أحمد ضيف الله حسين العواضي. من مواليد 1379 ه 1959 م انتقلت أسرته إلى مدينة صنعاء عام 1384ه/ 1964م، حيث كان أبوه يعمل في الجيش، فدرس مراحل التعليم النظامي في مدارسها، ثم التحق بقسم الأدب الإنجليزي في كلية الآداب بجامعة صنعاء، فحصل على شهادة الليسانس عام 1403ه/ 1983م. عمل في مجلس النواب بعدد من الوظائف منها: سكرتير للجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية عام 1401ه/ 1981م، ثم مدير لإدارة الترجمة في المجلس عام 1404ه/ 1984م، ثم مدير عام العلاقات العامة والمراسيم عام 1410ه/ 1990م، ثم مستشار للجنة الحريات والحقوق عام 1415ه/ 1995م، ثم انتقل عمله عام 1425ه/ 2004م وكيلاً للهيئة العامة للكتاب. من مؤلفاته: 1 إن بي رغبة للبكاء، ديوان شعر، صدر في طبعتين عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1414ه/ 1994م. 2 مقامات الدهشة، مجموعة شعرية، صدرت عن دار (أزمنة) في عمّان عام 1419ه/ 1999م. 3 قصائد قصيرة، صدرت عن دار (أزمنة) في عمان، عام 1421ه/ 2000م. 4 مواقيت لأحزان سبأ، مجموعة شعرية ولوحات من الفن التشكيلي، بالاشتراك مع الفنانة (آمنة النصيري)، صدرت عن وزارة الثقافة والسياحة عام 1425ه/ 2004م. نشرت له العديد من القصائد في المجلات والصحف اليمنية والعربية، وترجم بعضها إلى الإنجليزية، والنرويجية، والهولندية. تولّى رئاسة فرع الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين في مدينة صنعاء ثلاث مرات متتالية من عام 1413ه/ 1993م إلى عام 1425ه/ 2004م، كما عمل عضوًا في المكتب التنفيذي، وأمينًا للعلاقات الخارجية بالأمانة العامة للاتحاد، وشارك في عدد من المهرجانات الشعرية العربية، منها ثلاث مرات في مهرجان (المربد)، ومهرجان (جرش)، والمهرجان العاشر للشعر العربي في الأردن، كما شارك في المهرجان العالمي للآداب في النرويج عام 1417ه/ 1997م. وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة (العفيف) الثقافية، وفي لجنة التحكيم لجائزة رئيس الجمهورية للآداب والفنون. من شعره قصيدة بعنوان (إنّ بي رغبة للبكاء) يقول فيها: زهرة الأقحوان التي تعشق الشمس والشمس ليس لها مستقرٌ تعود إلى شاطئ الروح تفرش بعض ضفائرها وتنام فتوقظها الكائناتُ الهزيلة ثم تغنّي لها لحظةً وتغيب فينكسرُ الحزنُ بين حواجبها وتردِّدُ في شجَنٍ لونُهُ قرمزيٌّ سئمتُ الزمان الملون بالخيل والليل والبيدِ كيف أغنِّي؟؟ وذاكرتي من حجر. *** زهرة الأقحوان لها جسدٌ مفعمٌ بالحياة عوارضها لؤلؤٌ ورخام ضفائرها خلفَها كالغمام ودائرة القلب في صدرها أُفقٌ من حمام وعينان سبحان من قال للبحر بين الجفون ينام أصابعُها من حنان إذا ما استدارت قليلاً إلى الشمسِ تغمرني نشوةٌ حين ألمحُ وجهًا لهُ شفتانِ من التوتِ ليس به أثرٌ للزمان الملونِ بالليل قلت لها: مَن أنا؟ لم تكلمْني حين غادرت الروحَ تاركةً (من أنا).. خيمةً من ضجر *** قمر من حديدٍ تعلّقُهُ الكائنات الهزيلةُ ثم تغنِّي وترقصُ من حوله.. فتغير القبيلةُ حين يحركها الشجنُ السبئيُّ المزيَّفُ، شاهرة حزنها في الرماح وفي جوفها يتكاثرُ صوت النباح وتحت عبائتها قمر مستباح فينكمشُ البحرُ ثم يخبِّئُ أحزانهُ في الجبال وينكسرُ النهرُ، ثم يوزِّعُ أشجانهُ للتلال ويرتعشُ النخلُ ثم يبوحُ بأسرارِه للطيورِ قبيلَ مجيءِ الغَجَرْ *** الصباحُ الجميلُ المبكِّرُ مختبئٌ في القفار يخاف القبائلَ تلك التي لا تحركها غيرُ بوصلة الثأر والغزوات البليدة في وطنٍ توأمٌ هو والروح لا يعرفُ الآن كم أخَّرَتْنا «قفا نبكِ» معلنة لا سَفَرْ *** أيها القمرُ العذبُ موعدُنا قبل منتصف الليل، حين تكون السماء زجاجيةً والزمانُ الذي يتمطَّى يغادرُ مملكة الكائنات إلى مدن الغيب، لم يُبْقِ إلاَّ بنفسجةً منهُ في الكف؛ لكنها ما هلتني وغيَّبها الحزنُ، كيف أفتِّشُ عنها وفي وطني لا أرى غير شيء من الأثلِ والخمطِ؛ لستُ ضعيفًا لأبكي، ولستُ قويًّا لكي أتحدى القدَرْ. *** تخرجُ الآن من نومها غطفانُ، وفي كفِّها بُرجُها السرطانُ، أرى خيلها تتسابقُ كي تستبيحَ التي تعشق الشمسَ والشمسُ ليس لها مستقرٌ، فيا وطني أي شيء أرى الآن؟ مال على كتفي وبكى، ثم حدَّثني صوتُهُ الشاحبُ التاعبُ المتضجر: كيف أُغني وفي جسدي يركضُ الآن هذا الزمانُ الملوَّنُ بالخيل والليل والبيد والسرطان، وقد تخرجُ الآن من نومها الأوسُ كي تأخذ الثأرَ من قطرات المطر. *** من أنا؟ لم تحدثني حين غادرت الروحَ، تاركةً من أنا خيمةً من ضَجَرْ. *** لحظةً ويضيقُ الفضاءُ؛ فقل ما تشاء؛ همُ القادمونَ إليك، أصابِعُهُم من نحاس؛ ستألفهم كحروف الهجاء، وإن يسألوك عن الشمس؟ في وطن العنكبوت؟ فقل: إن بي رغبةً للبكاء.. ولو أنها صفةٌ للنساءِ، وغنِّ لهم: «أقبل الليل» ثم أضف أيها الطينُ والعنكبوت تعبتُ وذاكرتي تتفتَّتُ هل كلما ناولتك يدُ الروحِ سوسنةً من دمي تَقْشَعِرُّ وأنت الذي قلت لي: لا تَفِرْ.