اليمنيون في المهجر جزء من شعب اليمن السعيد وطن الجميع الرحم الذي خرج منه العرب، ومهد العروبة وأصل التاريخ ومحل الفخر والاعتزاز لكل العرب والمسلمين ، والذي ظل وسيظل جزاء لا يتجزأ من العرب والمسلمين وسيبقى ما بقيت الحياة محل القصد وحسن المرجع لمن قصده وأراد أن يستظل بظله من حر النفاق والخداع الكثير في هذا الزمان . أما عن يمانيي المهجر فهم دائما سفراء لوطنهم الأم .. ولا شك أن الهجرة من بلد إلى آخر تعتبر شي طبيعي، بل تعد من الظواهر الاجتماعية التي عرفتها البشرية منذ اللحظة الأولى للحياة وقد أخذت أشكال وألوان مختلفة ، فمنها ما يكون لتحويل واقع معين إلى واقع آخر مختلف ، ومنها ما يصحب الفكر التجاري ، والأغلبية تهاجر بهدف العمل وتحسين أحوال المعيشة ، ومن المهاجرين من يقصد نقل حضارة وثقافة بلده إلى بلد آخر ، والبعض للتعرف والسياحة في الأرض ، وعن مغتربي بلادنا اليمن مثلهم مثل مغتربوا بلدان العالم ، فهم يشكلون رافداً أساسياً من روافد النمو الاقتصادي لوطنهم ومجتمعهم وداعم كبير لمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والأمنية والسياسية وغيرها. وبرز دور المغترب اليمني بأنه من بين الرواد الذين ينقلون حضارات بلدهم إلى بلدان كثيرة، وبهذه الحضارة يؤثر ويتأثر إيجابياً وسلبياً ، وقد أدئ تواجد المغترب اليمني في دول آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا إلى نقل التراث العربي والإسلامي والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية والثقافية ، وكما أن المغتربين اليمنيين هم سفراء بلدهم في البلدان التي يقيمون فيها، ومما سهل لهم نقل حضارتهم بسهولة هو تواصلهم بموطنهم الأصلي حيث وقد أعطت لهم القيادة السياسية اليمنية وهيئاتها المختلفة ممثلة برئيس الجمهورية علي عبد الله صالح أهمية بالغة لجميع المغتربين وإيجاد من يمثلهم في مجلس الوزراء ووزارة تختص بشئونهم وذلك لمعرفة مشاكلهم والبحث عن حلول لها على مستوى أعلى هيئة في الحكومة ومن خلال عقد المؤتمرات الخاصة بهم وإرسال وفود عديدة للإطلاع على همومهم ومتاعبهم في أماكن اغترابهم ، وقد ناقشت السلطات التشريعية والتنفيذية خلال جلساتها العديدة مشاكل وهموم المغتربين ومحاولة الوصول بها إلى حلول مناسبة للمغتربين بما يهيآ الأجواء النفسية لدى المغترب اليمني في محل اغترابه والعمل في تقديم التسهيلات والخدمات الكافية له حال عودته إلى الوطن الحبيب. وعرف اليمنيين المغتربين عبر التاريخ بمشاركتهم الفعالة بكل ما شهده الوطن من تحولات عظيمة وفي عدة مجالات، وأتضح دور المغتربين في النضال الوطني الذي أسفر عن قيام الوحدة الوطنية والمحافظة عليها ، وكل احتفالات اليمنيين في الخارج بأعياد وطنهم يعكس مدى الوعي والولاء وقوة الروابط بينهم ووطنهم ، وقد شكلت مساهماتهم المستمرة سندا ودعما لتقدم واستقرار اليمن ، أيضا لقد استطاعت بعض الجهات الإعلامية اليمنية ربط المغترب بوطنه وتقوية جسور الروابط بما يدعم الأمن والاستقرار للبلد ، والتي جعلته أكثر تتبع لما يدور في ارض الوطن من متغيرات وجعله يفكر بأن عليه شي لابد أن يعمله من أجل النهوض بالوطن وبذل الجهد لحل الإشكاليات العالقة التي تستظل مهمة ومسؤولية وأمانة في الأعناق يتحملها الجميع ، والاهم من ذلك كل ما حصل مؤخرا من تغير كبير في الوسط الاغترابي الذي نستطيع أن نقول انه لم يبقى هناك من ينظر إلى بلده بنظارات سوداء معتمة بل أصبح المغترب اليمني أكثر وعي وإدراك بهموم وطنه وبما يخدم المصلحة العامة ، حتى من كان لهم أغراض معادية للقيادة بسبب أو بدون سبب أصبحوا اليوم أمام صخرة قوية لا تذوب للطغيان والظلم والتفرقة خاصة بعد أن تجلت وانكشفت لنا جميعا سلوك القيادة اليمنية وانتهاجها طرق الديموقراطية والمواقف الشجاعة تجاه كل ما يحدث. ولم يبقى لنا كمغتربين غير أن ننظر إلى الوطن بعقلانية وحكمة ونكون متفهمين لكل ما يمكن أن يحدث هناك من مناوشات سياسية تافهة مصطنعة بأيدي آثمة حتى أنها استمرت تجعل من الحبة قبة وهي نفسها التي أوصلتنا إلى حالة الضعف والعجز الذي يعيشه العرب والمسلمين في الوقت الحاضر.