إنتزاع شظية سكنت قريبا من قلب صالح خبر كافٍ, لإنتزاع سكينة صنعاء ومدنٍ أخرى في هدئت الليل, خبر كافٍ لإصابة مئات برصاص وشظايا الفرح الطائش , وترويع الآمنين من النساء والأطفال. سعادة معسكرات صالح . إنفجرت على نحو عنيف ومروع, موقظة كل ما يسكن الذاكرة من هول الحروب , نيران القذائف المبتهجة ,أشعلت الأحياء الغارقة في العتمة , وأختنق الأفق برائحة البارود الكثيف . كانت حرباً إستهدفت السماء , أول ضحاياها: الفرح ,كانت شحنة مكبوتات بغيضة تم التنفيس عنها في الفضاء الفسيح , أنفلت السرور المسلح في نوبة جنون هستيرية ,أفرغ مخزوناً هائلاً من الخيبة الثقيلة في الهواء, لحظة شعور عارم بالخواء والفراغ , عبرت عن نفسها بفظاظة وفجاجة ودوي فاضح , وصمَ الحفاوة والمحتفين بقدر ما أصم . المعسكرات أسوأ من يقوم بهكذا مراسيم , البشارات الطائرة لا تستقبل بمضادات الطائرات , من السخريات القيام بعملية فرائحية عسكرية مرعبة , ابتهاجاً بنجاح جراحة لرجل مثخن بالكثير من الجراحات , هو إبتهاج قاتل , جريمة فرح ضد الإنسانية, تكشف عن حنق دفين وشعور حارق بمرارة الهزيمة. يأسٌ كثيرٌ إندلع في النيران المنطلقة من الثكنات , ما عاد من محتفل بصالح , غير بقايا فوهات وأفواه تطلق الرصاص والأكاذيب . التعبير الوحشي القاسي عن البهجة لا يدل على العافية , الحب لا يحتاج شهادة متفجرة ,لا يحتاج وليمة قصف, والفرح الصادق لا تعلن عنه أدوات القتل والدمار . هي محاولة فاسدة لإعلان وجود , أصبح في خبر كان ,وجود معتل لا يشفيه التباهي المريض . كشف المحتفون عن حزنٍ كامن , ويأس حادٍ من خلال هذا العرض الليلي المقيت , الذي كرس اليقين بان الإثم لا يحتفل إلا بجريمة, أنحسرت رقعة الكرنفالات الزائفة وطوت الثورة بساط الوهم . ما عاد من متسع للاحتفال بالداء والألم , لا حشد اليوم ولا مجد , ولى القديم والبالي أرتحل , وسمائنا أسمى من أن تخلف وعد الصفاء , فتحتفي بما تقذف الأرض من أوحالها وأسمالها . أكملت الثورة عمليتها الجراحية وانتزعت شظايا الحكم التي سكنت جسد الوطن وأعماقه ,توقف نبض العهد البائد , وعاد قلب اليمن للخفقان .