من هنا نبدأ شهر التغيير والمتعة والأكل والنوم في آن كيف تجتمع كل هذه الملذات في شهر لا أعرف، لكن لأننا أمة متميزة فكل شيء جائز وممكن، القنوات الفضائية اعتبرت نفسها وصية وحامية حمى الصائمين في رمضان وانقسمت فريقين: فريق مصر على أن رمضان للمتعة والتسلية وريح أعصابك بعد صيام يوم كامل وخليك بالبيت، وفريق مصمم على أن يتجرع المسلمون برامجهم بحلوها ومرها، بجيدها وضعيفها، المهم أن لا يتوانوا في هذه الحرب ولا يكونوا أقل من غيرهم وبين الجرعة الترفيهية الزائدة وصديقتها الدينية الزائدة أيضا، ومحاولة التوازن الفاشلة، ربما في مرحلة قادمة بعد مغادرة كوكب الأرض قد يعي الإعلام العربي أننا لسنا بحاجة إلى أوصياء.
الفضائية اليمنية والسعيدة كانتا حاضرتين بالدراما اليمنية، وهي دراما مستنسخة تحاول أن تستمر بعكازين وكرسي متحرك تحت مسمى الدراما الاجتماعية الكوميدية" كيني ميني، علاجك عندي، كشكوش، عجيب وغريب مننا وفينا، همي همك، أشواك وأشوق، الإبداعات اليمنية أصبحت طفرة تظهر مرة في السنة، وتظل تعيش على صدى رمضان بقية العام..
مسلسلات الدراما المحلية اعتمدت على شخصيات فكاهية ترتجل الضحك وتخترع المواقف وتبني عليها، وبدون استثناء هي دراما ساخرة لكن زيادة بحيث أصبحت " ماسخة" مالها طعم، وأضف إليها الصورة التي تقدم بها النساء في بعضها هي صورة سيئة، ربما بقصد إضحاك الجمهور، لكن أين احترام عقول الناس، واحترام كيان المرأة اليمنية كمرأة جميلة وذكية تستحق أن تقدم بشكل أفضل وأرقى، فهناك آخرين بالتأكيد سيمرون على هذه الدراما من غير اليمنيين ويشاهدون هذه الصورة السلبية شكلا ومضمونا للمرأة والرجل على حد سواء.
شهر رمضان ليس بالشهر الكئيب لتعكف الدراما على إضحاك الناس والترويح عنهم، فإلى جانب الكوميديا أين الدراما الاجتماعية التي تخاطب الناس من منطلق همومهم وحياتهم العادية، أو الدراما التاريخية، أو الدينية، لماذا ينصب التنافس المحموم على إضحاك الناس لمجرد الإضحاك؟؟؟
مجرد تساؤل: الكتابة عن صعدة شائكة مجروحة الكبرياء، وليس الوضع هناك بأقل من موجع كما هي الضربات التي سددها الجيش للحوثيين الأسبوع الماضي.
الحروب لعنة صاغها البشر وابتلوا بها، وأكثر من يعاني منها هم البسطاء الذين لا يملكون حولا ولا قوة ومن هم تحت الأمر القهري، خلاف ذلك للنفس مساحة بين الكر والفر، في صعدة كل شيء ضبابي أسباب الحرب، الحوثيون، أسلحة المتمردين، تمويلهم، الضحايا، وضع النازحين..؟؟؟ وأكثر الغموض يلتف حول أسلحة الحوثيين وقتالهم المتواصل في حروب ستة هي أشبه ما تكون بمعجزة من نوع " ما توقز الحبة إلا من داخل"ربما كعادة الحروب، لن ينكشف المستور إلا بعد موت الرعيل الأول وربما الثاني ونعرف من هم تجار هذه الحرب الظالمة بكل المعايير...!!! وشهركم مبارك المصدر أونلاين