد عقوداً جور ظلمكم وفداحة مؤمراتكم علي اليمن أرضاَ وثروة وشعباً وتاريخاً وحلماً وأفقاً.
غادروا فقد ارتفعت الراية برحيلكم وألتف شعباً لم يعرف غير الوحدة هدفاً والألفة مبدئاً والعمل بناءً والمدنية وطناً والمؤسسة إدارة ً غادروا سفكتم دماء قبل الثوروأثناءها وبعدها ، وغيبتم من الحياة بشر لم يحاولوا الإ صنع الحقيقية وأجهزتم علي بشر يوماً إنتظروا سقوط أصنامكم وتكسير معابدكم وتبديد ذكر بعد العبادة كان مأثوراً لكم ،غادروا لقد تقزمت أمام طوفان التغيير أيامكم وتبددت معاولكم وتكسرت صيحاتكم ،لم تعودا بعد اليوم شئ ، فقط ذكرى لوجع مر كأنه سرطان فتعافي منه وطني وشعبي قبل فوات الأوان .