أعلن رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال ارسلان “للرأي العام اللبناني استقالته من حكومة نجيب ميقاتي وقال "لا يشرفني على الاطلاق الجلوس على يمينه في حكومة هو يرأسها”. واضاف ارسلان "لا استطيع ان اشارك في حكومة يقول فيها نجيب ميقاتي ان الدروز لا يمكنهم ان يحصلوا على حقيبة سيادية (مثل وزارات الدفاع والداخلية والمال)".وتابع "انطلاقا من هذه القناعة سنحجب الثقة عن الحكومة في مجلس النواب". وعمد انصار ارسلان الى قطع الطرق في منطقة خلدة جنوببيروت، ومنطقة حاصبيا (جنوب شرق) واطلاق النار في الهواء، على ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس، فيما دعا ارسلان انصاره الى "التزام الهدوء". وأعلن في لبنان بعد ظهر الاثنين تشكيل حكومة جديدة من ثلاثين وزيرا برئاسة نجيب ميقاتي، يملك فيها حزب الله وحلفاؤه اكثرية. وقال المدير العام لرئاسة مجلس الوزراء سهيل بوجي في مؤتمر صحافي في القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت "ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان بناء على الدستور (....) يسمي محمد نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء". عقب هذا الاعلان ادلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتصريح أكد فيه التزام حكومته "بالتزامات لبنان العربية والاقليمية والدولية (...) بالتوازي مع تمسكنا بكرامتنا وحريتنا وقرارنا النابع من المصلحة الوطنية العليا". واضاف ميقاتي "ان هذه الحكومة (...) هي حكومتكم جميعا في اي موقع كنتم في الموالاة او المعارضة ام في الوسطية الفاعلة والمتفاعلة". وتضم هذه الحكومة 30 وزيرا، 19 منهم من قوى الثامن من اذار وابرز اركانها حزب الله، اضافة الى 11 وزيرا مقربا من كل من رئيس الجمهورية وميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. واتصل الرئيس السوري بشار الاسد بالرئيس اللبناني ميشال سليمان مهنئا بتشكيل الحكومة اللبنانية، على ما اعلن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية الاثنين. وافاد المصدر ان الاتصال بين الرئيسين تناول الاوضاع المشتركة بين البلدين. واضاف ان الرئيس سليمان تمنى ان يحل "الاستقرار والهدوء في سوريا بأسرع وقت". وكانت قوى 14 اذار، وابرز اركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري المشاركة في هذه الحكومة، رفضت المشاركة في هذه الحكومة متخوفة من ان تكون وسيلة "لوضع حزب الله يده على الجمهورية" و"لوقف التعاون اللبناني مع المحكمة" الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في العام 2005. لكن ميقاتي يرفض الاتهامات الموجهة اليه بانه "مرشح حزب الله"، ويقدم نفسه على انه "رجل الوفاق والاعتدال" و"صاحب مشروع انقاذي".
ويأتي الاعلان عن هذه الحكومة بعد أكثر من خمسة اشهر على سقوط حكومة سعد الحريري في 12 كانون الثاني/يناير بضغط من حزب الله وحلفائه بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في العام 2005.